22 ديسمبر، 2024 11:54 م

تشير الأحداث التي تجري وتأثيرها على مجتمعاتنا نجاح المستشرقون بجني ثمار دراستهم للحالات الفكرية, وطبيعة البشر, وما هو الذي يؤثر بها, وسبل التأثير على الفكر الإسلامي, للتنحي عن العقائد والمبادئ والأعراف, وقسمت فئات الشعوب العربية منها حسب العمر, والأخرى حسب الطبيعة الجغرافية للعيش, والمستوى الثقافي.

قسم الإستعمار حسب المصالح الوطن العربي الإسلامي إلى دول, تفصلها حدود عن بعضها, وتحريف عقائده ودياناته, لخلق تنافر روحي وفكري بين شعوبه وشعوب الدول الإسلامية الأخرى, ولم يقتصر على هذا الحد, بل دخلت حدود البلد الواحد, لتقسيم الجمهور فيه, حسب العقائد والمذاهب, لتثبيت مخالب الفكر المتطرف لأعداء الإنسانية.

وجدوا طريق التسامح والإيمان, وحب لأخيك ما تحب لنفسك, الباب الذي يستطيعون الطرق عليه, بإسلوب معين لفتحه, وسنوا له مفاتيح خاصة للدخول إلى قوقعة أفكار البعض, و تثبيت مخالبهم الفكرية في أذهانهم, وأعدتهم خلال سنوات طالت ليكونوا قنابل موقوتة, يوقدونها حيثما يشاءون, وسلمت مفاتيحها ليد الصهاينة, أداة التحريك الإستعماري الذي إحتوته الملوك المتخلفة, وبعض رؤساء الدول والعملاء, الذين تسلطوا على شعوب دولهم.

أصبحت مواطن خصبة, تطفلت وترعرعت فيها بذرة العدوانية والتفرقة, التي أدت إلى تنافر الشعوب, وفتح فجوات بين الشعب الواحد وشعوب المنطقة, مما عزز التأثير على طبقات الشباب, الذي يسعى لطلب العلم و الثقافة والتطور, وهم جيل المستقبل, أعدت حبالها وأشواكها لتطوقها بهم, وترسم لهم مشاهد ودروس لنقل أساليب الرذيلة والفحشاء, وهدم الشخصية, لتجعل من بعض الشباب العربي يعيش مرحلة الخنوع والذل والتراجع, كما نشاهد الكثير منهم عبارة عن لوحة إعلانات, يرسم عليها ما يشاء.

معد فكريا لكل التأثيرات, لتغيير شكله الخارجي, وما تريد منهم كالملابس وما دون عليها, من عبارات لا يفقهونها, لكن يستسيغوها, والهندام وقصات الشعر, ويتجولون ويتسكعون في شوارع مدنهم وبيوتهم, وفي التدريج أصبح قسما منها مستساغ, بين الجمهور والعوائل المحافظة والمتعففة, رغم أنها متمسكة بالعقائد والأديان والشعائر.

أستغلت الظروف للإعلان على أن هؤلاء المتخنثين, وأشباه الرجال هم من حسم المعارك, وأقتبست لهم صورة البطل صاحب السواعد السمراء, والمهيمن الذي تهتز تحت أقدامه عنفوان الأعداء, وتنحني الجبال لشموخه, ذات الطاقة والهيبة.

هذا نوع من دغدغة المشاعر, ليستمر المشروع الفكري بسلب الرجولة والشجاعة, والمثل العربية حصيلتها مستقبل أبناء أبناءنا, والأجيال القادمة في مديات بعيدة, بعد حين سيجدون قادتهم ومثلهم ومن ترسوا عليه الأخلاق والمبادئ والقيم, عبارة عن حثالة متخلفة من أشباه الرجال, فقدت كل القيم, لكن طوقوها بهالة البطل الشجاع, المنقذ للأمة.

نعم يستسيغها حثالة الملوك, والرؤساء في بعض الدول, لأنها صورت حقيقتهم, التي يتستر عليها الزي العربي, وطأطأت رؤوس العروبة, فتكسرت فناجين القهوة العربية, وذابت دلالها من شدة حرارة الغيض, وأبت أن تسقيهم, إلا أنها لم تسلم, بل إستبدل معدنها بآخر يماثل طبيعتهم وخستهم.

حذاري يا شباب العراق تطوقكم المخالب, وألسنة اللهيب الفكري الحاقد, والإنجرار نحو الهاوية, إختارنا الباري لنكون مظلومين لا ظالمين, وإتباع مثل وأخلاق الرسول وآل بيته الأطهار (عليهم الصلاة والسلام), نتعلم روح الأخوة والبطولة والشجاعة من كربلاء, ونتجه حيث القبة البيضاء في النجف الأشرف, لنجد شعاع الفكر والعقيدة يحيط بالعتبة العلوية, يتمثل في الحوزة الدينية ورجالها, ومكاتب السادة العلماء ورجال الدين ورموزها, أرض خصبة لإحتواءكم وتقويمكم فكريا وعقائديا, ونبذ كل العادات, وما يبث من الغرب يسعى لإلحادكم. وقطع الأواصر التي تربطكم بالعقيدة المحمدية.