21 أبريل، 2024 12:25 ص
Search
Close this search box.

مديح الى حمدية صالح

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا أدري أن كان أحد غيري يعشقها بجنون المعدان لنايات القصب وزوارق سلالات الحب بصواني القيمر ؟
 لا ادري أن أحدا غيري يحب بسريالية سلفادور دالي …( مضيع بالعرب صوبين ) : أعمارنا ضاعت .ولن تجدها سوى دموع أمهاتنا .وكتاب سومري يتحدث عن مغفرة السيدة هيلاري كلنتون لخطيئة زوجها الرئيس …
خطيئتنا نحن إننا نسينا عذوبة شرايين قلبها ودمها الجارح بغرام الغناء ، الغرام الفرنسي المنقوع بحمرة خد من ليل ميسان .وحزن المعدان ….
فقد شح الماء ، شح الحلم شحت كل نداءات الشوق الآتية من المريخ إلى قريتنا ولم يعد الصوت هاجسنا في درس الوطنية . الهاجس اليوم أن تعود ولا تسهر ليلا .حتى مع المذياع .
لا أدري أن كان الساسة والعشاق ومدراء المصارف وعمال صبغ أرصفة البلدية يدركون أن ديغول عندما حرر باريس ، سمعها بحنو وهي تغني طور المحمداوي في مضارب الغجر والقمر.
هذه المرأة التي صنعت بحنجرتها ألف جيفارا وألف روميو والف ثمل في حانات الآلهة العراقية يحق لنا أن نعطيها وسام الذكرى الخالدة والوشم السحري على نهد أحلى نساءنا .
فحمدية صالح ليست عضوا برلمانيا .ولا أمين عاصمة .ولا قاض في المحكمة الدستورية ، وليست كاتبة روائية ورئيسة تحرير جريدة ،ولا هي من الذين ينسون جوع الشعب في لهاث موائد الثريد . ولكنها أعطت للعراق مجد الصوت والذكرى وبراءة غرام الريف والشاعر الحريف .وعلمت سعف البلاد أن يهزم برد خريف .
هذا الصوت المعجون بغراميات انانا أور ومردوخ بابل واشور نينوى وشيوخ قبائل كوكب زحل والأهوار …
يُحق لنا أن نمنحه المجد بأوسع أبوابه ، والى أولئك الذين يبيعون الوطن بشقق دبي والبيكادلي وخانات السيدة زينب نمنحهم النوافذ المغلقة .
كلما أتذكر أغنيتها الأسطورية ( عناي جيت لدارك …جيت أشتكي من نارك ) أهتز في داخلي
تلك مقدمة أسطورة حنجرتها في أغنيتها المرموقة تحتوي السمع والتدين وغرام الربابة .
وهي من غنت تلك الأغنية البابلية الساحرة ( عالشموملي الشوملي …نارك ولا جنة هلي )
وتلك كلمات خطها مردوخ بيديه ليهديها إلى حمدية صالح وفرقتها التي صنعت من خصر الغجر مواويل الليل السريالي بكأس براءة حياتنا ..
حياتنا التي اتخمتها العولمة بغذاء الانترنيت والدبابات والساسة المحسوبين على سجادة الصلاة وبورصة الدولارات ونحيب فقراء الإعانة الاجتماعية وضحايا داعش الارهابي  .
ترى هل يعود السنونو لمعدان الزمن اللاتيني ، هل تعود الأشواق طيبة وبريئة وحاملة وحتما ستجيبنا أغانيها : ستعود ولكن على شكل بضاعة صينية .
ونقول بأي شكل كانت . المهم أن لا تموت طفولتنا ومراهقتنا في كبت الماسنجر..
والأن يا حمدية صالح عبر ذكريات الف ليلة في نجوم سماء الأهوار ، عبر خفق قلوب عشاقك من اعضاء الهيئة التعليمية في مدرستنا ، هدهد عينيك سيسمعنا الأغنية وعلى صدى هذه الأغنية ألف بلقيس ستجيئ اليوم إلى ليل الأهوار لتفتش عن قلب سليمان …
الحضر والمعدان وهذه المطربة الفاتنة تمجد في ليل أساطير المعدان المتكون من حلم الآلهة والشعر الفلتان….!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب