23 ديسمبر، 2024 12:04 ص

مدارس بلا نثرية لا يحدث الا في العراق

مدارس بلا نثرية لا يحدث الا في العراق

كل يوم يردنا العشرات من التقارير والصور والمقاطع الفيديوية التي تؤشر تدهور التعليم في العراق ليشمل المباني المتهرئة وتراجع التعليم حتى وصل الأمر أن سقوفها تخر الماء وجدرانها متصدعة وبشبابيك محطمة ونوافذ بلا زجاج ومجاميع صحية موبوءة وهي مصدر للأمراض، وأغلبها تفتقر للتيار الكهربائي والماء الصالح للشرب ولا يوجد فيها مولدات ولا حتى خطوط مولدات وان وجدت فلا تتوفر الاموال لتشغيلها، وما زال بعض المدارس المشيدة من الطين منذ العهد الملكي تقاوم الظروف أما التجهيزات والكراسي فلا تصلح حتى أن تكون حطبا، والكتب المدرسية التي توزع على الطلبة فلا تغطي احتياجات الطلبة، وقد تعجز ان تجد كتابا متكاملا فجميعها ممزقة ولا تحتوي سوى ربع المادة وسنويا يتم تخصيص ملايين الدولارات لتتولى جهة فاسدة معروفة بطباعة المناهج لكن يتسائل الجميع لمن تذهب هذه الكتب بل اين تذهب هذه الأموال؟
ومع الزيادة السكانية في العراق برز عجز الدولة عن مواكبة ذلك فضلا عن تدمير المئآت من المدارس ولكافة المراحل بسبب الإرهاب وإهمال المدارس التي بنيت في العهود السابقة َوخروجها عن الخدمة، فقد وقفت الحكومة موقفا متفرجا من هذا التدهور الرهيب في قطاع التعليم وكل ذلك أدى الى إكتضاض الطلاب وتكدسهم في مباني آيلة للسقوط في أي لحظة وهي بهذه الكيفية تشكل خطورة صحية كبيرة على طلاب العراق كذلك حيث لا احتراز ولا تباعد ولا يوجد ادنى حذر من الأوبئة وجائحة كورونا!؟
والنقطة الاخرى المهمة التي يجب ان تصل الحكومة العراقية ومجلس النواب وغيرها من الاجهزة الرقابية هو:
ترك جميع المدارس العراقية بدون نثرية ليتدبروا أمرهم!
لقد شاهدنا أن الرئاسات الثلاث ومكاتبهم وجميع النواب و الوزراء ووكلائهم والمدراء العامون والاحزاب وحتى أصغر موظف حريص على المطالبة بتخصيص نثرية تقدر جميعها بالمليارات عدا مخصصاتهم ورواتبهم الفلكية مع حماياتهم وسياراتهم وهم حريصون على اقرارها قبل ان تمرر اي ميزانية، في حين تحجب وزارة التربية عن ادارات المدارس عمدا تخصيص اي نثرية لديمومة التعليم وفي نفس الوقت تمنع وتحاسب جمع اي مبلغ من اولياء امور الطلاب لسد النقص الضروري في المدارس!!
يعني بالمثل العراقي الدارج
(لايرحمك ولا يخلي رحمة الله تنزل) استغفر الله العظيم
وتدخل تلك الادارات في سجال وطريق طويل معقد لاستحصال الموافقة على صرف اي مبلغ للنثرية مما يدفع بتلك الادارات المغلوبة على امرها بالعزوف عن مراجعهم.
تصوروا أن الوزارة قد رفعت يدها تماما عن متابعة احتياجات المدارس في كل مدن العراق واقضيته ونواحيه ونحن نخمن ان سبب ذلك هو اما الفساد المستشري او اهمال الحكومة لهذا القطاع الحيوي.
حتى وصل الأمر ان ادارة اي مدرسة في العراق تعجز عن توفير اي مبلغ لشراء اي مادة وإجراء اي صيانة مما حول الكثير من المدارس الى مستنقع او اجلكم الله الى إسطبل، واليوم تعاني اغلبها من توفير مادة النفط لتشغيل المدافئ في هذا الجو القارص والذي هبطت فيه درجة الحرارة دون الصفر مئوية مما إظطر لبعض المحسنين والاهالي بتزويد المدارس بالوقود والمدافئ خوفا من تجمد اطفالهم!
كيف لطلاب دون العاشرة من العمر ان يستوعبوا الدرس او ان يؤدي أحدهم الإمتحان وهو يرتجف ويعجز ان يمسك القلم ودمه قد تجمد في اصابعه؟
ولا تسألني عن النقص الحاد في كوادر التعليم و عن مأساة المحاضرين المجانيين والذين طال صبرهم في ظل وعود زائفة في تثبيتهم وصرف استحقاقهم والتي أتخذت كدعاية انتخابية وقرارات حبر على ورق..
وهذا غيض من فيض في واقع التعليم العراقي المزري والذي لا يليق بتاريخ العراق والذي كانت مخرجاته يوما من أفضل نتائج التعليم في المنطقة وكان لسنين متربعا جدول منظمة اليونسكو في جودة التعليم..
يا اقطاب حكام العراق
يا أعضاء مجلس النواب الذين يتأمل العراقي منكم خيرا
يا وزير التربية
التعليم في العراق يترنح إتقوا الله وكفاكم فما بجري هو تدمير ممنهج !
((وقفوهم إنهم مسؤلون مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون).