على الرغم من عدم وجود تأكيدات قاطعة – مصدرها جهات معتمدة – على مسؤولية الهواتف النقالة في تسببها بتعريض مستخدميها لأمراض معينة، فإنَّ خشيةَ الأفراد تزداد يوما بعد يوم من مخاطرٍ صحية محتملة الوقوع من جراء استخدامهم تلك الأجهزة الذكية التي انتشرت في الأعوام الأخيرة بشكل لافت للنظر. ويبدو أنَّ تلك ا لمخاوف مردها إلى ما ظهر من عشرات الدراسات والإستبانة التي أجرتها جامعات عالمية ومراكز بحثية رصينة، والمتضمنة في أغلبها تحذيرات من التأثيرات المباشرة لاستخدام الهواتف النقالة أو الذكية مثلما يشار إليها أحيانا على صحة الإنسان، فعلى سبيل المثال لا الحصر أظهرت إستبانة أجرته إحدى أكبر الجامعات الغربية أنَّ النومَ بجانب الهاتف النقال يفضي إلى جعل مستخدمه في مواجهة صعوبات تكدر نومه؛ نتيجة الاعتقاد بإرباك الهاتف عملية إفراز مادة الميلاتونين في الدماغ المعروفة طبيا بعلاقتها في تنظيم النوم.
دراسة أخرى تؤكد نتائجها تسبب الهاتف النقال بأضرارٍ شديدة الأثر في الدماغ بفعل ما يصدر عنه من موجات بمقدورها، التأثير في المخ، والتسبب بعدم مقدرته على إجراء أعماله بشكل صحيح، فضلا عن تنويهها إلى زيادة الخطورة والضرر مع الوقت؛ لذا أوصت الدراسة المشار إليها آنفا بوجوب الامتناع عن تعريض الأطفال لتلك الموجات من أجل تجنيبهم ما بوسعه من الأضرار التي تؤثر في النمو السليم للمهارات العقلية، مع العرض أنَّ تلك الآثار تكون أضرارها أكثر شدة من البالغين، فيما خلصت دراسة جرى إنجازها في أحد المراكز البحثية إلى تأثير الهاتف النقال في نفسية مستخدمه، وتعريضه للإصابة بالقلق والاكتئاب وعدم المقدرة على النوم بشكل صحي، بالإضافة إلى تسببه في جعل خلايا الدماغ أكثر قابلية للإصابة بسرطان الدماغ. كذلك نوهت دراسة أخرى إلى مخاطر الهاتف النقال التي تؤذي جهاز المناعة لدى الإنسان، والذي من شأنه المساهمة في زيادة فرص إصابة مستخدمه بمختلف الأمراض.
المثير للاهتمام أنَّ الغموضَ الذي يحيط ما ظهر من بحوث ودراسات بخصوص المخاطر المحتملة لاستخدام الهواتف، يُعَدّ بمثابة جرس إنذار لمخاوفَ يصعب تحديد أضرارها حاليا، مع تزايد الظنون باستمرار تطور تأثيراتها شديدة الخطورة، فإشارة دراسات عدة إلى ما يحتمل أن يظهر من مخاطر بسبب تراكم الجراثيم والبكتيريا على الهواتف النقالة في حال إغفال تعقيمها بشكلٍ دائم، وبخاصة قبل استخدامه، تبدو أمرا مقبولا، وقد يفضي إلى انتقال الأمراض، فضلًا عن التسبب العديد بما تباين من الأضرار على الأذن والرقبة واليدين.
أحدث الدراسات المعنية بهذا الأمر، توصلت إلى أنَّ الهاتف النقال يصدر إشارات راديوية لاسلكية إرساله واستقباله المعلومات من الأبراج الخلوية المحيطة، والتي تشير دراسات عدة إلى أنَّها ترددات قد تكون خطرة؛ لذا تبنت بعض الإدارات الصحة مهمة إصدار بعض المبادئ – التي وصفت بالتوجيهية – إزاء سلامة استخدام الهاتف النقال، لكن الأدهى من ذلك هو ما كشفته تلك الدراسة من أمور مخيفة للغاية، والتي من بينها أنَّ ” الاستخدام طويل المدى للهواتف الخلوية قد يكون مرتبطا بأنواع معينة من السرطان والآثار الصحية الأخرى “.
في أمان الله.