19 ديسمبر، 2024 7:02 ص

مخطط الإخوان المسلمين … لتفتيت العراق – 2

مخطط الإخوان المسلمين … لتفتيت العراق – 2

 لم يعد خافيا على احد  مرامي مشروع الربيع العربي بجوهره الطائفي وأدواته البشرية وإيديولوجيته وشعاره( امة أخوانيه واحده..).. مع نداء (واردغوناه ) في استعاضه عن وامعتصماه!!! إذن هو جزء من هذا المخطط  الذي لم يعد يخفى على احد حقيقته او  ودوافعه الباطنية… فالذين تخلصوا من دكتاتوريات الأمس الذين حماهم الغرب وقواهم  وساندهم على مدى نصف قرن وجدوا أنفسهم ثانية بعد سرقه ثورات هذه الشعوب وحرفها عن مسارها الوطني مثل الذي بلا رداء يسترهم وسط رياح الصراع والإقصاء والتناحر الطائفي السلطوي وإطماع الكبار وهو يشاهدون مندهشين ما حل باليمن وليبيبا وتونس ومصر وخراب سوريا  ومن قبل ومن بعد العراق… حتى أصبح الصباح وتغيرت الخرائط وتناثرت الجثث وتمزقت الأوطان وتوقفت عجله الإنتاج وانهارت العملة الوطنية وشرد الأهل في الخيام وساد التناحر بين أبناء البلد الواحد الذين أمسوا بسحر عصى  فرعون الربيع العربي أعداء  لن تفلح كل المعجزات في توحيدهم على الصراط الوطني بعد ان سالت الدماء وتنامت الأحقاد والضغائن والذكريات المرة  واجتزت الرؤؤس.

 أنها لعبة العميان العازفين على الربابة بفرح مع المشروع الصهيوني- الغربي الذي بنص على ضرورة تمرير الخديعة السياسية بتغيير اتجاه الغضب الجماهيري العربي وتحريك الشارع  المضطهد ضد النظام الرسمي العربي بدلا عن الاحتلال ومن يسانده  وقوى الاستكبار والاستغلال ثم تثوير التصادم بين المكونات الوطنية  نفسها, و التقاط هذه الفرصة التاريخية بدهاء مفرط ومضلل للعقل العربي  وفق مقوله حكيم ألامه علي ابن ابي طالب كلمه الحق التي يراد من وراءها باطل ….. لم يسال هؤلاء الثوار والمتصارعين لماذا يدعم الغرب وبعض  من  الأنظمة العربية هذا التيار في الشارع العربي .؟؟؟؟
..هل من اجل التأسيس للدولة المدنية وتحقيق والعدالة والتنمية عبر تسليم القرار الى تيارات أصوليه ذات أفق واحد متشدد وطائفي لا تؤمن بالديمقراطية خبرها الغرب وتعامل معها واتهمها دوما بأنها ترعى وتمول الإرهاب ألا بعد ان   خنعت و  تعهدت له بالطاعة والولاء المطلق بعد ان سعى عبر الأقلام المأجورة والفضائيات المشبوهة الى تمرير فكره مفادها  ان المشروع المدني العلماني غير قابل للتطبيق في بلداننا لما جرته أحزابها القومية واليسارية من نكسات وهزائم وان لا بدائل حقيقية في العالم العربي سوى العودة إلى  القران وألسنه وهنا  يكمن الفخ التاريخي .
 مروجو مثل هذه المقولات يتناسون ما حصل في التاريخ العربي  من صراع  سياسي و كيف ان الشعارات التي رفعت فيها المصاحف والسيوف لم تؤسس للعدالة او تطبيق قيم الله والإسلام الحقيقية وان النتيجة هي  الفوضى الطائفية العارمة التي ستمزق أمتنا الإسلامية وشعوبنا  الى طوائف وفرق وكانتونات عبر خطاب التخوين والتكفير والعمالة لمحوري انقره او طهران دون ان يلتفت المغيبون والمتعصبون لما حدث بعد عزل مصر عام 1977م وتدمير واحتلال العراق عام 2003م وتحويل سوريا الى خرائب وأنقاض  بهمة لا تقل عن تنافس المنتصرين على نفط ليبيا وترك اليمنيين ينحرون بعضهم يوميا بعد طقوس القات السياسي وهي صور غيبت عن الإعلام مثلما غيبت مطالب البحرينيين الشعبية العادلة لان ربيعهم  لا ينتمي لربيع الإخوان وقد صدق طه الدليمي الذي توعد ب( الربيع السني القادم ) في العراق !!! هو أمر يؤكد كل ظنوننا حول هوية هذا المخطط  وأدواته.
 
