18 ديسمبر، 2024 7:08 م

مدنيـــة منظومــــة تنميــــــــــة التخلف وعلاجها

مدنيـــة منظومــــة تنميــــــــــة التخلف وعلاجها

المدنيـــة:
هي تراكم الجهد البشري وتتطور عبر العصور بحيث تكون مخرجاتها تضع بصمة جديدة وتسهل الحياة وفي ذات الوقت تزيد من قائمة الحاجات الأساسية على حساب الكماليات بإنشاء نمطا للحياة يعبر عن عصره وتلك هي مظاهر الحداثة الحالية التي ترتكز على التطور المدني وتعتبر قيمة النفعية لتحور كل القيم الأخرى وفق منظور استقرار وديمومة نمط الحياة الهش الذي تدعمه القوانين الصارمة والسلطة التي تسير وفق سياقات لا حيود عنها داخل المجتمع ولا يعني هذا أنها تطبق خارجه، بل العكس بنيت الحداثة الحالية على معايير استغلال ونهب ثروات الاخر وتطوير الصناعة عندها وتطوير المجتمعات الأخرى قشريا لتكون سوق لمخرجات مصانعها وديمومة إنتاجها.
منظومة تنمية التخلف:
هي تسمية اطلقتها كمصطلح يعبر عن الانحدار الحضاري والتخلف المدني أينما كان في واقعنا اليوم ولعل الغرب يقع في حالة من الانحدار الحضاري الفكري والقيمي بتراجع مخيف ويهدد الاستقرار ونمط حياة المدنية ذاته، لكن في واقعنا المتخلف مدنيا والمنبهر بنمط حياة يجهل الدعاة إليه تفاصيله وهيكليته تصبح الأمور ذات تعقيد خاص وتصادمي بين القشرية في الحياة المدنية والقشرية في الحضارية في محاولة الصحوة التي لا تتكامل بتأثير التربية الفردية وغياب العمل الجماعي والتفكير الجماعي والاتجاه إلى أول امر لاعتباره ثابتا وليس من طلائع حياض الصواب، واعتماد الاستنباط المحمل بسلوكيات لم تتعامل مع مدنية حديثة لتكون في حالة تصادم إضافية وبهذا تحصل فوضى بلا معرفة أين المشكلة وما هو المطلوب حله فالبعض للبعض مشكلة وما انفك من تغييب الحل أو النظر إلى التكامل، عالم من الطفولة في الفكر لا تنضج لان نضجها بالفهم الذي لم يحصل منذ قرون.
مدنية منظومة تنمية التخلف:
مدنية قشرية لا تنقل نظامها ولا قانونها وإنما تقليد مسخ لمظاهرها فتجلب مساوئها بلا آليات معالجة تلك المساوئ، تستورد المظهر المتأتي من طبيعة كون المنطقة سوق لاستهلاك مخرجات المدنية، فيتوهم البعض انه قد تمدن.
كما في المرتسم
مجتمع أسسه متفككة فهو مجتمع يحتاج إلى إصلاح وإعادة تنظيم ولا يعد مجتمعا طبيعيا قادرا على مواجهة المتغيرات، لهذا فالمكابرة والأنانية وإعجاب الناس كل برايه لا يدل على رقي هذه الناس بل هي من معالم الفشل التي تؤدي إلى موانع إعادة تنظيم المجتمع وتركيبه بشكل صحي، ولابد من الاعتراف بالمرض ثم إيجاد سبل علاجه
المجتمعات تقوم على أساس يبدأ من الزوجين، معتقدات متصالحة وموثوقية بدرجة ما تأتي من الاحترام والثقة نفسها في مصداقية المقابل وتتوسع للمجتمع ككل فان كانت كل هذه متناقضة، عندها الحديث عن مجتمع واعد قابل للاستمرار والنهضة امر وهمي قهري لا يعطي التأهيل لأسرة كي تستمر فما بالكم بأمة تشير مقوماتها إلى التخلف لا يبدو هنالك فهم لأسلوب معالجته والتوجه نحو النهضة فيه، لهذا لا تنجح الأسرة ولا ينجح المجتمع حتى بتأسيس أدوات النهضة ناهيك عن مؤسسات المجتمع وتفاعلها مع تركيبة النظام والقوانين المرعية وبهذا يتولد الفشل والإخفاق والضيق في النظر وتخبط بالمهام وفوضى تنتحل صيغة المؤسسات لكنها لا تقوم الا بأعمال تمنع النهضة وتعيد تغذية التخلف بدل ان تنظم الطاقات.
فهو نظام بالخلاصــــــة مقلوب المعايير للسير في طريق النهضة وانما هو محض تطبيق لمنظومة تنمية التخلف وإعادة تغذيتها لتزداد نموا

 

 

 

 

 

 

 

الطريق إلى النهضــــــة:
لو عكسنا ما في المرتسم من أوصاف ومن الأســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة إلى نظام المجتمع مرورا بكل الأمور الداعمة للاستقرار وشكلنا فكرة مركزية يتفق عليها معظم الناس ولا يرفضها المتبقي منهم فإننا سنكون في الأساس الأول من الشروع
الاعتناء بفكر المجتمع ومن خلال إنشاء فكرة مركزية فكرية متصالحة مع الجميع تجذب الكل للتفاعل معها ونشرها من خلال اللقاءات والندوات والتربية المدرسية وكل وسائل التعليم والإعلام.
وهذا يؤسس إلى علاقات ومهام ودور لكل فئة عمرية أو جنسية فيه فللطفل دور في الفعل والتلقي والإبداع وللمرأة أدوار متعددة الحقيقة لما لها من مهام حقيقية وأساسية وفعلية في المجتمع ودور الرجل يحتاج إلى تصويب وهو معروف.
تفعيل مكانة الناس ومهامها وفق علمها، وهذا لا يمكن إلا بالقضاء على الفساد ومروجيه وتقديم المهام لمن يساير الفساد ويخدمه ويسهل اعوجاج مساراته
التأسيس للهوية بشكل صحيح ولتقوم عليها كل ما ذكرنا أعلاه من نظام مجتمعي وسياسي وتعليمي وعلاقات اجتماعية في نظام مجتمع سليم يوضح الأدوار التي ذكرناها وينظمها لكيلا يكون هنالك فساد أو انحدار أخلاقي من منحدر آخر
إن الرقي والتغيير والإصلاح ليس أحلاما ولا يقيمه أي فكر مهما كان علوه بلا قبول وفهم الناس وارتقائه للواقع ونظام وآليات وتخطيط محكم