23 ديسمبر، 2024 11:03 ص

مدحت المحمود .. كل قطرة دم عراقية سالت وتسيل هي برقبتـك

مدحت المحمود .. كل قطرة دم عراقية سالت وتسيل هي برقبتـك

يعرفه العراقيون انه صاحب الفتاوى المدفوعة الثمن .. وهو أخطر عنصر تم (زرعه) في ما يسمى النظام السياسي الجديد في العراق خلال فترة حكومة علاوي ، ولم يعد مخفيا على الجميع انه كان مقربا من مكتب الحاكم المدني للعراق بول برايمر ابان بداية الأحتلال الأمريكي .

وقد ساهمت فتاوى وتخاريج هذا القاضي العجوز الأنبطاحي الذي يمد رجله في قبره ، بزيادة تشويه صورة العملية السياسية المشوّهة أصلا ، بل وكانت بعض فتاواه من الخطورة بمكان انها تسببت وما زالت بالأنقسام المجتمعي والشعور بالغبن والظلم لدى شرائح كثيرة من اطياف الشعب العراقي والذي نتجت بسببه كل الصراعات الدموية التي نشهدها الآن في مختلف مدن العراق ، وأخطر ما تفتقت به قريحته الجهنمية وكانت بداية تردي الوضع السياسي في العراق ، تلك الفتوى التي سرقت استحقاق الفوز الأنتخابي من الأول ومنحته لمن جاء ثانيا .. بتخريجة عجيبة لم يكن بمقدور حتى أحد مستشاروا ابليس ان يفكر بها .

وكان المالكي يعلم انه بشرائه لذمة هذا المحمود فأنه سيضع مجلس القضاء الأعلى بل ومؤسسة القضاء برمتها في جيبه .. وهو ما حصل فعلا وما زال .. لذلك نرى ان تلك المؤسسة وعلى يد قضاتها واقتداء برئيسها ، قد تجاوزت كل الأعراف الأخلاقية والسماوية والأجتماعية في تجريم الأبرياء وتبرئة المجرمين وفق نهج مدروس في خلط الأوراق ، واصبحت سيفا مسلطا بيد زعيم حزب الدعوة .. والأمثلة كثيرة في انتقائية الأجتثاث ووسم من تشاء بالأرهاب والتغطية على عمالقة الفاسدين أو رفع الغطاء عن صغارهم .. وليس أول تلك الأمثلة عبد الفلاح السوداني ولا آخرها مشعان الجبوري .

دور المحمود قد تجاوز الأنبطاح والتملق والتزلف وطمس الحقائق .. وأصبح دوره الذي يجافي الحق ، خطيرا مدمرا ومؤثرا بصورة مباشرة او غير مباشرة على زيادة الأصطفافات والتخندقات واقتتال الأهل والأخوة وابناء الوطن الواحد .. ويقينا أن كل قطرة دم طاهرة سالت بسبب الوضع السياسي الراهن في العراق وتوالي سقوط مدنا باكملها يتحمل وزرا كبيرا فيها مدحت المحمود واحكامه المقززة وانحيازه المخزي للحاكم سواء في الحق او الباطل .. وقراءة بسيطة لمستقبل العراق القريب سيجد المستقرأ أن مدحت المحمود سيكون حتما ثاني المسحولين خلال التغييرات القريبة القادمة .