21 نوفمبر، 2024 8:14 م
Search
Close this search box.

مخرجات الرشيد وأزمة كركوك !!

مخرجات الرشيد وأزمة كركوك !!

من يعتقد انه انتصر في اجتماع فندق الرشيد بحل الازمة وتقاسم المناصب (المحافظ ورئيس المجلس ) واهم الى الدرجة التي ستصدمه فيها الازمة المركبة القادمة للمحافظة التي تعتبرها مكوناتها القدس العراقية .

وعلى عادة المشهد السياسي في البلاد فان من يعتقد انه  “حلحل ” الازمة أو فك عقدتها ، وإن بالإلتفاف ، سيجد نفسه أمام ازمة جديدة تزيد المشهد تعقيداً وتنتج عنه اشكاليات من المتعذر ايجاد الحلول لها  قبل الذهاب الى المربع الاول ، وهو مربع ” الديمقراطية التوافقية ” التي بنيت عليها العملية السياسي منذ انطلاقتها حتى اللحظة ، حتى ان مفاهيم مثل الاكثرية والاغلبية وعدد المقاعد تعتبر من كلاسيكيات السلوك السياسي ، لأن الارجحية المطلقة قائمة على مبدأ التحاصص الذي اعاق الحراك الطبيعي والمنطقي لأي ممارسة ديمقراطية !

اجتماع الرشيد الذي تمت فيه عمليات البيع والشراء المكشوفة ، سيكتشف عرّابوه ان لاحل في الأفق وان المزيد من الازمات قادمة في الطريق بفعل قصر النظر السياسي والتدخلات الاقليمية التي ترى في كركوك جزءً من أمنها القومي وان لم تعلن عن ذلك ، فأصابع التدخلات الاقليمية أوضح من أن يشار اليها !

لكن قصر النظر السياسي في الذهاب بصفقة الرشيد الى حدود التهميش المطلق للتركماان  والجزئي للعرب (السيادة)  والكرد (الديمقراطي الكردستاني ) معاً ، سيبقي الازمة الكركوكية على حالها بل سيزيدها سخونه بالذهاب الى مديات ازمات جديدة تنفتح عليها اللوحة السياسية في المحافظة لاأحد يعرف نهاياتها ، لأن أزمة كركوك مرتبطة بالازمات السياسية في بغداد وتحديداً على أرضية الحراك الدائر ، داخل وخارج مجلس النواب ، لانتخاب رئيساً للمجلس ، وصفقة الرشيد ليست بعيدة عن هذا الحراك ان لم تكن قائمة على قاعدته !!

المؤتمرون في فندق الرشيد يعرفون جيداً ان مخرجات اجتماعهم او صفقتهم لن تودي الى طريق السلامة وان الأخوة في المكونات التي تم تهميشها لن يغلقوا الابواب ويستسلموا بسهولة مبدأ ” هذا هو الواقع ” وعلى الآخرين ان يتعاملوا مع ” الحقائق ” الجديدة فسياسة الأمر الواقع من أخطر متبنيات العملية السياسية عموماً والازمة الكركوكية خصوصاً !

تلطيفات الأزمة ، الحالية والقادمة ، بخطاب اعلامي رومانسي عن توزيع الحقوق الذي اعلنه ” المنتصرون”  لن تبتلعه القوى المهمشة كمتسولين على ابواب ” النصر ” الوهمي ، لأن النصر في حل الازمات وليس تعقيدها والحل لن يخرج من بوابة الربح والخسارة لأنها بوابة توالد الأزمات والذهاب بالمحافظة واهلها الى طريق الفوضى ومخرجاته !!

أحدث المقالات