23 ديسمبر، 2024 4:04 ص

مخلوق متوحش من لم يؤمن بالحوار

مخلوق متوحش من لم يؤمن بالحوار

الحوار لم يعد مجديا في تغيير القناعات والاعتقادات او في تصدير الافكار واستيرادها وقد عده البعض انه سلوك قديم او كلاسيكي لم يثمر ابدا وخصوصا في البيئة الاسلامية وهذه القضية ان صدقت في بيئة معينة ما قد تؤشر الى شيء مهم و خطير في سلوكيات الانسان الذي يعيشها فالحوار هو من اهم مقوماته التي تجعله يختلف كثيرا عن بقية المخلوقات التي تسايره على هذا الكوكب وفقدان هذه الصفة او هذا الفن لاهميته وتأثيره في عالم الانسان يجعله كائنا غريبا ومتوحشا وبيئته لا تختلف عن بيئة الغابة ومخلوقاتها الغير منطقية في الواقع الذي نعيشه ونلمسه على مستوى الافراد والشخصيات وعلى مستوى الجماعات وخصوصا الجماعات الدينية ان القضية هنا صادقة جدا ولم نلمس ذهنيا الانادرا جدا لايقاس به عكس هذه القضية او كذبها ومن هذا المؤشر الخطير وجد المسلم المعاصر نفسه بحاجة جدية الى النظر او البحث عن اسلوب وطريقة وفن اخر لكسر طوق تلك القناعات والثقافات والايديولجيات للتعامل بها عند الاختلاف مع اخيه الانسان او مع الجماعات في حياة ديدنها الاختلاف في التوجهات والرؤى نعم هناك طريقة اخرى استخدمها الانبياء احيانا لمواجهة الرأي الاخر واثبات عدم أهليته لأيجاد نور الاقتناع في ذهن الاخر وهي المعجزة التي هي كسر لحدود القوانين الطبيعية واثبات الشيء المدعى بخارقية معينة وان كان يبدو من المعجزة نفسها ان الحوار لم يكن مجديا حتى في زمان قديم مع الانسان وهذه النقطة قد تكون نقطة عرضية على اي حال كون الانسان المسلم الان الذي لايؤمن بالحوار و بتأثيراته غير قادر على ايجاد المعجزة لانها من اختصاص الانبياء والاولياء الصالحين فهو يلجا الى فن الحرب والقتل والسيف وقطع الراس هذه النتيجة التي انتهى اليها المسلم بطبيعة الحال انها نتيجة كارثية تدل على فقدان العقل تماما فعدم الايمان بالحوار هو نكران للعقل والفكر والمنطق وايضا تدل على عدم الايمان لأن القران تحدث عن الحوار ولزوم تأثيره في ايات كثيرة كما في قوله تعالى ( وجدلهم بالتي هي أحسن ) و عدم صلاحية الحوار في هذه البيئة الاسلامية يوحي الى فقدان وضياع الاخلاق لان لغة الحوار هي أخلاق كريمة ومهارات تحكم لغة التعامل الراقي بين الناس . يمكننا بعد هذه النقاط التي أشرنا اليها في هذا المقال والمترتبة على عدم الايمان بالحوار ان نجرد من يعيش في هذه البيئة التي لا تتنفس أجواء الحوار ولا تشعر بتأثيراته انها لا دين لها ولا أخلاق ولا عقل وتشبيهها بمنطق الغابة وحيواناتها ظلم كبير لا يغتفر ونسأل الله بعد ذلك المقال الثبات و الهداية