لمناقشة ما يجري في الساحة العربية بتجرد وبحساب منطقي وعلمي وواقعي..علينا أولا الاجابة على اسئلة ستراتجية مهمه واساسية تشكل محمور للدخول للموضوع..ومن اهممها التساؤلات التالية :
هل غزو العراق صدفة ام ردفعل أم مخطط قديم..؟
الاحداث المتسارعة في تونس وهروب زين العابدين بن علي ألى السعودية بدون أي رد فعل مجابه منه وانصاره..مخطط أم لعبة..وهل البوعزيزي رحمه الله أكبر من شعب مناضل كالشعب التونسي حتى يحفزه للثورة..؟
هل غزو ليبيا وقتل معمر القذافي بهذه الطريقة البشعة بالرغم من جبروته وطغيانة..فعل شعبي أني أم هو مخطط للاخرين حتى يشاهدوا ما حل به..؟
مايحدث في سورية من حرب شاملة ودخول الاف المرتزقة لمحاربة الدولة السورية وليس النظام بما يسمى داعش واخواتها..هي ثورة حقيقية مخطط لها بتوقيتها..أم هي ثورة شعب يعاني من النظام الشمولي كما يفسره البعض..؟
ثورة الشعب المصري على نظام حسني مبارك وعلى مرسي وما يحدث في سيناء من مواجهات مسلحة وتفجيرات واغتيالات هنا وهناك..هل هو مخطط أم فعلا هي محطات نضالية لابد أن تحصل..؟
برزو داعش كقوة على الارض واحتلالها مساحات شاسعة من العراق وسورية وتمدد نفوذها الى بقية البلدان العربية..بالرغم من الحلف العالمي ضدها..حقييقة أم وهم..؟
والاحداث المتسارعة في اليمن وما حصل ويحصل فيها باي خانة نضعه..؟
قبل كل شي يبجب أن لانيخس حق الشعوب في أن تتنتفض ضد الجوع والحرمان والتهميش لكن ليس على حساب امن الوطن كدولة وليس كنظام..أن ما يحصل منذ اعوام من احداث دموية في تلك البلدان هو اسوء مما كانوا عليه..وعلى اقل تقدير نعمة الامان والصحة من خلال مسلسل القتل في المواجهات التي تحصل وهدم البنى التحتية التي بنيت طوال سنين..
اي غزو مرفوض بحكم الشرائع السماوية والوضعية ويجب مقاومتة بالمال والنفس مهما كانت طبيعية الحاكم لا مبرر لأي فرد أن يصطف مع اي غزو ويبرره لصالحه..لأن الوطن كمساحة وسكان وكيان هو المصلحة الاولى والتي تعلو على كل المسميات الاخرى..وغزو العراق هو مرفوض باعتراف الغزاة انفسهم من خلال تصريحات عدة..لكنه هو مخطط بدأ في العراق ولن ينتهي ألا في كل انحاء الوطن العربي..ومايحدث الان في العراق من سيئ الى اسوء..والقادم لايبشر بخير فالعراق مهدد بالتقسيم الذي يحاولون فرضه كأساس لنظرية الحل فيه..
البوعزيزي هذا العامل التونسي الذي حرق نفسه امام انظار العالم هل هو بداية الثورة ..ام أن هناك بركان ثورة لدى الشعب ..وأن حادثة البوعزيزي جزء بسيط من وعي الشعب التونسي حتى لا نبخس حق شعب بتمجيد فرد..هنا تداخل رهيب في ايام يهرب الرئيس وتسيطر قوى اخرى ويمتد مسلسل الاغتيال والهدم الى حين..ويبدوا أن ما حصل في الانتخابات الاخيره بداية ناجحه…أن توفرت الامكانيات المادية للبناء الانساني والمؤسساتي.!!
