22 نوفمبر، 2024 5:00 م
Search
Close this search box.

مخاوف الخليج وهواجسه الإقليمية..؟!

مخاوف الخليج وهواجسه الإقليمية..؟!

لم يبقَ للعرب غير السعودية حائط مبكى أخير، لأن مصر وبقية دول الخليج العربي تعيش مخاوف وهواجس لا تقل عن مخاوف وهواجس الآخرين، وهو- أي الخليج- في وضع لا يحسد عليه. فمن الناحية المادية وبسبب تلاعب إيران وبعض القوى العظمى بأسعار النفط ستتعرض الأسواق النفطية لانتكاسة جديدة، ستنخفض معها أسعار النفط، سيما في ظل اكتشاف النفط البديل “الصخري”. يولد ذلك ضيق العجز عن الوفاء بالتزامات داخلية وخارجية.
سياسياً دول الخليج العربي مشلولة الإرادة بالوجود العسكري الأجنبي. ففي الخليج وعلى تخومه البحرية، تجثم القوة العسكرية الغربية بمشروعات التغيير التي تُلوَح بها فتهدد أنظمته ووحداته الجغرافية. ولقد استنزفته وهي تستنزفه كل يوم، فهو ضائع ما بين مشاعره ومصالحه، مهدد في كياناته وأنظمته وثرواته، قراره الوطني ليس حراً، وكذلك إرادته، ونحسب أنه يلعن اليوم الذي استجر أميركا لاستعمار وتدمير العراق.
في مواجهة هذا الواقع لا نستطيع أن نطلب من أهلنا في الخليج العربي الكثير من دون أن تبني معهم جسور الثقة أولاً حتى يكونوا مستعدين لذلك القدر المشترك والضروري من وحدة الموقف السياسي لمواجهة واقعين خطيرين: الاحتلال الأجنبي وظهيره الفارسي، ووفرة الموارد وسوء التوزيع، ومعهما إسرائيل.
نعرف أن هنالك مسؤولية كبرى تقع على تلك السياسات قصيرة النظر التي سبقت احتلال العراق، سواء في هدر الإنفاق في ما لا جدوى منه، أو في استخدام المال وسيلة لتليين المواقف العربية وتطبيعها في مواجهة الخطر الإسرائيلي والفارسي.
إذن، فإن من صواب الرأي اليوم تفهم موقف الخليج العربي والسعي الهادئ لاستعادته وبناء ثقته بنفسه وبمحيطه وإخوانه، لا زرع المزيد من المخاوف والهواجس والوساوس التي تسترهنه أكثر للإرادة الخارجية غربية كانت أم فارسية.
وهنا نعود إلى موقف الحكومة العراقية التي أخفقت متعمدةً في أن تبني ثقة أو تستعيد ثقة. إنها المسؤولة عن مواقف التشنج والخوف الذي زرعته وتزرعه بخطابها السياسي محدود الرؤية أسير القرار الفارسي والطائفي. فبدلاً من التهديد والاتهام والتحريض على قلب الأنظمة الخليجية، من خلال إيواء معارضتها الطائفية المسلحة في معسكرات مدن عراقية متاخمة لحدود السعودية والكويت. نقول هذا دون أن ننسى معاناة شعب العراق الذي يدفع ثمن أخطاء كل الأطراف من دون أن يكون مسؤولاً عنها أو شريكاً فيها.
لا بد لكل أطراف العمل العربي اليوم. من تبديل اللغة واللهجة والأسلوب، وتبديل القيادات التي لا تستطيع أن ترتقي إلى مستوى المصارحة فالمصالحة. بدل الجِماع الغير شرعي في فراش غير شرعي بين هذا المسؤول أو المسؤولة العراقي (الغير شرعي) وبين نظيره أو عشيره الخليجي لينتج أو يلد (قرار أو موقف زنى وسِفاح) يدفع ثمنه الشعب وليس النظام.
إنكم جميعاً أمام مستقبل أسود، فهل تملكون الشجاعة، لتغيير ما أوصلكم إلى هذا الذي أنتم فيه..؟

 

أحدث المقالات