22 نوفمبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

مدننا تموت كل يوم

مدن جنتها خديعتها في صناعة عشقها المتوهم من لمعان التيجان المغرية في ابتسامات الملوك الصفراء وتسريحة الحاكم المدني ( نرام ــ سين ــ بريمر ) . فشهد فجيعة موتنا الجماعي في كل حين .موت اوله حب وآخره حرب. ويبقى خيال الفردوس معلقا في تضحياتنا التي نهبها كل يوم قرابين في طرقات الحلم والامل والرواتب . ليتذكر الجميع ذلك القرطاس المكتوب بحروف مسمارية عن عالم نتمناه ونسعى اليه وندفع الافواج في سبيل ان يكون ..
 
2
يموت الجميع ، كما يموت الجنود في الحروب ، موت في الاقبية ، موت في الزنازين ، موت على الوسادة وموت في المنافي وارائك غربتنا المتشققة الجدران كما لوحة سريالية تدعوا الامم المتحدة لصناعة الجوع الافريقي ليكون موديلا لثوب راقصة باليه اعطاها لينين قبعته ..واودها عند بنادق ثوار المدن النازلة من خط الضوء في اخر شخير في نجمة الطابور الواقف في زحمة تواريخ دموع ضحايا الحلم البلشفي والسومري لهذه البلاد المبتلات بدوامتها الازلية مع تفسير الحلم.
 
3
مدن تلمع في الروابي . رؤوس الحراب الطويلة في اناشيد انتصاراتنا وهلعنا من خديعة تكرار التاريخ يوم نهبت عيلام حتى ثياب الكاهنات الداخلية ونقلت الهة القمر اليها لتعبده نكاية بعشقنا الازلي لليل والضوء واغاني صيادي اسراب الشبوط والبني والكطان . الراقصات المبتذلات بروابي الشام وهن يتهافتن على رزم نقود المصارف المنهوبة وفقدان الأمن والمؤتمن ، يحملن تواريخ خيام غجر الصحراء ويستقبلن من تفاهة الهاربين الى مجون فقدان العقل وبراميل النفط يستقبلن السفلس والايدز وشهوة الفياغرا  
 
4
مدن الجنوب لا ترتوي إلا من دموعها ولا تأكل إلا من فتات خواطرها التي تشبع الشعوب الاخرى اولا ثم تأتي الى اهلها عند ليلة العاشر من عاشوراء لتقول : هذا ما تبقى لكم من اللحم والرز كلوا متاع عام كامل .من عاشوراء الى عاشوراء. يختزلها الجنرال بشهوته مع محظية ونوط شجاعة وفوهة مدفع نمساوي وراجمات تذهب الى عبدان وسالمية الكويت ومخافر حفر الباطن .فتندب حظ هذا الوريث الذي لم يصب في سهمه سوى احجية الخداع التي صفق لها الجميع فبارت لحظتنا في صوامع الحروب التي من جلالها انها وحدت فينا فطرتنا وجمال الحكايات ونعاس الربايا وثقافة الدفاع عن الوطن. .
مدن يتناقض فيها كل شيء وأي شيء ..!

أحدث المقالات