26 نوفمبر، 2024 1:49 م
Search
Close this search box.

مخاطر الغزل الايراني الاميركي على العراق ودول المنطقة

مخاطر الغزل الايراني الاميركي على العراق ودول المنطقة

الغزل الايراني الاميركي ، وإتصال الرئيس الاميركي أوباما مع الرئيس الإيراني روحاني ، والتفاهمات التي يمكن ان تحصل بين طهران وواشنطن ، عقب هذه التطورات الدراماتيكية ، تحمل اشارات تخبيء خلفها الكثير من المخاطر على مستقبل المنطقة والعالم، وربما يكون العراق البلد الأكثر تضررا من هذه التفاهمات، بل أن الأمن الدولي من وجهة نظر محللين ومتابعين لأوضاع المنطقة ، يتعرض الى خطر محدق، إذا ما بقيت واشنطن تفكر بهذه الطريقة غير المسؤولة عن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم .
الصحافة الاميركية لم تخف غضبها وسخريتها من الضعف والوهن في تعامل رئيسها / أوباما / مع سياسات العالم وملفاته الشائكة على هذه الطريقة التي تجري بها، وكأن أميركا ليست دولة عظمى تدعي سيطرتها الكاملة على مقدرات  العالم، ومنها أزمة سوريا والملف النووي الإيراني والملف العراقي، وبدأ أوباما وهو شخصية ضعيفة مترددة ليس لديها القدرة على إتخاذ القرارات الصعبة، على عكس خلفه، جورج بوش الأب والإبن، وقد اسهبت الصحف البريطانية من جانبها في عرض جوانب الضعف والتردد والوهن من جانب الرئيس الاميركي اوباما أزاء ملف إيران النووي وبروز ضعفه ووهن قرارته وأسلوب تعامله الواضح للعيان في التعاطي مع ألازمة السورية .
ويرى محللون ومتابعون للشأن الإيراني أن قبول الرئيس الامريكي أوباما التحاور مع ايران ومحادثة الرئيس الايراني روحاني مؤخرا ، تحمل بين طياتها توجها امريكيا يحاول تهدئة الاوضاع ليس من اجل السلم العالمي ، بل من أجل رسم خارطة توزيع للمصالح الاميركية ، مع اعطاء لقمة سائقة لمن يبدي تعاونا مع واشنطن في تركيع دول المنطقة ، والعمل على اضعاف كياناتها واسقاط أنظمتها ودولها الواحد تلو الآخر، وهي محاولة من طهران لتجنب اية ضربة اميركية بعد ان أبدت واشنطن تصعيدا في الازمة مع طهران، واذا بها تنفرج بقدرة قادر، وتعيد تقييم علاقاتها مع طهران ازاء برنامجها النووي ،وقد شعرت طهران انه بعد الموقف الاميركي من سوريا ،ان الطريق يبدو سالكا باتجاه طهران، وان الولايات المتحدة  قد تضع ايران في برنامج الاستهداف المقبل بعد سوريا ، لهذا راحت ترسل إشارات الغزل الى واشنطن ، وبخاصة مع أعلى القيادات الإيرانية متمثلة بروحاني الذي تولى السلطة في ايران قبل شهر ، بل ان الغزل الاميركي بدأ قبل هذه الفترة منذ ان ساعدت روحاني على الترشح ليكون رجلها الاول في المنطقة او من يمثل لها مخرجا من الازمات ، ولهذا فأن ترشيح روحاني لم بكن اعتباطا بل جاء وفق سيناريو ايراني أميركي لترطيب اجواء العلاقة بين الطرفين، رغم انها شهدت حملات اعلامية تراشق فيها الطرفان الاتهامات وتبادلا علامات التهجم والاستياء من سياسات كلا الطرفين الى ان انتهت الوقيعة بينهما الى وغزل وغرام، أشعر الأطراف الاخرى في المنطقة، بعضها أوساط من دول الخليج واوساط عراقية ان التفاهم الايراني الاميركي هذا لابد وان يترك تاثيرات ضارة على مستوى مستقبل المنطقة التي كانت تتمنى ان تجد ايران عينا حمراء من امريكا على نشاطاتها المريبة في المنطقة وسعيها للسيطرة على مقدرات العراق سوريا ودول الخليج، واذا ما جرى اي تفاهم او ترتيبات بشأن مستقبل المنطقة بطرق ثنائية، فان دول المنطقة وشعوبها ستنظر الى تلك العلاقة المريبة بنوع من القلق على المستقبل، وفيما اذا كانت واشنطن ستسير بهذه العلاقة مع طهران الى مرحلة لابد وان تكون وبالا على دول المنطقة.
ويبدو من خلال استقراء بوادر الغزل الايراني الاميركي ان المنطقة تتجه نحو مزيد من التدهور والفوضى ، وان العراق سيكون من أكثر دول المنطقة تضررا من هذا التفاهم المريب، وان ابتلاع العراق سيكون أمرا سهلا على إيران، بعد ان تكون قد تفاهمت مع الولايات المتحدة على مستقبل هذا البلد الذي تتقاسم كل من واشنطن وطهران النفوذ فيه للتحكم بمقدراته على هواها. 

أحدث المقالات