أعتقد إن من المخزي للبعض الإصرار على (شخصنة) الاخرين والتمسك بهم لـ (اللوحة) دونما سبب وجيه ومقنع بل ان من الغريب ان يستقتل هؤلاء في سبيل هؤلاء الى حد (حركان) الدم والاعصاب دون ان يكونوا قد استفادوا ماديا أو حتى معنويا من ذلك والغريب ان البعض منهم قد لايجد قوت يومه ، وفي هذا الضرب من التبعية العمياء أو..حتى العوراء ،في أحسن الاحيان ، فان أسباب هذه التبعية المقيتة تتنوع باسبابها فمنها ماهو حزبي او طائفي او قومي فيما يغفل الجانب الوطني في كثير من الاحيان، وعادة مايفقد هؤلاء في حماسهم الاعمى لمن (فرعنوه ) اخوة وأقارب وأصدقاء وجيران تمتد عشرتهم الى سنوات طويلة بسسب اختلاف وجهات النظر.. وعندما ينتهي (دور) من انحازوا اليه وطبّلوا وزمّروا له على الوحدة ونص سيجدون انهم كانوا واهمين ونائمين للظهر يحلمون بالكوابيس لأن (……. مكشّف)! وهنا أجد إن ماينطبق عليهم هو المثل الشعبي (لاحظت برجيله ولاخذت سيد علي) ولكن لات ساعة مندم حيث يكون (صاحبهم) قد……(شلع بالدخل).. !!
واتذكر مقولة لاحد الحكماء يقول فيها ” اذا اردت ان تحيا سعيدا اربط حياتك باهداف وليس باشخاص” ولعمري فان هذه حكمة ترسم خارطة طريق للعقول الراجحة التي تروم تحقيق ذاتها باستقلالية بعيدا عن الولاءات لمن يستحق او لايستحق ،وبالطبع فان الغلبة هنا محسومة للنوع الثاني الذي لايستحق ربط المصائر به وبنجاح منقطع النظير خاصة في بلداننا العربية من المحيط الثائر الى الخليج الهادر على الاقل منذ تلك الساعة التي تخلى فيها (الرجل المريض) عن امبراطوريته العثمانية وترك الحبل على الغارب لـ (إمبراطوريات) لايغرب عنها قرص الشمس حتى في ايام الكسوف الكلي ولغاية كتابة مقالي هذا أنا العبد الفقير !
لقد شهدت نهايات القرن المضي وبدايات شقيقه الحالي غياب ظاهرة القائد الاوحد والكاريزما الذي يبدع في (تجييش) الملايين لتلميع صورته بـ (صبغ ابو التمساح) ! فتؤلف له اغاني التمجيد الهابطة ويصدح في مدحه أشباه الشعراء ويروج له المنافقون من المنتفعين وشذاذ الافاق ليجعلوه في منزلة لاتدانيها منزلة منذ ان وطأت أقدام أبونا آدم وحرمه المصون حواء الارض مطرودان من جنة الرحمن لعصيانهما الاوامر ! فيما تستعر نار شعبه تحت الرماد وهو (بايز من جوه خالص) على حد رأي عادل امام ! .
نعم ، لقد ولّى الى غير رجعة زمان الفوهرر ورضا بهلوي وموسوليني وستالين وفرانكو وصدام حسين وحافظ الاسد والحبيب بو رقيبة ومعمر القذافي صاحب (مهزلة) الكتاب الاخضر ومؤسس أول ما يسمى بنكتة الجماهيرية الاشتراكية العظمى التي تعد من أتفه واسخف تشكيلات الدول على مرّ التاريخ والتي (متعرف ايده من رجلهه) وظل هذا المعتوه على (خبالاته) حتى وضع بضعة صبيان من (ثوار) بلاده حدّا لحياته المثيرة للجدل وهو يترجاهم بأن لايأذوه دون ان يدري بانه ضيّع لبنه في ربيع محمد البوعزيزي وليس في الصيف كما يقول المثل العربي !
وفي العراق حاول (البعض) من سياسي الزمن الاغبر والإمعات إستنساخ هذه التجارب الفاشلة تاريخيا فحاولوا نسج هالة من العظمة الكاذبة على (عمّهم) الملهم وبانه الوحيد القادر على حل مشاكل البلد مطالبين بولاية ثالثة له ،وربما رابعة وفق تصريح (عبوسي) صاحب مبادرة استنساخ (الحجي) ،على الرغم من عجزه عن ..(تفريط رمانة) وان جلّ انجازات ( مختار العصر و..المغرب أيضا) لم تتخط تفشي الفساد والمحسوبية وتردي الخدمات وانهيار البنى التحتية وانعدام الامن وانتشارالسرقات وفقدان البلاد لثروتها القومية ، أما الطامة الكبرى فقد كانت تسهيل (مهمة) عصابات داعش في العراق بسبب افتقاده الخبرة وتكليف قادة معظمهم (دمج) غيرمهنيين لادارة العمليات العسكرية ، إلّا هؤلاء المطبلين فشلوا فشلا ذريعا في (تمشية) مشروعهم المشبوه في استمرار النهج القاتل بعد 8 سنوات قضاها (أخينا) على الكرسي ولم (ينطيها) الا بعد ارادة وطنية وشعبية ودولية جارفة أيقنت بضرورة التغيير فأذعن لها صاغرا لينزوي في منصب إن حضر لايعدّ وان غاب لايفتقد ، ومن المثير ان يشاركه (المكان) اثنان من ألدّ اعداءه الذين طالما ظل يتهمهما بابشع التهم ، أبرزها الخيانة والعمالة لجهات خارجية ، طيلة الفترة الماضية وحاول في أكثر من مرة ان يهدر دمهما ولم ينجح.. لكن السياسة ترفض المستحيل ولا حدود فيها للتنازلات الاخلاقية طالما أنه سيبقي في الصورة بأمل العودة الى رأس الحكومة ثانية .. لكن الامر لايعدو عن كونه حلم إبليس بالجنة حتى لو أصبح وكيلا حصريا للتفاح الامريكي الاحمر المستورد في الشرق الاوسط .. واللبيب من الاشارة يفهم !!!!