تعدد الحكايات التي تشير باصبع الاختراع الاول لمايسمى بمدفع الافطار.واغلبها تدور حول تجربة قام بها حاكم عثماني لبلد عربي صفق له اهل ذلك البلد ، فاعتبر ذلك الاختراع فتحا من الفتوح يلحقه بالصالحين.
هذا المدفع الذي لم نشاهده الا على شاشات التلفاز يطلق معلنا وقت الافطار لنهرع نحو موائد الطعام مثل ضوار جائعة.
هو مدفع صامت صديء مثل عكاز سليمان عليه السلام التي اتت عليها الارضة.وبالعربي الفصيح( لايهش ولاينش) بل لا يستيقظ من رقدته الطويلة الا عندما يحين موعد الطعام.
ولو كان الرسول قد بعث من جديد لاستعاض بفوهته عن حمامة الغار وبيت عنكبوتها. بل أن فوهته البائسة تكفي لان يبيض فيها فوج السلاحف.ليعود ال( مدلول) لينام من جديد ١١ شهرا بالتمام والكمال.
ربما اتسائل احيانا لو كانت كل هذه المدافع في مئات الشاشات العربية والاسلامية تطلق قذائفها نحو اسرائيل.ماذا سيحدث؟
هل تخيلتم معي الكذبة الكبرى؟ قصف شديد على مدار ٣٠ يوما من الف مدفع على الاقل على بلد يمكننا ان نذرعه من اقصاه الى اقصاها بدراجة هوائية!
لكنها مجرد كذبة كبرى.فنحن أمة تصوم مدافعها طيلة العام وتستيقظ مرة واحدة في شهر واحد ، وفقط وقت الافتراس. رحلة الالف عام من الافتراش الى الافتراس تكفي لتختصر بؤسنا المقيم.واننا امة تأكل لتنام…وتنام: لتأكل.