الصحافة والاعلام سلاح ذو حدين فالكثير يتوقع أن الاعلام واجبه كشف السرقات والاخطاء واظهارها للرأي العام ولكن علينا أن نعترف إن للإعلام دورا آخرا وهو دور اظهار الدوائر التي يحتذى بها حتى يكون الرأي العام على بينة من الامر فمثلما نشخص الاخطاء علينا ان نذكر الدوائر التي تستحق منا كل الاحترام وهنا اود ان اقول إن اليافطة التي كنا نقرأها سابقا معلقة على الوحدات العسكرية والتي تقول ” الوحدة بآمرها ” صحيحة فالقائد الجيد للوحدة يعني أن الوحدة ناجحة وهذا الرأي ينعكس على باقي الدوائر المدنية فالقائد ربما يكون موظف مدني ومدير لدائرة مدنية وليس بالضرورة قائدا عسكريا، إن طريقة تعامل المدير العام للتسجيل العقاري العامة السيد عقيل فاهم نلمس منه التعامل الانساني مع الموظفين ومع المراجعين وهذه الحالة لا تستحق أن نكتب عنها لأنها من صميم عمل المدير العام ولكن اصبحت حالة نادرة في ظل هذه الفوضى التي تنتاب عمل الدوائر في وطننا الجريح . بعد زيارة عابرة لي لهذه الدائرة وجدت أن الموظفين يحسبون للوقت حسابا منظما فهم يختلفون عن باقي الدوائر التي يحاول موظفيها سرقة الوقت اثناء بداية الدوام وقبل نهاية الدوام فالوقت الصباحي المسروق في اغلب دوائرنا يتم ما بين الدردشة الصباحية والفطور واحتساء الشاي وقبل نهاية الدوام بنصف ساعة نراهم انهوا الاعمال ولسانهم يردد عبارة ” تعال غدا ” وكم هذه العبارة صعبة على المراجع وهو يشاهد ان هنالك من الوقت ما يكفي لإنجاز معاملته ، اما في مديرية التسجيل العقاري فهذه الفكرة ليس لها ابعاد في عقول الموظفين فهم يعملون كخلية نحل من الدقائق الاولى الى آخر دقيقة حينها كنت من المندهشين وانا اسأل نفسي هل انا في العراق لأني اعلم ان دوائرنا وللأسف لا تتعامل بهذه الطريقة التي يسميها العراقيون القدماء ” نظام مال انكليز ” حينها شكرت بداخلي السيد المدير العام والموظفين لأني اكملت معاملتي الطويلة في آخر نصف ساعة من ساعات الدوام الرسمي وكم تمنيت ان تكون باقي دوائرنا تتعامل مع المراجعين والموطنين بطريقة لطيفة كما هي مديرية التسجيل العقاري العامة في بغداد حتى يشعر المواطن ان كرامته لم تهدر على باب هذه الدائرة او غيرها فشكرا للسيد عقيل فاهم ولكافة الموظفين في هذه الدائرة .
