الآمر في مدن ( الأنبار ) خطير جدا يتطلب من الجميع جهد وطني يستند إلى رؤيا صائبة تتعامل مع الواقع العراقي الأنباري بكل تاريخه وحاضرة وبكل ثوابتة وخصوصياته كوحدة واحدة متكاملة دوما دول تميز وأفضلية عشيرة على الأخرى , وانتم تعرفون يا معشر ( الأنباريين ) ما اقصد ومن منا اليوم لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما حدث في مدن الأنبار من ممارسات لا تصل إلى الإنسانية بشيء قام به ( الدواعش ) وأي فعل هذا من قصف قتل
( المدنيين ) واستهداف العمارات السكنية وشملت ذلك آلاف البيوت الآمنة ، وشملت تلك التجاوزات قصف البساتين وتجريف الأراضي الزراعية والمحال التجارية واستهداف البنى التحتية وتشريد العوائل من مساكنهم لذات السبب أعلاه ولم يرعوا هؤلاء الأعداء لتلك الجرائم التي فاقت التصور البشري , وبما قاموا به من انتهاك لحرمة المساجد والبيوت تجاه مواطنين ومواطنات لأسباب غير معروفة بلغت تلك الأعداد بالآلاف تلك الوسائل التدميرية طالت جميع مدن (الأنبار ) ولم تقتصر تلك الاعتداءات على حقوق الإنسان العراقي بل تعدت ذلك إلى تفجير وهدم بيوت الله.. وقتل المدنيين مجرد الشك على عمل يقومون به ولا أدري كيف تفسر هذه الزمر الإرهابية هذه الإعمال , وأن ديننا الإسلامي يدعو إلى الوحدة والإخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر وقتل النفس ، حيث قال سبحانه وتعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )
انه أمرنا بالوحدة , لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة , فما أحلى التصافي والتصادق بين إفراد الشعب , لان إفراد الشعب هم جزء من هذه الأمة فكلما وجدت هذه الوحدة بين إفراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة , قلنا إننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن ، وأكلت المئات والآلاف من خيرة شبابنا , وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية ، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الآخر ونقطع الأرحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الأمانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتى أصبحنا على هذا الوضع السيئ الذي لا يسر عدوا ولا صديقا فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع أكثر أمانا واستقرارا , فالعقيدة أساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري عز وجل والإيمان بالتوحيد ، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقران واحد وقبلة واحدة وإسلام واحد ، فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الأبيض على الأسود ولا طائفة على أخرى ولا مذهب ولا عرقية على حساب الأخرى ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم )
فيجب أن نكون سواء كنا أفرادا أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم , ونحب بعضنا الأخر, وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة إن الوحدة في الاستلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم , ويجب على من بأيديهم أمور هذه الأمة أن يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الإسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا , بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدئوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لإحباط تلك المساعي الرامية إلى وحدة الشعب فأعداء الإسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية وإذاعات مسموعة ومرئية كثيرة إضافة إلى الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا على الكلام ويشيعون إشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة تسئ إلى ديننا الحنيف والاتقاء من شر هذه الشائعات هو الإبقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فأنها خير سلاح بوجه هذه التحديات , وكذلك إصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوى والإيفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي إلى تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وإيذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والإلحاد , فأننا حتماً سننتصر بأذن الله ما دمنا نتمسك بالدين الإسلامي العظيم ونعالج الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة لكن القضية الأساسية التي يجب التركيز إليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراقية بمستوي طموح جميع العراقيين ولجميع الأطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يخوض حتى أنفه وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار, وبعد الاحتلال زادت المعاناة وتضاعف الهم , فمن انعدام الأمن إلى غول البطالة المخيف إلى الاعتقالات ودهم المنازل وقتل الأهل والولد إلى تدمير البنى التحتية للمدن العراقية والمصالح وغلق أبواب الرزق وارتفاع الأسعار وتفشي الإمراض ,