انه مشروع لا يتورع عن ترك بحيرات من الدماء ليضفي شرعية أكثر على نموذج الحكم الوراثي النفطي دون الحرج من الملكية المطلقة التي تدعي دعمها للربيع العربي بمباركه وإشراف الغرب المخادع الذي يدعي مكافحه الإرهاب والأصولية ونشر ثقافة حقوق الإنسان ولكنه لا يخجل في ذات الوقت من تسليم القرار الى بلحاج والغنوشي والعرعور ومرشد الإخوان وقاده السلفية ..
.وهو نموذج قادر بسحر المال على تحويل هنيه ومشعل الذين لم تدعمهم سوى سوريا وإيران إلى  المعسكر المقابل ليصبح مخيم اليرموك للفلسطينيين ثغرا للجيش الحر في قلب الشام …. وهو نموذج سلطوي يراد له ان يستنسل  ويشاع عربيا على نفس طريقة إيصال الإخوان المسلمين في مصر الى السلطة رغم انف الملايين من معارضيهم أي نصف الشعب المصري من المتنورين…. فهم ظاهريا أكثر شرعية من مبارك بالمقاييس اللبرالية  لكنهم يؤدون نفس خدماته للأمريكيين وإسرائيل بالتعهد بعدم إخضاع اتفاقيه كامب ديفيد للاستفتاء ونسف الإنفاق في رفح وقتل مهربي الأسلحة الإيرانية في سيناء لغزه والموافقة على بناء قواعد أمريكية جديدة في مصر واستمرار بيع الغاز لإسرائيل مقابل صياغة دستور لا يمانع أحفاد جيفرسون أن  يضع السلطات الثلاث بيد المرشد الأعلى للإخوان وتابعه مرسي ويبعد القبطي والعلماني والمفكر اللبرالي  والفنان والأديب  عن صناعة القرار ويخضع (ام الدنيا) لأراده الدراويش وحرافيش الراحل نجيب محفوظ الذي طعنوه بخنجر ويفتح الباب للعريفي ليخطب في الأزهر  مثيرا الفتنه الطائفية  ليروي حكاية محرفه عن  الشيعي الذي جرى سلخ جلده وهو حي من قبل يهودي بأمر الوالي السني. متناسيا ان من بنى اكبر صرح إسلامي يقف على أرضه هم الفاطميون وليس من استباحوا مسجد رسول الله!!!.. متناسيا ان اغلب المحللين يتوقعون خلال فترة زمنية قصيرة  انهيارا وشيكا لهذا المد الديني المزيف الذي  لا صله له بجوهر الإسلام   وهو يحمل في داخله عوامل انهياره القادم.
   