وما حصل ويحصل في ليبيا من هدم وتدمير لها لا يبشر بخير ..مع اني لا اميل للقذافي ونظامه لكن استهجن الطريقة المخزية لقتله والتمثيل به…لحاكم حكمهم 45 سنة..لكن يبدوا أن نقل الصورة للراي العام هي تخويف لمن تبقى من الساسة في المنطقة أننا هكذا فعلنا بالقذافي المستبد…فكيف أنتم..هذا أولا..لكن ماحصل بعد سقوط النظام في ليبيا ظهرت كانتونات في كل محافظه..وهناك نزعة للتقسيم..أو لحل الدولتين بنغازي وطرابلس..!!
اما في سورية فهناك كانت معارضةبدأت بالمظاهرات السلمية التي أخذ مفعولها يسري وغير النظام فيها الكثير من اساليبه منها على سبيل المثال المادة التي تعطي الحزب الحاكم السيطرة المطلقه وبعض الاجرأت التي حصلت لا سبيل لذكرها الان..لكنها تحولت الى صدام مسلح ادواته مقاتلين من شتى انحاء العالم..والنتيجة تهجير نصف الشعب..وقتل يومي..وهدم للبنى التحية للدولة السورية..وتدخل اقليمي وعالمي..لا يبشر بخير…
مصر أم الدنيا هذه الدولة العربية العريقة وشعبها الابي الذي أثبت للعالم كله أنه شعب واع ومثقف..وجيش مهني راق وقف مع شعبه في اصعب ظروفه…ويبدوا أن الشعب مسك زمام المبادرة وعرف حجم المؤامرة..فحافظ على بناء الدولة المصرية..بالرغم من كل الملاحظات على شرعية ما حدث…
اليمن السعيد شعب كادح ذو امكانيات بسيطة..يعيش على الكفاف ..هناك طبقة اثرياء حد التخمة وهناك جوع حد الموت..نظام كبقية الانظمة استمد مشروعية بقائه من خلال انتخابات..صحيحه أو غير صحيحية..ويستمر هذا النظام بالرغم من حجم الفساد المالي والاداري..وهناك مطالبات شتى لتغير الوضع لما هو عليه..لكن ما يحصل الان في اليمن هو صراع اقليمي..يحتاج من الشعب اليمني أن يعي وينتبه..ويضع مصالحه فوق أي ميول واتجاهات…
أن المنطقة العربية تمر بمنعطف تأريخي رهيب يمثل ببروز كتلة ما يسمة بداعش على كل الارض العربية..وازيداد نفوذها..ومواردها المادية..وتطبيقاتها السلبية لمنهج الاسلام..من خلال مسلسل الذبح..والتكفير..حالة يجيب أن نقف عندها كثيرا…لأنها بالرغم من القوة الكبيره الموجهة لها من امكانيات دولتين سورية والعراق وحلف دولي يتكون من اكبر دول العالم تسلحيا ونفوذا لكن ..مازال هذا التنظيم يمتلك المبادرة في الهجوم والاحتلال..حالة لا تحتاج لتفسير ..بالتاكيد أنها مخطط وليس صدفة لتوضيح أن الاسلام هذه صورته..قتل ودماء وذبح واغتصاب وسبي..!!
هناك تداخل معقد في اوضاع الامة على الارض..فهناك متناقضات..شي مشروع ومطالب شعبية محقة وبالمقابل أدوات تقود ذلك بهمجية فائقة..خرجت رائحتها لكل الكون..ومن المعيب أن لا يتصدى عقلائها ويأخذوا زمام المبادرة..
بتجرد ودون ادلجة فكرية او دينية او طائفية…الشعوب تريد أن تعيش لا أن تموت..فعل الثورات يجب أن يكون لصالح الناس لا لقتلهم وتهجيرهم في شتات الارض وتبتلعهم البحار والمحيطات..
وجهة نظر لا اكثر أتمنى أن تصل ويتمكن المعنيون المساهمة بالاجابة عليها من اجل الحل الايجابي…