19 ديسمبر، 2024 12:54 ص

من بين الامور التي اصبحت بحاجة الى معالجة سريعة من فبل المختصين مايشهده قطاع التعليم من ظواهر القت بظلالها على مستوى اداء المؤسسة التعليمية،وإذا اردنا ان نستقصي كافة هذه الظواهر وإخضاعها للمناقشة والتحليل فان ذلك يتطلب بحثا مطولا قد يتسع له المجال في وقت آخر،لكن حسبنا ان نشير الى ماهو اكثر تأثيرا من غيره وخلاصة القول اننا نشهد انتشار المدارس الاهلية وفسح المجال لفتح دورات التعليم الخصوصي في عموم مناطق البلاد  الامر الذي انعكس على اداء المدرس او المعلم بسبب الاجهاد الذي يتعرض له ،ولنا ان نتصور مقدار قابلية المدرس على ايصال المادة الى الطالب اذا كان كل وقت ذلك المدرس  مستغرقا بين  الدوام الرسمي في المدرسة الحكومية والمدرسة الاهلية وإلقاء المحاضرات لدورات التدريس الخصوصي التي قد  تمتد الى ساعات من مساء كل ليلة،فمن الطبيعي ان نرى المدرس منهكا ومتعبا ويسيطر عليه الملل والضجر وهو يلقي محاضرته على طلابه في صباح اليوم التالي.
اننا امام حالة  سلبية اوجدتها ظروف مختلفة ،ولكي نسعى الى معالجتها،علينا ان نحدد الخطوات المطلوبة واهم تلك الخطوات الزام المدرس بالتفرغ الكامل لعمله مادام في الوظيفة ،وتأمين عوامل الاستعداد البدني والذهني للتفاعل الايجابي مع طلابه والبحث عن الوسائل اللازمة لإيصال مادة الدرس الى ذهنية الطالب. اما الارتباط بمسؤوليات اضافية سعيا لتحقيق مصالح مادية فانه يشغل المدرس عن اداء واجباته بالشكل الامثل.
وهناك ظاهرة اخرى ترتبط بهذا الجانب وهي انتشار طبع الملزمات لكافة المراحل الدراسية من قبل المكتبات الاهلية لإغراض تجارية. والنتائج السلبية لهذه الملزمات تؤدي الى ابتعاد الطالب عن الكتاب المقررالاكثر غزارة بالمعلومات والتوضيحات مقارنة بالملزمة الحاوية على معلومات مضغوطة  لتوهم الطالب بانها تقدم له صيغ مختصرة للمواضيع المطلوبة،كما ان لجوء الطالب الى استخراج الحلول الجاهزة من الملزمة للمسائل المطلوبة في الكتاب المقرريضيع عليه فرصة التفكير والمتابعة لمواضيع الكتاب وتمارينه لان الحل الجاهزللتمرين يلغي دور الطالب وتفكيره في حل المسألة ويوهم المدرس بأن  الطالب قد استوعب الدرس من خلال تلك الحلول الجاهزة التي قد يعمد بعض الطلاب الى حفظها عن ظهر القلب دون فهم لخطواتها .
كان الواجب البيتي ايام زمان حلقة اساسية من تقييم المدرس للطالب وكان يقترن بمطالبة المدرس للطالب لاحقا بحل التمارين داخل  الصف زيادة في التأكد من ان الطالب قد قام بحل التمارين بنفسه دون تدخل احد.
السعي وراء الرزق وتحسين الوضع المادي للمدرس حق مشروع شرط ان لايؤثر على وظيفته كمدرس ومسؤوليته نحو مامطلوب منه بحكم الواجب الشرعي والقانون .
الموضوع مطروح امام الجهات ذات العلاقة والمختصين ،ونقولها بصراحة لايمكن ان نتوقع اداءا بالمستوى المطلوب مالم توضع الضوابط اللازمة للمدارس الاهلية واقتصارها على كوادر تدريسية غير مرتبطة بالمدارس الحكومية لضمان تفرغ كل مدرس للمجال الذي يعمل ضمنه. اما الملزمات  فهي احد  اسباب  تدني المستوى الدراسي لانها ابعدت الطالب عن الكتاب المقرر فلابد من اتخاذ الاجراءات اللازمة بهذا الخصوص .والله الموفق.