تحت شعار (بدل ان تلعن الظلام.. اوقد شمعة) تعود مدرسة بغداد للفنون الموسيقية والتعبيرية/ مدرسة الموسيقى والباليه الى المسرح الوطني لتشعل أكف الحضور بالتصفيق المتواصل وقوفا، لما قدمه طلبتها من موسيقى تراثية وكلاسيكية، ورقصات باليه مستوحاة من الف ليلة ليلة.
لتنجح دائرة الفنون الموسيقية في إعادة إحياء أماسي بغداد، فقد كان هذه المرة الجهد المبذول لتحقيق هذا المسعى من قبل طلبة مدرسة الموسيقى والباليه، أحد تشكيلات الدائرة، في ايصال رسالة السلام والمحبة على خشبة المسرح الوطني، برعاية من وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبدالامير الحمداني، مساء يوم الخميس 2019/4/18، لتبقى بغداد الرشيد مضيئة بألوانهم وشجية بموسيقاهم وهي تهزم ظلام الارهاب والتخلف.
بدأ الحفل بالسلام الجمهوري عزفه طلبة القسم الغربي، تدريب رئيس القسم عدنان نزار، لتليه كلمة معاون مدير دائرة الفنون الموسيقية عماد جاسم قائلا: (كل الترحيب والامتنان بهذا الحشد من المحبين وهم يشاركونا حفل تخرج طلبة مدرسة بغداد للفنون الموسيقية والتعبيرية احدى صروح الجمال والتمدن التي تضم رياحين الطفولة المشرقة واشجار معطاء من كادر تدريسي وموظفين حرصوا على مواجهة الصعوبات والتحديات ويقدموا عطاءً متميزا رغم قلة الامكانات).
مضيفا: (نحن اليوم ازاء مسؤولية وطنية واخلاقية للحفاظ على ديمومة هذا الصرح، لا نريد منكم ان تصفقوا لما يقدمه الطلبة اليوم من تنويعات، لأننا بحاجة فعلا الى مؤازرتكم ومشاركتنا خطط النهوض بهذه الواحة التي تنتظر حضوركم لبنايتها الجميلة في المنصور)، مؤكدا على اهمية تظافر الجهود وتضامن أصوات الاستغاثة من بعض التعليمات الحكومية القاسية من وزارة المالية ووزارات اخرى لقطع اجور المحاضرين الفنيين وقلة الكادر الموسيقي. مختتما كلمته بتوجيه الشكر للطلبة وعوائلهم ومعلمي وموظفي المدرسة الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية التفوق الابداعي.
فيما جاءت كلمة مدير مدرسة الموسيقى والباليه احمد سليم مرحبا بالحضور وشاكرا كل من ساهم في انجاح العمل الفني والمهرجان السنوي للمدرسة، قائلا: (على مدى 50 سنة أثرت مدرسة الموسيقى والباليه على الساحة الفنية والثقافية برفدها خيرة النماذج الوضاءة فكانت ومازالت القبس الوهاج وينبوع من ينابيع الحضارة، على اكف اساتذتها ومعلميها فرَعَوا اجيالا استطاعت ان توقد مشاعل الحب والسلام في اقسى الظروف وان تعزف اجمل الانغام وسط ضجيج الحروب لتنشر المحبة بين الناس).
من جانبها، وفي لقاء صحفي أكدت الصحفية حذام يوسف طاهر على ان بغداد هي الاجمل قائلة (فعالية مدرسة الموسيقى والباليه على المسرح الوطني، وقبلها فعاليات مهرجان أنا عراقي أنا أقرأ، وعدد كبير من المهرجانات الأدبية الثقافية في عموم العراق، والحضور الكبير لكل هذه الفعاليات، انما هو رد حاسم بوجه كل بائس يروّج الى ان بغداد اسوأ مدينة للعيش بها، بغداد والعراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه لغربه، حيّ، وهو الحضن الدافيء لكل منتمي للعراق ولكل محب للوطن والانسان)،
بعد ذلك قدم طلبة القسم الغربي في المدرسة معزوفات من الموسيقى الكلاسيكية بتدريب رئيس القسم عدنان نزار، وابدعوا في عزفهم ليترجموا ولعهم في ان ينال الجمال مكانه في بغداد. واستلم المنصة من بعدهم طيور القسم الشرقي ليشدوا بالغناء التراثي الأصيل في زنجيل اعده احمد عبدالجبار تنوع بين (محبوبي حلو وعمي يا بياع الورد وهذا الحلو) واغنيات اخرى بتدريب هلا بسام، فيما قدم طلبة الاستاذ جمال ناصر موسيقى تراثية، وتلاه طلبة الرابع الاعدادي في موسيقى (فلفل وبهار) التي صفق لها الحضور طويلا من تدريب رئيس القسم الشرقي رشيد لطيف.
وحلقت فوق خشبة المسرح بجعات قسم الباليه، وهم يتبادلون الادوار ليمتعوا الجمهور المتعطش للفن برقصات تنوعت بين (تركش مارش) و(سبانش دانس) و(ليالي الانس) و(دون كيشوت) و(الف ليلة وليلة) جاءت بتدريب رئيسة قسم الباليه زينة اكرم، شاركها اساتذة اخرون، وسن جاسم وميسرة سلام والطالب مؤيد نوار.
وتناوب على عرافة الحفل، مدرسا المدرسة الست ابتسام والاستاذ قصي الذي اختتم الحفل قائلا (لن يشيخ ينبوع العطاء، ولن يبرد القلب الذي يعشق الابداع). كما أسهم مجلس اباء المدرسة بمجهود كبير لانجاح الحفل.