22 نوفمبر، 2024 8:32 م
Search
Close this search box.

مخطئ من يمكنه ترويض الوحش ورعايته!

مخطئ من يمكنه ترويض الوحش ورعايته!

العراقيون يدفعون ثمن أخطاء الساسة، وثقافة الطائفة، والمذهب، والقومية بخطاب جماعي لأغلبهم، ملأ فضاء المجتمع وبنبرات مختلفة، مع إمتلاكهم لقنوات إعلامية، تمتلك القدرة على الإقناع والتلقين، لتحظى بمزيد من المتابعة والحضور، فتصبح حديث الناس خلال أشهر معدودات، كما أن المقاومة أو النقد والمحاسبة لهذه الأبواق، لا يأتي بمستوى المطالبة، لذا يزداد نمو الوحش، متوقعاً الرعاية، والإهتمام، والدعم، والإسناد لأبد الآبدين.
تحديات خطيرة وتداعيات أخطر، ومسيرة عراقية كبيرة عظيمة بكل تفاصيلها، حيث صورة التلاحم الوطني بين المرجعية والشعب، والجيش والحشد بكافة طوائفه، حتى أصبحت عالماً مليئاً بالتضحية، والجهاد، والبناء، وجميع العراقيين يرغبون في كلمة واحدة، وموقف واحد ضد التكفير، فكيف تتوهم بعض الأطراف الداخلية والخارجية، أنها ستكون بمأمن عن الإرهاب المتوحش، الذي يطال المنطقة بأكملها وبأبشع الوسائل، رغم مشاركتهم بدعمه وإسناده؟! 
الإرهاب يشق لنفسه طريقاً عالمياً، لأنه إتضح للعالم كله أنه لا علاقة للإسلام به، رغم ظاهر راياته، ولكنه وحش منتج على طريقة مَنْ صنعه، من اليهود وقوى الإستكبار العالمي، لتمزيق المنطقة العربية، ولفرض إرادة نوع بربري جديد بإسم الدين، وتحت مسمى الإستعمار الداعشي، لذا مخطئ تماماً أن مَنْ أنتجه وتكفل رعايته، بأنه لن ينقلب عليه، فلا يفرق بين عدو وصديق.الفكر الذي يطرح في المساجد المتطرفة، لا يختلف عن الفكر الداعشي، لأنهما يصبان بالبودقة نفسها، وهو تكفير الطرف الآخر وقتله أينما كان، وتنفيذ أجندات مَنْ يموله ويسانده، لذا إتسعت دائرة الإرهاب، وإنطلق لأصقاع العالم وفكره المنحرف، بدأ قبل أن تبدأ حرب الإستباحة والإغتصاب، فباتت المنطقة على شفا جرف هارٍ، وفي العراق لولا العناية الإلهية، والفتوى السيستانية لحدث مالا يحمد عقباه.
الحرب الصليبية الجديدة في أعتاب القرن الحادي والعشرين، جاءت هذه المرة بثوب جاهلي وحشي، وبشعارات إسلامية، لكنها بالواقع تسعى لتدمير الثقافة الإسلامية، والسيطرة على ثروات المنطقة، وما نظرة العالم الآن للدين الإسلامي، على أنه دين إرهابي قائم على السيف، إلا ضمن هذا المخطط القذر، حيث تبنته الجماعات الوهابية، التي لا تريد لشعوب الأرض أماناً وإستقراراً، فالمهم هو نمو الوحش ورعايته! 
المتتبع لفكر السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، يلاحظ عند قدومه للعراق، أبان سقوط الطاغية المقبور، أنه قال: (فقدان الأمن في داخل العراق، يعني فتح الأبواب للعنف القادم من الخارج، وبالتالي ولادة عنف وعنف مضاد)، وهذا ما عمل عليه الطائفيون، الذين توهموا بأن الوحش الذي إستقبلوه، ممكن أن يُروَض ليدافع عنهم ويسترجع حقوقهم، لكن الوحش الداعشي لاخطوط فاصلة يقف عندها! 
السيد عمار الحكيم يقول: الإرهاب لا يفرق بين شيعي وسني، وعربي وكردي، ومسلم ومسيحي، وتركماني وصابئي، فكل هؤلاء العراقيين قاتلوا بشجاعة نيابة عن العالم، وكسروا شوكة الإرهاب، ولن تثنينا تفجيراته ودسائسه، لتفريق وحدة الصف العراقي، فالعراق قد خُلق ليكون واحداً موحداً، رغم أنوف الفاسدين والفاشلين، في معركة ملحمية كبيرة، فأيها الواهمون:آن الأوان لتنتبهوا من غفلتكم، فالوحش قادم إليكم لا محالة. 

أحدث المقالات