18 ديسمبر، 2024 10:09 م

مدرسة واحدة لبعثين !!

مدرسة واحدة لبعثين !!

فكر البعث نظرياً وتطبيقاً يشكل مدرسة واحدة ، حتى في بعض تفاصيل الصدف ، فحافظ الاسد عنده ولدان من زوجة واحدة وهما بشار الحاكم الحالي وباسل الذي تم اغتياله على مطار دمشق ، وصدام لديه ولدان قصي وعدي الذي تعرض لمحاولة اغتيال وسط بغداد وقتلا على ايدي القوات الاميركية .

في كلا البلدين ، العراق وسوريا ، صارت البيعة الكبرى للرئيسين صدام وحافظ تحت شعار “الى الابد الى الابد” ، في كلا البلدين انتهكت السيادة رغم الخطابات العنترية ، فبعد غزو العراق وهزيمة الجيش العراقي ، اصبح العراق مباحا لفرق التفتيش حتى غرفة نوم الرئيس ” المنتصر ” وسوريا اليوم مباحة لروسيا والميليشيات من كل حدب وصوب وفي كلا البلدين جبهة وطنية مهلهلة بزعم التمثيل السياسي الشعبي والتي وقع في فخها الحزبان الشيوعي السوري والشيوعي العراقي ،في العراق فدائيو صدام وفي سوريا سرايا الدفاع للمهام نفسها وهي الحفاظ على النظام  وفي العراق بعث سوري معارض للبعث الحاكم في دمشق وفي سوريا بعث عراقي معارض للبعث الحاكم في بغداد، وكلا البلدين غزيا دولة عربية مجاورة ، صدام في الكويت وسوريا في لبنان ، الاولى بحماقة سياسية والثانية تحت مظلة قوات الردع العربية لوقف الحرب الاهلية اللبنانية !!

كل التفاصيل ، بل واشدها ، متشابهة في كلا المدرستين ، كلاهما حاول اسقاط الآخر عن طريق المؤامرات والمفخخات أيضا قبل ان نسمع بالقاعدة وداعشالارهابيتين !

المفارقة ان الطبقة الحاكمة في بلادنا السعيدة حمت المدرسة الاولى في سوريا واغتالت المدرسة الثانية في العراق ، الاولى في الاحضان تحت مبررات حماية المقدسات والثانية تحت مقصلة المساءلة والعدالة التي ضاعت فيها معايير العدالة !

والسؤال المنطقي :

لماذا مدرسة دمشق حلال ومدرسة بغداد حرام ؟!!

والسؤال الاكثر منطقية :

اليس من العار على طبقة سياسية تحكم البلاد منذ عقدين من الزمن مدججة بالسلاح والميليشيات والجماهير المليونية ودعم المرجعيات وبرعاية اميركية ودولية حتى ، اليس عاراً عليها ان تخشى البعث في مدرسته العراقية، وهم مجموعة ختيارية بلا حول ولا قوة ، بعد ان ولد جيلا كاملا لايعرف البعث ولا حتى ميشيل عفلق ا و صدام حسين ؟!!