18 ديسمبر، 2024 4:48 م

مخاطر الإبتزاز الوظيفي

مخاطر الإبتزاز الوظيفي

من الطبيعي أن المشكلات المجتمعية تنتشر في المجتمعات بسبب فقر الأخلاق وضعف دور القانون الصارم وكذلك عدم وجود ارادة حقيقية في دفع المخاطر التي تغير بل وتسلب السلم المجتمعي والحياتي .
المخاطر التي أتحدث عنها اليوم هي الأنياب الوحشية التي تهدد الفتيات بوظائفهن…. مثلاً يتحدث المدير مع موظفته قائلاً: مستعد أن أقدم لكي حاضر جيد ومستقبل مريح لكِ ولعائلتك… ويبدأ في تقديم المغريات مثل تقديم المال وشراء سيارة أو رقم على شيك أبيض وذلك ضمن عملية غسيل دماغ للفتاة لكي تصل الى مرحلة الرضوخ لرغبته، خاصة إذا كانت الفتاة بحاجة الى العمل.. فتشعر المسكينة بالفرض والرفض لكنها قد تعطيه الموافقة وكأنها تأكل العسل وفيه السم … أما النساء الأرامل والمطلقات اللواتي يذهبن إلى الدوائر لمباشرة أومتابعة معاملاتهن ويتعرضن للإبتزاز فحدِّث ولاحرج ، الواحدة منهن قد تُلغى معاملتها أوتتلكأ فيها الإجراءات الإدارية والقانونية لعدة أيام بهدف وضعها تحت التهديد، وهذا التهديد ليس بالسلاح بل بالإبتزاز عن طريق “العرض والطلب” فالمسؤول أو الموظف في تلك الدائرة يُقَّدم عرضهُ للمرأة الأرملة أو المطلقة لكي يحصل على غرضه منها ومثل مايقال لكل شيخ طريقة.. وهذه الطريقة تعتبر تعنيف ضد المرأة لأنها تؤذي وتقتل المرأة وتنتهك كيانها وشرفها.. وكثير من النساء تضطر للموافقة من أجل إتمام طلبها وإلا ستُهمل أوراقها وتصبح في سلة المهملات وهذا مايحصل عندما تعتز المرأة بنفسها لأنها قد لاتملك شيء في حياتها إلا شرفها وهي غنية فيه وليست مستعدة أبداً أن تبيعه خاصة لفاسد يمارس عملية الإبتزاز ضد النساء لكي يأخذ رغبته ويحصل على لذته مستغلاً المنصب أو الوظيفة لإيقاع المرأة بين أنيابه الجارحة .
إن مثل هؤلاء يعكسون صورة موت الضمير الذي كان يوماً حي وذهاب الأخلاق والمُثل التي تربى عليها الجيل القديم حين كان الرجل يعتبر البنت أو الزميلة أو الجارة بمثابة الأخت يسندها ويحميها إن تعرضت لموقف سيء، أما اليوم بدل أن يحميها يهددها في العمل أو الشارع أو الموقع الإلكتروني.. وكثير من الفتيات يقعن ضحية لذلك الإبتزاز الحقير الذي ينم عن تعفن الذات الإنسانية، فالفتاة لاتسلم في عملها مثلاً من القرف الذي يسمى “ابتزاز” وأحياناً تغادر عملها لذلك السبب .
العمل عبادة وهذا ماعرفناه، لكن هنالك مظاهر بدأت تنتشر وترتفع مثل القمامة ولنا أن نرى كيف القيمة تحولت من العبادة إلى القمامة .
للأسف كان هنالك قيم أخلاقية تعيش لكنها بدأت تموت وتكاد تكون نادرة لدى بعض الناس .