5 نوفمبر، 2024 4:45 م
Search
Close this search box.

مختار اوغلو … وداعا ليس ككل وداع

مختار اوغلو … وداعا ليس ككل وداع

بقلب مكسور هدّه الألم ، وبعبرة  ساحت على الوجنات ساخنة محرقة ، ودعناك يا خير مودّع ، وأكرم جثمان ..
لكنه وداع ليس ككل وداع .!!
كنا من قبل حين نودعك تعانقنا ، ونعانقك ، تقبلنا ونقبلك ، ووجهك الوضاء يشع بالأمل والعزم ، لهفي على تلك البسمة البريئة التي كانت ترتسم على محياك دوما ، في الفرح وفي الترح ، في الليل وفي النهار على حد سواء ، لهفي عليها لأننا سنفتقدها ابدا ، لهفي على مدينة الشعراء والبساتين (طوز ) لأنها فقدت ابنا بارا لها ، وجنديا وفدائيا أمينا يذود عن حماها بكل ما اوتي من قوة ، دون ملل او مهادنة او وجل وتردد ،
اليوم ودعناك يا  ( أبا محمد )  والراية الزرقاء التي عشقتها وأحببتها وفديتها بنفس وروحك ، تلف نعشك الطاهر المبارك ، في منظر يجسد عناق حبيبين صادقيين ، وفيين ، طوبى لك وانت تحتضن حبيبتك على صدرك ، في عناق أبدي ، وفيض من عشق سماوي ..
اليوم ودعناك وكل ارض توركمن ايلي تبكيك دما غزيرا ، هضاب تلعفر بساتين  مندلي ، سفوح البيات ، التون كوبرو ، اربيل ، كركوك ، كل مدن التركمان ، تبكيك اليوم بالم ، ولوعة ، وحرقة …
ايها الشامخ الكبير ، نودعك اليوم ونحن أكثر مضاءا من ذي قبل ، واشد عزما على مواصلة الدرب الذي سلكته منذ البداية وتوجت نهايته بالشهادة التي هي أسمى الجود وأقصى غاية الكرم والسخاء …تيقن أن روحك التي أرتقت الى عليين مع الشهداء والنبيين والصديقين ، سوف تبقى عنوان فداء لشبابنا الواعد ، ومنارا لمسيرة نضالهم ، منها يستمدون العزم ، ويستخلصون العبر …
نودعك اليوم ونحن نكمل المشوار الذي بدأته انت ، عازمين على بلوغ نهايته ، مهما كان الثمن ، فلقد بلغ السيل الزبى ، بعدما تمادت قوى الشر في غيها ، واستباحت بالنار والحديد مدننا ، وجوامعنا ، وحسينياتنا ، وقتلت غدرا وغيلة ، شبابنا واطفالنا ، وهدمت مساكننا على رؤوسنا ، والكل صامت أزاء ما يحدث ، والكل ينظر الينا من بعيد يعيون شامتة ،فلم يبقى لنا من ناصر ، الا ايماننا بالله أولا ، وعزيمة شعبنا ، وقرارها النهائي ، بالاقتصاص العادل من قتلة أهلنا ، ومنتهكي ارضنا …
 
نم في مثواك الاخير بين شذرات ثرى طوز ، قرير العين ، فلقد نلت مبتغاك ، فها انت مسجى بين حنايا تراب معشوقتك الأزلية ( طوز ) التي أحببتها طفلا ، وعشقتها فتى ، شابا ، وفديتها رجلا شهما مخلصا ، فطوبى لك ولها ، على هذا العناق الابدي ، الذي غدا عنوانا لمجد وتضحية عاشق صادق ووفي ، أسمه ( علي هاشم مختار أوغلو ) ..!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات