23 ديسمبر، 2024 2:07 م

مدرستي المحمدية كانت متميزة في سوق حنون .عام 1952‎

مدرستي المحمدية كانت متميزة في سوق حنون .عام 1952‎

دخلت الى مدرسة المحمدية للبنين 1952 في سوق حنون . قنبر علي .وانا في السابعة من العمر طلابها من المناطق المجاورة سوق حنون . سوق ابو دودو. قنبر علي ابو سيفين .شارع غازي . ساحة السباع حمام المهدي .وانا من الصرائف خلف السدة الشرقية لبغداد .بعد ان باع صاحب الملك البيت التى ولدت فيه عام 1945 / الفحامة الكرخ وتحولنا  من الكرخ الى بيوت الصرائف البيت الجديد مع عمامنا خلف السدة الشرقية لبغداد وكان البيت من الحصران والسعف .يفتقر الى كل الوسائل الحياتية ويوميا اذهب صباحا انزل من السدة الترابية الى شارع .المجزرة لذبح المواشي في شيخ عمر.  ومن ثم الى علوة المخضر راس شارع غازي وادخل في سوق . ابو سيفين السوق الضيق لبيع الخضروات في البصطيات ومن ثم الى الكفاح وادخل في سوق حنون لبيع  الدجاج والبيض .وفي نهاية سوق حنون مدرستي المحمدية للبنين هى جميلة ونظيفة واحلى من كل جميل  
إدارة المدرسة ما كانت تسئل عن المذهب ابدا وتصرف لنا وجبة غذاء كاملة .بعد ان اكتشفت الطلاب الذين معي تشكيله من القوميات والمذاهب الدينية منهم الشيعي والسني والكردي والافيلي والمسيحي والصائبي واليهودي واليزيدي والشبكي شدة ورد هكذا كان العراق . ما كان تعصب مذهبي بين العراقيين . وجد هذا التعصب المذهبي عند الحكام والسياسيين السابقون . والحاليون . مثل هذا الزمن الردى . كانت تجمعنا خيمة العراق الموحد وصورة الملك فوق السبورة .بالمدارس وفي مناسبة عاشورا وإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام .نذهب الى مجلس عزاء الحاج منيشد الكناني رحمه الله في دارة الواقعة خلف السدة كم الأرمن قرب السدة الترابية أشاهد زملائي . بالمدرسة  معي في العزاء جالسين يسمعون محاضرة رجل الدين على الحصران في الارض بكل ديانتهم وكنا مسرورين للتجمع الكبير لغرض التعاطف معنا في مصابنا الجليل وكان الحاج منيشد الكناني رحمه الله رجل ميسور الحال يقدم وجبات غذائية للثواب والأكلة المشهورة ( تمن وطرشانه ) العين تهمل والبطن جوعانه .هذه الحياة كانت بدائيه فيها المحبة والتعاون وطيبة أهلنا كنا نفتقر الى وسائل الاعلام المرئيه والسمعيه فقط إذاعة بغداد واحدة نسمعها في المقاهي . ونحن نعيش في هياكل طينية مهمله قذره  لا ماء لا كهرباء .كنا نعيش متسامحين متحابين اهل بغداد واهل الجنوب يرعى بعضهم البعض كانت حكومة الملك ونوري سعيد . لم تقدم لأهل الصرائف اي مكسب اتذكر قصيدة للشاعر جمعة الحلفي سلاما له . هي وجع العراقيين اهل الصرائف في بغداد يقول فيها  
خلف السده مطمورين …كومه من الصرايف والبشر والطين
مهمومين چنه من العطش والجوع ..بشر… لچن بشر من غير نوع
ما شفنه الطفولة بعينه، مرت.. مثل كسرة ثلج وتموع!
فيضان بغداد عام 1954 /
جاءنا الفيضان خلف السدة وتبعثرنا هاربين قسم الى الشاكرية وقسم الى الوشاش  وقسم خان حجي محسن . وقسم قليل هنا وهناك في بغداد الحبيبة  تركنا الصرائف القذرة للطوفان وعدنا للصرائف القذرة من جديد الى الوشاش المنكوبين تسمى حاليا منطقة البيجية  .كان نهر شطيط يمر لسقي البساتين والمزروعات من  بستان حي دراغ الى الشاكرية وبكيت على مدرستي المحمدية التى فارقتها مجبور وتخلفت عامين عن الدراسة الى ان دخلت الى مدرسة ..الخلد .للبنين .نهاية الوشاش .لايزال هذا الصرح العلمي الشامخ  موجود يخرج . اجيال بعد اجيال ..  
ثورة الفقراء المنقذ عام 1958 تموز  
جاءتنا  ثورة المنقذ عبد الكريم قاسم رحمه الله .ثورة ابو الفقراء ثورة الصرائف بعد مرور عام على ثورة الزعيم بداءة مكاسب هذا الرجل الشهم ( فدوة اتروح ألك الحكام كلها السابقون واللاحقون ورؤساء الكتل والسياسيين .ياشريف ياطيب انت اسكنت فقراء الصرائف العراقيين في بيوت صحية من الحجر والحديد وأسست لهم الماء والكهرباء  والشوارع النظيفة والمدارس النظيفة . قتلوك الحاقدين الطائفيين الحرامية السختجية . الساقطين . مع الأسف لو عندك قبر .سبعون بالمئة من العراقيين يزورون قبرك ويترحمون عليك طالبنا هذه الحكومة السيبندية . البلشتية  ان يكون مزار لك في بغداد ولم يستجاب طلبنا لأنهم يغارون منك انت أحسنهم وأشرفهم .لا عقار باسمك  ولا رصيد في البنوك باسمك  . فكيف الحرامي يمجد النزيه …قبل ثلاثون عام ذهبت أزور مدرستي  المحمدية في سوق حنون .قمبر علي وجدتها مكب للنفايات لا حكومة  صدام تعمر .ولا هذه الحكومات  تعمر الله ياعراق نحتاج منقذ اخر مثل الشهيد عبد الكريم قاسم .الف رحمة له .والى  والدية ينقذ العراق من الخراب ..