23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

مدرسة الخميني الابتدائية في الموصل

مدرسة الخميني الابتدائية في الموصل

تطرق الکثير من الکتاب و المحللين السياسيين الى فترة مابعد طرد تنظيم داعش الارهابي من الموصل و ضرورة أن يتم إيلاء المدينة و سکانها إهتماما خاصا بحيث يتم من خلالها تلافي التأثيرات السلبية البالغة لفترة ماقبل و مابعد داعش، ذلك إنه و بإتفاق معظم الآراء، هناك أکثر من ضرورة لتجنب کل الامور و العوامل التي تثير الحزازيات ولاسيما الطائفية منها.
مدرسة الخميني الابتدائية في قرية خزنة في ناحية برطلة في الموصل، والتي تم إفتتاحها من قبل القنصل الايراني في أربيل، مرتضى عبادي، حيث حضر للناحية خصيصا من أجل إفتتاحها، لايمکن أبدا أن تکون بداية موفقة و مناسبة خصوصا في ظل أجواء التوتر التي تسود على محافظة الموصل بشکل خاص و العراق بشکل عام، إذ أن التناحر أو بالاحرى الفتنة الطائفية التي قام و يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بإذکائها في العراق خصيصا و المنطقة عموما من أجل تحقيق أهداف و غايات مشبوهة له، لايزال العامل الاکثر رواجا لدى طهران من حيث إستخدامه کوسيلة لتحقيق الغايات.
المخططات المشبوهة ذات البعد الطائفي و التي تم تنفيذها و تطبيقها على أرض الواقع في مناطق ديالى التي کانت خاضعة لداعش و کذلك في تکريت و الرمادي، أثارت موجة من ردود الفعل السلبية ليس على صعيد العراق فحسب وانما على صعيد المنطقة أيضا ولازالت آثارها مستمرة لحد الان، ليس هناك من يمکنه الجزم بأن الموصل ستکون في مأمن عنها خصوصا بعد أن أکملت إيران طريقها الاستراتيجي الذي يربطها بسوريا عبر الموصل، إذ من المرجح أن تقوم إيران بتأمين هذا الطريق بحزام”طائفي”، وإن إفتتاح مدرسة الخميني في محافظة الموصل إن هي إلا البداية لمشوار خطير و حساس بإنتظار سکان المحافظة.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي لم يجد العراق من ورائه سوى الشر و الخراب و الدمار و الفتنة و الفوضى و القتل، هو نظام يجب الحذر منه دائما و إعتباره مصدر و اساس الشر و البلاء و المصائب، و لايمکن أبدا الوثوق و الاطمئنان إليه حتى وإن تم ربطه بتعهدات و إلتزامات دولية فهو معروف جيدا بخبرته و ممارسته الطويلة في مجال التملص من الالتزامات و القفز و الالتفاف عليها، ويکفي أن نجعل من الاتفاق النووي مثالا لذلك إذ إنه لم تتمکن الدول العظمى من السيطرة على هذا النظام و جعله يلتزم بتعهداته و إلتزاماته بموجب الاتفاق النووي، فکيف سيکون الحال مع العراق الخاضع له تماما لهذا فإننا نعتقد بأن الحل الامثل و الوحيد يکمن في إنهاء نفوذ هذا النظام في العراق.