-9-
المحقق امام اطويرش وهو يتحدث اليه:
– تصورني صديقك، تصور اننا نجلس في باريس داخل احدى الكافيهات…لاتطلب من النادلة الفرنسية ان تجلب لك طاسة روبة!… هؤلاء لم يتعرفوا على الجواميس التي ركبها جلجامش وانكيدو حين عبرا الهور الذي كان يحيط بهم في رحلتهم… اطلب فنجان قهوة، لنكن مثل اي مثقفين يتحاوران… حين تسال مثقفاً عن احواله يقول لك: حالي في هذا الوضع المنبعج من خاصرة الواقع بين فرضة الان… وشعيرة اللا هناك، لكنني رغم رداءة المستحيل وتوقعات دوري ابطال اوروبا اظن انه يمكنني القول ان شعيرات الرقّاص في ساعتي تدور في الهباء وينكفيء الرقاص نفسه على وجه الماوراء وهو يقطع الدقائق بثوانٍ مزعجة… هل فهمت يااطويرش لغة المثقفين.. عليهم اللعنة؟
اطويرش لايفقه شيئا مما يقوله اللاگف امامه..
يستمر المحقق:
-اطويرش… اريد ان افهمك ضرورة وجود القائد الملهم والضرورة في حياة اوروك بلغة عصرنا وعصركم في اوروك…
لايمكنك يا اطويرش صد الموج بتوثيتك الطويلة، ولا النار وهي ترقص بثيابها الباذخة في حفلة الوجود، نحن في خضم هذه التداعيات التي تجبرنا على ان نتقدم للخلف مثل سنين ما قبل الميلاد، عليك ان تقتنع بنفسك كمواطن قح وأشوس انك لست بحاجة إلى خرائط لخيباتك التي لن توصلك الى نفسك وهي تعتمل بالحقد والحسد على شخصية جلجامش الديناميكية، شخصية جلجامش لها تكتيك خاص، ولن يفهمها سوى مصلح ساعات قديمة لاتعمل بالبطارية… كيف لك ان تتصور ان جلجامش مثل اي قائد فاشي وقومي!! ، الجميع في اي زمان ومكان يريد انقاذ نصف شعبه بقتل النصف الاخر من الشعب!!، خونة القائد مثل خونة الاب القائد جلجامش وخونة الوطن الام… ابونا القائد وامنا الوطن، وليس غريبا ان القائد يفلگح امنا لدواع ٍ وطنية وشرعية… لهذا يجب ان يتم التخلص من جميع الخونة والاعداء حتى لو اضطر الجميع ان يلبسوا وجه الوحش خمبابا، الشرطة السرية للحزب القائد يجمع المعلومات عن الخونة ليتم القصاص منهم.
حسنة القائد الكبيرة والذي أحبه الشعب لأجلها ، انه خلصه من التفكير فيمن يكون قائده… هل تعرف نتيجة ان تترك شعبك يفكر فيمن يقوده؟ سيكون الوضع اخرطي… كلمن يجر بصفحة… هذا يرشح سيّد علمود بخت اجداده الصالحين..وهذا يرشح شيخ علمود بخت اجداده الخيّرين… وهذا لاسباب فكرية ليس لها علاقة بالزرف السابع بالچفچير يريد يرشح تكنوقراط… والبلوة كلهم مايعرفون شيريدون… لو بس يعرفون شيريدون چان” ارتاح گلبي واندليت دربي”…
لم يتغير اي شيء يااطويرش، نحن لانتكلم فقط، نحن جئنا منذ البداية لنغير الواقع الذي يحيط باوروك… مطرة وحدة وكل المدينة واقضيتها ونواحيها تغرق… البنية التحتانية تشبهك يااطويرش… لم انظر اليك مرة الا وقرأت بؤس مدنك الفائضة عن الحاجة!!. حين نتكلم عن جلجامش، فنحن لانشبه شهرزاد الراوية التي كتبوا على لسانها حكايات الف ليلة وليلة، نحن نتكلم ونطلق الف چيلة وچيلة بوجه كل اطويرش مثلك، نحن واقعيون اخ اطويرش، هذه سوق حرة وليست عالما حرا، لسنا مثل المطابخ العربية في القنوات الفضائية التي تعلم المشاهدين الجائعين على انواع الطبخات… وهم لايملكون سعر الرغيف… كن سياسيا ولو لمرة واحدة وتعلّم حالة واحدة على الاقل، حين يسقط جدار برلين… احرص يااطويرش ان لاتكون تحته….ستدوسك احذية الهاربين والحالمين بوطن لايملكونه، انت هنا في باريس وفي احدى الكافيهات التي لاتقدم الروبة!، تشتاق الى الحياة الأخرى كما تشتاق الان ان تهرب مني الى اوروبا حيث الثلوج، من الهوش الى الماكنتوش… اطويرش ينهض من جديد، جسمك له حق عليك يااطويرش… وعيناك تشتاق الى رؤية صور اخرى بدلا من مدنك التي تدّعي المعارضة والصلاح وهي فريسة المرض والفقر والصراع على الدنيا والحسد والبغضاء والافتراء، مدينتك ليست دار سلام، لكن الناس يشتمون جلجامش قربة الى الله… هل فهمت لماذا يجب ان يكون لدينا قائد ضرورة يااطويرش؟
-سيدي اني كلشي مافهمت بس انته شهيتني على الروبة!!!!