 هذا هو الربيع القادم  الذي يعزف السيد طه الدليمي على ربابته او ما يمكن تسميته (بالإسلام الطائفي-الصهيوني) على غرار تيار المسيحية الصهيونية الذي ظهر إبان حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش والمحافظين الجدد ولازال مرجعية للسياسة الأمريكية والغربية…(.الإسلام الطائفي-الصهيوني) هو مصطلح جديد ولد من رحم ما سمي بالربيع العربي سيء الصيت ,حيث أجندته ومشروعه ألظلامي يتطابق بوعي او بلاده في غالب الأحيان مع أجندة ومشروع المفكر اليهودي برنارد لويس في تدمير وتفتيت الأقطار العربية والإسلامية وتحويلها الى كانتونات طائفية تتحارب فيما بينها وتعمل على تفتيت أواصر التعايش السلمي سواء في الجانب الوطني منها او الاجتماعي-الديني.
ست دول عربيه نفذ فيها هذا المشروع حتى ألان في مرحلته الأولى  والبقية أتيه أولها العراق باعتباره الأرض المثالية للتعددية والتعايش بين خليط تاريخي من الأعراق والطوائف  والحضارات و مهد الساميين  قال عنه توماس فريدمان: ان قاده البيت الأبيض لم يجدوا بعد ضرب مانهاتن في 11 سبتمبر2011م من رمز لإذلال العرب والمسلمين سوى بغداد كونها عاصمة ألدوله العباسية لما تحمله من دلالات فكريه وعقائديه عند العرب والمسلمين… وقد نجحوا بيسر في تمزيق تلك العرى التاريخية والتراث الغني والنسيج المتداخل بالنفخ في بوق الطائفية بمساعده مغامرين ونصابين وسماسرة وعملاء ورجال دين دنيويين وشيوخ عشائر وأبواق إعلام منحطة… ثم أطفئوا جذوه الصراع عندما استعدوا لتنفيذ مشروع الربيع في دول عربيه أخرى لكنهم أبقوها تحت ظل توافقات سياسيه هشة  في العراق مثلما يبقى الجمر تحت الرماد الى حين  بانتظار الريح الصرصر العاتية التي  بدأت تهب وتنذر بالمجهول حين رفع المايسترو يده إيذانا ببدء المعزوفة.

 والغريب ان ثلاثة انظمه عربيه حكمتها العسكرتاريا هي العراق وسوريا وليبيا تعرضت للاحتلال والقصف والدمار والنزيف حتى اليوم واعدم كل من صدام حسين ولقذافي وأبناءهم بعد إذلالهم ولازال رأس الأسد مطلوبا بالحاج وبأي ثمن بينما كانت ألجراحه السياسية هينة في مصر وبدماء اقل  … لازال مبارك حيا رغم مرضه وشيخوخته  وتم ترميم وجه العقيد صالح في اليمن التي هي في حرب غير معلنه  وحل زين العابدين وزوجته ضيفا عزيزا يرتشف القهوة على ضفاف الخليج …لا احد يكلف نفسه في تفسير هذا الاختلاف حتى في تعامل الربيع السياسي المزعوم مع الدكتاتوريات العربية نفسها هل لان قاده العراق وليبيا وسوريا خاضوا حروبا ضد إسرائيل او أنهم خرجوا عن دورهم وتجاوزوا الخطوط الحمراء  فلا بد ان يكونوا عبره لمن يخلفهم من الزعماء بينما غيرهم من المستبدين قدموا خدمات لا تنسى لمصالح الغرب ؟؟؟ قضيه تستحق التوقف عندها.
 
هل يراد اليوم بعد ان تعثر مشروع الربيع الطائفي الأصولي في سوريا ان تبدأ المرحلة الثانية من عمليه التفتيت وتعويض التعثر في تنفيذ المخطط بالمنطقة بتفكيك العراق باعتباره نقطه البداية و الجدار الذي أصبح أيلا  للسقوط  بعد كل هذا الطرق عليه بعد ملايين الاطنان من الحقد والمتفجرات والأحزمة الناسفة التي عبدت الطريق لمشروع ألدوله الكردية التي أمست امرأ واقعا بعد ان شجع اردوغان أهالي كركوك على الاعتراف بكردستانيه كركوك وهو ما عارضة سابقا كل قاده انقره  لانه يمهد لتمزيق ألدوله التركية .. وفي ذات الوقت أعاده إحياء الخطاب الطائفي في المناطق السنية العربية بالرهان على رد فعل انفعالي  طائفي شيعي يمزج الهموم أليوميه وسوء الخدمات والفساد بالأجندات السياسية الخارجية لتختلط الأوراق ويتم الدفع بالعراق الى حاله من الصراع والتطاحن يصبح معها خيار الانفصال والكانتونات الثلاث مطلبا من قبل الشيعة والأكراد وألسنه أنفسهم بعد تبادل الأدوار في القمع والتهميش بين هذه المكونات بين سلطه الأمس واليوم ؟؟؟؟ ولا حل سوى عوده القوات الامريكيه !! هل  فككنا الأحجية اللغز النكته؟؟؟

