23 ديسمبر، 2024 11:45 ص

مخاطرة الخيانة.. وعوائد الإقليم..!!!‎

مخاطرة الخيانة.. وعوائد الإقليم..!!!‎

اللاعبون الأقوياء، لهم القدرة- وحدهم- على الوصول إلى غاياتهم، من خلال تجنيد الحمقى، وإستفزاز الجبناء، وإستحمار الطائفيين والنفعيين، والتلاعب بمشاعر الضعفاء.
كما الحرب بالإنابة، هي لعبة الأقوياء؛ فإن الموت بالنيابة هواية الأغبياء، الذين يقاتلون، ويستبسلون في سبيل تحقيق أهدافاً لغيرهم، وأن يكونوا وسط مرمى لخصمين، يعدانهم في الحقيقة خصماً مشتركاً لهما.
الإرهاب وسيلة ناجعة، وستراتيجية ناجحة، إستطاعت أمريكا من خلالها، القيام بكثير من حروب الجيل الرابع، التي تقوم على أساس تحقيق أهدافها، والوصول إلى مراميها، بواسطة الغير، من خلال: تجنيد بعض الساسة، ووسائل الإعلام، وفق مبدأ خلق المشكلة، والبحث عن الحلول- المعدة سلفاً- وإظهار نفسها- إمريكا- بمظهر المنقذ، وأنها سبيل الخلاص الوحيد. غباء بعضاً من الكرد، وسذاجة بعضاً من العرب، وجهان لعملة واحدة، والتي هي عمالتهم جميعاً، وخيانتهم لوطنهم ولشرفهم ولشعوبهم؛ فقد كشفت المواقف، وأسفرت الأحداث، عن زيف وطنيتهم، وجوانبها العارية.
بوابة كردستان العصية – دوما- على العرب من الباحثين عن عمل، أو من النازحين- لدواع أمنية- من جهة، نجدها مفتوحة على مصراعيها؛ أمام الإرهابيين، والفاسدين، والمتآمرين على أمن وسلامة العراق والعراقيين، من الداخل والخارج، من جهة أخرى.
ساسة كرد، جعلوا من الإقليم بمثابة( صكر إفيلح) بالنسبة إلى العراق- الذي لم يصطد لأهل بيته إلا العقارب والأفاعي، على العكس من صقور الآخرين التي كانت تصطاد لهم الطيور والأرانب وغيرها.
بعد أن جعلت حكومة إقليم الشؤم هذه ، من فنادقها ملاذاً أمناً للمتآمرين على العراق، وبعد أن أمنت طرق الإمداد لداعش، وبعد تزويدها لإسرائيل بالنفط العراقي، سمحت اليوم بدخول ثلاثة أفواج قتالية تركية، الى معسكر الزيلكان بدعوى المساهمة في تحرير الموصل من داعش.
سابقة خطيرة، وعدوان سافر على العراق، وخرق لسيادته، وإستخفاف مهين ببطولات أبناءه، الذين أثبتوا قدرتهم على تحرير جميع أراضيهم، دون الحاجة إلى أي قوة خارجية.
إنها لعبة الموازنة بين المخاطرة والعائد، التي أوهمت بها أمريكا، الإنتهازيين من الكرد، فقد بدأت حكومة الإقليم، بقطف ثمار وعوائد مخاطرتها بخيانتها للوطن، وتواطئها مع أعداءه، من خلال ضم كثير من الأراضي المتنازع عليها، وتوجت تلك العوائد بمسرحية تحرير سنجار؛ التي تحررت دون قتال, بحيث تلاشت عصابات داعش منها، دون ان يرصدها أحد, وسلمتها إلى البيشمركة، كما سبق وأن غادرتها قوات البيشمركة، وسلمتها لهم.
تحديات بهذا الحجم، وتطورات بهذه الجسامة، تتطلب وجود حكومة قوية، وقرار سياسي حاسم وجريء، إذ لا يمكن لهذه الحكومة، أن تهزم خصمها، ولا أن تتغلب عليه، إلا بإمتلاك أسلحة كأسلحته، وإنتهاج سبيل، كالذي سلكه، من خلال الموازنة بين المخاطرة بالسماح للطيران الروسي، بضرب قطعات داعش- التي هي مصدر القوة الحقيقية للإقليم، والخونة الإنقلابيين من العرب- والعوائد المتآتية من ذلك، بتحقيق أهدافها بواسطة الآخرين.
قرارالسماح لروسيا بالمشاركة، سوف يعود على الحكومة والبلاد بعوائد جمة أهمها:
1-إعتبار هذا القرار قراراً سيادياً؛ كونها المشاركة الوحيدة لقوات أجنية، أخذت بنظر الإعتبار سيادة العراق على أراضيه وجاءت بطلب رسمي من حكومته المركزية.
2-تمكين قطعات الجيش العراقي، وفصائل الحشد الشعبي، من ملاحقة فلول داعش والقضاء عليها.
3-لجم السياسيين الذين يقفون حائلاً دون إتخاذه؛ من خلال تجريدهم من- داعش-قوتهم الحقيقية.
إلى السيد العبادي أقول، أصدع بما تؤمر، إضرب بيد من حديد، وإنتهز الفرصة قبل فواتها، فإنك لا تجازف بمستقبلك السياسي فحسب؛ بل إنك تراهن على حاضر ومستقبل العراق ووجوده.