7 أبريل، 2024 11:33 م
Search
Close this search box.

مدارس الرصافي للنازحين تجربة عراقية نافست دوليا

Facebook
Twitter
LinkedIn

في الوقت الذي شعرت الأسر التي تهجرت من ديارها قسراً في عام 2014 من بعض المحافظات السنية في العراق أن ضياع مستقبل أبنائها صار حتميا مع الابتعاد عن مقاعد الدراسة وصعوبة المعيشة التي جعلت الحصول على لقمة العيش وديمومة الحياة أشبه بالمستحيل، فلا مجال للتفكير بإكمال المسيرة الدراسية، خاصة في شتات عارم توزيع ببن المدن كأفضل حال ليسوء إلى نائيات مدن وهياكل وخيام لاتحتاج مأساتها للوصف.

إلا أن ثمة أمر أبهر الجميع وغير معادلة الاضطراب التعليمي إلى ناتج أذهل الجميع باستقراره وتفوقه، حين بادرت مؤسسة الخنجر للتنمية التابعة للمشروع العربي الذي يتزعمه رجل الأعمال خميس الخنجر من خلال المكتب التعليمي الذي يترأسه الدكتور مصطفى عياش الكبيسي للإسراع بتأسيس مدارس الرصافي لإنقاذ أجيال من الضياع دون مقابل، لتتوزع 24 مدرسة في مختلف أرجاء إقليم كوردستان العراق ولكل المراحل من الصف الأول الإبتدائي حتى السادس الإعدادي بفرعيه العلمي والأدبي، لتقطع مشوارا قصيرا في العمل بمدى بعيد للتفوق لتحصد مراكز متقدمة على مستوى العراق من خلال الطلبة الأوائل فيها فذاع صيتها لتشهد توافدا ملفتا للنظر في سجلاتها، إلا أن الأهم من هذا تفوق دعمها على المؤسسات الرسمية المسؤولة عن دعم التعليم وتلامذته ففتكفلت بالمخيمات رافدة إياها بالمناهج والقرطاسية بل وحتى المنح المالية للكوادر التدريسية هناك.

إلا ان مفارق الطريق في العراق والمفاجآت حاضرة ليصدر أمر حكومي بإغلاقها لتتعالى الأصوات لا بين مؤيد ورافض بأمر إغلاقها بل بالرفض المتنوع فشريحة أعتبرت الأمر أنه محاربة الحكومة للمخلصين وأخرى أن ديدن المفسدين ذو صولة، وأصوات قد تكون الأقوى لخدمة مصالح جهات سياسية أرادت مضايقة الناس للعودة إلى الديار قبيل الانتخابات لاستغلال أصواتها وغيرها الكثير فلم يجد أمر توقفها قبولا لدى أحد لكن أصحاب زمام الأمور فعلوا فعلتهم فحاربوا التعليم وهذا ليس غريباً على بلد يغتال كفاءاته بمعونة الغرباء.

هنا محور الأمر لماذا يستهدف التعليم منذ احتلال العراق عام 2003 ؟ ولماذا حورب داعموه ؟ لا نرى جوابا غير أن هشاشة هذا الفصل هي اندثار البلاد والمفسدون والساعون له كثر فلا عجب بمحارتها وإغلاقها.

لكن للتاريخ يجب ان يوجه سؤال للوزارة المسؤولة، هل عندك الأجدر والأفضل؟ فأين هو ؟ ومتى يقدم ؟

لم نكتب دفاعا عن مدارس الرصافي ومؤسسيها بل كتبنا دفاعا عن أجيال ستلاقي الجهل يوما ما بإرادة حكومية سعت جادة للأمر فالمبادرون لنهضة التعليم الأجدر أن يحاولوا ولا يتقاعسوا، والكوادر المخضرمة من الأجيال السابقة أن تعقد العزم والهمة لإيجاد حلول فعالة ذات مردود ملموس على أرض الواقع

الغريب أن أناساً تدمر تاريخها وتحارب حاضرها لتقتل مستقبلها لخدمة أعدائها , والختام مأساة قادمة، وكارثة واقعة رغم وجود مبادرين للحلول إلا أن قلتهم وفيض الفساد الذي يحوطهم قد يكون سدا عائقا لكن السعي لابد أن يستمر، فاستمروا فبصيص الأمل يخرج شعلة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب