23 ديسمبر، 2024 10:27 ص

مدافع الافطار بانتظار مدافع الانتصار

مدافع الافطار بانتظار مدافع الانتصار

بمقدار ماتحمله من قداسة، وبمقدار ما تحويه من بركات، وبكل المعاني التي تشتمل عليها طقوسك وشعائرك.. نرحب، ونتطلع آملين نحن فقراء الوطن، ضحايا كل العهود والعصور.. وقود كل الظروف.. أدوات كل التيجان والعروش والفخامات والسعادات والمعالي والسمو.. نتطلع متدرعين بصبر صنع خصيصاً لاجلنا، لاعبين دوراً فصل على مقاسنا، محجّمين في زاوية مهملة اختارها الارباب لنا.. مسلحين بـ “عسى، ولعل، وبلكي” ان يلتفت الينا خلفاء الله على ارضه وظله الوارف ولو خلال ايامك القدسية.
اتدري ايها الشهرالمقدس ان الجميع بانتظارك.. وأي انتظار؟!.
ينتظرك المتعطشون لدمائنا بعبواتهم واحزمتهم ومفخخاتهم وسيختارون الاسواق ساعة الافطار كعهدهم في كل عام.
تنتظرك وزارة الكهرباء لتضيفك الى اعذارها: الكهرباء قليلة لانها تدخر وتوفر لفطور الصيام وسحورهم. مع انهم سيفطرون ويتسحرون في حر لاهب وظلام دامس!.
وزارة التجارة ستبرر “نهيبة” المواد من المخازن والشاحنات بسبب انشغالها بتوفير حصة متميزة في رمضان فاستغل المفسدون الفرصة و “تفرهدت” حصة رمضان الدسمة مع ما تفرهد من المواد! ان شاء الله رمضان القادم بيكم خير و “تدللون”!.
وكلاء التموينية سيحلفون سبعين يمين بانهم لم يستلموا شيئاً وهذه المواد كلها مستوردة وخاصة العدس والزيت! من مناشيء الاتحاد الاوربي وبالعملة الصعبة.
باعة الخضار والفواكه “عيدهم ويوم سعدهم” سيبيعون التمر خاصة بالسوق السوداء وسيحلفون انهم استوردوه من “السويد” باليورو.
باعة الثلج “شراح ايسوون”؟! “ماكو مي دنجيب الثلج من القطب الشمالي”.
بحارة البنزين.. اهل الحلويات..
اصحاب المولدات سيجعلون رمضان للادامة والتصليح خاصة بعدما فرض عليهم مجلس محافظة بغداد تسعيرة جديدة ابتداءَ من هذا الشهر.
موظفو الدوائر سيعطلون المعاملات وياويل من يعترض: “تعال بعد شهرين تره صايم وروحي طافرة”!.
اما المسؤولون السندباديون فسيتركون مصائر الناس ويقضون ايامك في منتجعاتهم .. واما من نسيتهم وتناسيتهم.. وأمّا.. وأمّا.. وأمّا. المصيبة المتلتلة والطامة المجلجلة ان معظم هؤلاء “المنتظرين” ان لم يكونوا كلهم والذين تهيئوا كي يشعلوها ناراً وكل من موقعه سيحرصون على صيامك وقيامك وتراويحك وليالي قدرك!. ومع ذلك كله.. كنا ونظل وسنبقى نتطلع لهلالك مشوقين وبك مرحبين.
فكم فيك من عبر وفرص لمراجعة النفس لمن اراد ان يتراجع ويصلح ويتعظ!.
رمضان احلى.. وليخسأ المحتكرون، والانتهازيون، والجشعون. املنا وعزاؤنا هذا العام وفرحنا ببيض الوجوه تاج العراق ابناء الحشد الشعبي الذين اعادوا لنا هيبتنا وحموا ارضنا وعرضنا فكن لهم شافعا وناصرا ومعزا وداعما .