 بين عزف ربابة الدليمي على وتر الطائفية البغيض  وتخوين عبد ألزهره المطارد عبر التاريخ بلا رحمه كونه ثمره  متعه وحفيد العلقمي  خائن التاريخ …. وحاملا لعقيدة عبد الله ابن سبا اليهودي الباطنية!!!!  تمزقت الهوية الوطنية العراقية في ظل أزمة الحرية الحقيقية وضعف الوعي بالواقع وهي في حقيق الأمر أزمة تاريخ و  حوار وتفاهم تعطلت قنواته… أزمة مواطنه في مقابل مؤامرة دوليه كبرى لأعاده رسم خارطة المنطقة والصراع على ثرواتها…  أزمة دوله بلا هوية لم ينضج او يتبلور فيها النظام السياسي في مقابل مشروع تقطيع ورسم خرائط  لم يعد ناعما بل وحشيا وقاسيا .
 
اتهامات الدليمي نعي لمشروع غرسه الاحتلال بدل فيه الأدوار بين الطوائف عن عمد جعل من ابن الغربية والموصل والاعظمية وسامراء  متهما بالإرهاب وهو أيضا ضحية حروب ودكتاتوريات وخطب مشايخ ناريه وساسه بلا ضمير وزعماء عشائريين يرد حون للسلطة  على مر العصور رهنوا روحه وقراره مره للمجاهدين القادمين من وراء الحدود وأخرى لدولارات الجنرال بتراوس قبل ان يفيق ويصحوا من سبات عميق  صب لعنته على  شقيقه  الضحية أيضا عبد ألزهره الذي لم يعثر على أولاده وأشقاءه في مقابر  القائد الضرورة  حتى اليوم والذي لم تلتئم الشقوق في قدميه الحافيتين ولازال يعاني من السل والجوع والحرمان بعد ان جفت الاهوار وتقلصت مفردات البطاقة التموينية وصمت صوت مرجعيته الدينية كصمت القبور في هذه المحنه وغيرها ولم يجد سوى إمامه المذبوح في كربلاء ليشتكي ساسته الذين خانوا الوديعة بينما تتربص به عيون الذئاب الطائفية على طول الطريق..
 تخيل لم يعد لديه سوى قبور الأضاحي ألمقدسه يستنجد بها!!!!
.
 ليفيق وقد  اتهمه المتظاهرون بالخيانة الوطنية وعدم الانتماء والعمالة لإيران رغم ان كلاهما أما سيلقى مصيره في التيه ويشرد ويسكن الخيام مثل لاجئي سوريا او سيتم نسيانه من قبل الساسة حين تتحقق الصفقة حتى وان كان الثمن الإجهاز على أمنا العراق وتقطيع ثدييها وهي تبكي علينا بحرقه( الم ترو كيف أمطرت السماء؟؟؟ ) رغم إننا رضعنا منها معا وكبرنا في حجرها مع الظلم والظلام  والانقلابات وخنادق الحروب والمقابر والدشاديش السوداء وخيم العزاء والقهوة المرة والجوع و البيريات و المنافي والسياط  والدكتاتوريات  والأحلام الضائعة لكنها كانت تذكرنا دائما مردده( يمه أخوك ما عندك غيره  هذا حزام ظهرك!!!) لا تكونوا أدواه في تنفيذ مخطط تمزيق وطنكم… السلطة زائلة وانتم الباقون.

 أين هم الشرفاء ….؟؟؟؟

بوخارست

أحدث المقالات

أحدث المقالات