تأسيس الاحزاب و التنظيمات و الميليشيات الشيعية المتباينة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تکن خطوة أو إجراءا من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل مصلحة و أمن و إستقرار شعوب و دول المنطقة کما زعمت و تزعم ابواق النظام الايراني و تلك التابعة لها في هذه الدول، بل إن طهران لم تقدم على إتخاذ أية خطوة أو إجراء في العالمين العربي و الاسلامي إلا وکان لها فيه أکثر من غاية و هدف.
الميليشيات الشيعية ولاسيما بعد إن إنضوت تحت خيمة الحشد الشعبي، هلل و زمر لها العديد من الاقلام المأجورة و المشهوة وکذلك المنخدعة و المموه عليها، بإعتبار إن هذه الميليشيات تسعى من أجل ضمان أمن و استقرار العراق و الحفاظ على الشعب من المخططات الشبوهة للجماعات المتطرفة و الارهابية، لکن، وبعد أن قامت هذه الميليشيات بجرائم حرق الناس او سحلهم و إخطتافهم و تهجيرهم و هدم بيوتهم و جرف بساتينهم، فإن السٶال الذي يطرح نفسه هو: ماهو وجه الفرق بين تنظيم داعش الارهابي و الميليشيات الشيعية؟ هل إن الذبح و القتل و التهجير و الجرائم مسموحة و مباحة على طريقة الميليشيات الشيعية و محرمة و محظورة على طريقة التنظيمات الارهابية السنية؟
التقارير التي ذکرت بإفتتاح عشرات المقرات العسکرية و السياسية التابعة لفيلق القدس الارهابي في الجانب الأيسر من الموصل، وان ضباط إيرانيون موجودون باستمرار في هذه المكاتب، والتي تسعى الى تحقيق عدة أهداف من بينها فتح طريق بري عبر الموصل إلى الأراضي السورية لدعم نظام الاسد، لايمکن الاستغراب و التعجب منها، ذلك إن طهران سعت دائما من خلال الجماعات و الاحزاب و الميليشيات التابعة لها لتنفيذ مخططاتها و تحقيق أهداف و غايات مرسومة لها على حساب أمن و استقرار و مصلحة شعوب المنطقة، بل وإن مرشد النظام علي خامنئي قد قال بعظمة لسانه من إن الحرس الثوري الايراني يقاتل في بغداد و حلب و الموصل کي لايقاتل في طهران و المدن الايرانية، فمالذي يعنيه ذلك؟ أليس يعني إسترخاص دماء شعوب المنطقة و العبث بأمنها و إستقرارها من أجل مصلحة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية؟
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي لم يکف ولو ليوم واحد عن مخططاته العدوانية الشريرة التي تستهدف شعوب المنطقة وفي مقدمتها شعب العراق و سوريا و اليمن، لايمکن إطلاقا إنتظار او توقع أي أمر إيجابي منه على وجه الاطلاق، ذلك إن فاقد الشئ لايعطيه، وإن الطريقة الوحيدة التي تنفع للتعامل مع هذا النظام هو التصدي لمخططاته و العمل من أجل وضع الشعب العراقي خصوصا و شعوب المنطقة عموما في الصورة لأن هذا النظام هو ليس کالسرطان بل و اسوء منه، وإنه إذا لم يتم إستئصاله من جذوره في إيران نفسها فإن خطره سيظل قائما خصوصا وإنه أسس المئات من الاحزاب و الجماعات و الميليشيات العميلة له، ولهذا فإنه ليس هناك أي ضمان للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة إلا بالخلاص من هذا النظام وإن أفضل الخيارات و الطرق من أجل تحقيق ذلك هو بدعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير.