هناك خلف الكواليس خلية عمل لا تهدأ من حراكها وقد لا يظهر أثرها إلا بعد حين وحين .. ففي كواليس بعض المسؤولين هناك من هو مثال يحتذى به .. ونبراس يستضاء بنور عمله وإخلاصه ” إنها الحقيقة التي لا مراء فيها ولا محاباة .. إذا ما أمعن الانسان النظر في آثار خطى العاملين المجدين .. بلا كلل ولا ملل” سيلمس إن الرقي لأعالي القمم هو معيار ما تحمله النفس الأبية من همم .. وهنا كان لزاماً أن نقف إجلال وإحتراماً لمن أفنى الأوقات والساعات خدمةً .. بلا ثمن ولا وسام .. بل هو شعور وتحدي للإرتقاء بـ شعار تقديس الوطن وقبله مخافة الله …. كواليسنا الإشرافية تحمل في طياتها الكثير مما لا يعلم ولا يقال .. لكن هناك من قد فاق قدرةً على الإبداع والمواصلة .. مدير المرور العام اللواء المهندس محمد بدر ناصر أعرفه منذ نهاية العام1982 عندما جاء متطوعا للعمل بصفة ضابط مرور بعد تخرجه من كلية الهندسة والغرض من تطوع خريجي الكليات الى جهاز المرور في حينها هي من ضمن الخطط والبرامج التي من شأنها رفد هذا الجهاز بطاقات وامكانات بشرية على مستوى من التطور العلمي من شأنها الاسهام بدفع عجلة العمل وتقديم الخدمات المطلوبة” هذا الرجل لم التقي به منذ زمن وقد نقل لي عنه الكثير في بداية تسنمه قيادة جهاز المرور قبل ما يقارب من عامين وخلالهما أجرى العديد من التغيرات واعتمد اسلوبا في التعايش القريب بمراقبة ومعاونة معيته حيث مواصلته التواجد معهم ميدانيا ويحرص أن يسمع منهم والمواطنين المراجعين ويتلمس إبداء آراؤهم ومقترحاتهم الصريحة الهادفة لتطوير عمل المرور سواءا على مستوى تنظيم السير او تقديم الخدمات للمراجعين في مكاتب تسجيل المركبات او منح الاجازات” مدير المرور العام لا يغادر أقسام وشعب المرور المختلفه إلا مع مغادرة آخر مواطن مراجع وعندما يسأله أحدا من معيته ويرجوه الذهاب للراحه يجيبهم : كيف أذهب وأترك المراجعين وهم بحاجة لخدماتنا ؟ ويؤكد لمحدثيه أنني أخاف الله وأحس ان كل المراجعين هم امانة في عنقي ويجب أن نرضيهم ولو في حدود المعقول !! لا أخفيكم في بداية تسنمه المهمة لم يسلم اللواء محمد بدر من النقد والأحاديث الجانبية .. لا أدري من صنع تلك الإيدلوجية الفكرية في أذهاننا وخلق منا بشر يمتطون هامة النقد دون تمحيص ورؤية حتى أصبحنا نغتال كل تطوير لذواتنا أولا ولكل نبض يدفعنا للأعلى .. علينا { أيها الأخوة الأعزاء } بمراجعة أنفسنا أولا وصناعة فكرا آخر للتعايش مع الحياة وبعدها يحق لنا ان نواجه الأنسان العراقي في أي مكان كان وننتقده مع أني متأكد أننا لن نجد ماننتقده لأن العيب فينا أولا وأخيرا فالإنسان ــ وهنا مكمن المصيبة ” الذي لايقرأ نفسه ولايعرف دوره في الحياة ولايحس بعظم المسؤولية التي حباها الله له باعتباره خليفتة بأرضه هو إنسان سلبي يعيش حياته بلاهدف كالفقير ينتظر صدقة من هنا أو عطف من هناك ومثل تلك النوعية للأسف الشديد تكثر في عالمنا الواسع وبخاصة في وطننا العراق … دعونا نعيد تقييم أنفسنا كبشر ونعيد رسم آلية عملنا في الحياة فقد محق الله البركة فينا واوقاتنا بسبب عدم اخلاصنا وأشياء أخرى كثيره ومؤلمه ” فمخافة الله وحب الوطن والمجتمع أهم الأولويات فهل نحن فاعلون ؟؟
** خبير عربي في الشؤون الأمنية والأعلاميه