3 ديسمبر، 2024 9:09 م
Search
Close this search box.

محي الدين ابن العربي فيلسوف من المجتهدين ام من الضلالة ؟

محي الدين ابن العربي فيلسوف من المجتهدين ام من الضلالة ؟

تنازع المفكرين والعلماء ورجال الدين حول شخصية ابن العربي فمنهم من اتهمه بالزيغ والضلال ومايصدر من عرفان في كتبه مخالف بل بعضا منهم كفرّ بما جاء من بيان احكامه وارائه والبعض الاخر وضعه فيلسوف وشاعر عصره ونابغه لاتتكرر في الوجود الانساني , ولد محي الدين ابن العربي في مرسية في الاندلس في شهر رمضان سنة 1164م ، وعاش ابن العربي بقية عمره معلما وفقيها في سوريا وله مجالس العلم والموعظة حتى أن توفي في دمشق سنة 1240 م ، ودفن في سوريا عند سفح جبل قاسيون , بلغت مؤلفاته 800 كتاب ولم يبقى منها سوى 100 كتاب هذا مادلت الاحصائيات بخصوص كتبه وابحاثه , وله كتابان عن الائمة الاثني عشر لها اثر كبير ,وقد وصف الائمة الاثني عشر وصفا رائعا من البلاغة والمعنى ووصفهم بالنير الجلي والنجب الثاقب والجوهرة القدسية وعن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قال ثمرة شجرة اليقين سيدة نساء العالمين المعروفة بالقدر والمجهولة بالقبر قرة عين الرسول الزهراء العذراء البتول صلوات الله علي , ريحانة رسول الله رابع الخمسة العبائية عارف الأسرار العمائية موضع سر الرسول ، يتحدث ابن العربي عن سيرته وكيف عالج مرضه وانتقل بذلك الى زهو الاسرار وعالم الفكر وخازن الاعلام ، اذا يحكي انه مرض مرضا شديداً في شبابه وبينما كان طريحا على الفراش بسبب الحمى رأى في منامه أنه محاط بعدد ضخم من قوى الشرالمسلحين الذين يريدون الفتك به ، وفجأة يظهر رجل قوي مشرق الوجه يهجم على تلك الارواح ولايبقى لها اثراً ، وعندما سأله ابن العربي : من أنت ؟ قال الرجل انا سورة يس .بعد ذلك استيقظ ابن عربي ليجد والده جالسا بقربه يتلوعليه سورة يس، ولم يلبث أن شفي من مرضه بعد ذلك وتعتبر هذه اشارة لاستعداده لدخول عالم الفلسلفة ، في هذا المقال البسيط لايسعني ان اذكر كل شاردة وواردة وجميع اراء ابن العربي وتعليقاته ونتقاداته وبعض من فرضياته الازدواجية لاتساع حجم ماكتبه ودونه في كتبه من مقالات وافكار بعضا منها مخالفا للعقيدة وفيها من المبالغة والافتراء والتعصب مما سبب له اعداء وتهجم عليه كبار الفقهاء والعلماء من الاولين والمتأخرين واتهموه بأوصاف قاسية خلال فترة حياته المليئة بالغرائب والعجائب, ذكر ابن العربي اكثر من مرة أن كتابه (فصوص الحكم ) قد املاه عليه الرسول صل الله عليه واله وحاشا رسول الله أن يفعل ذلك ،أن يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام ، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته , وقوله بنجاة فرعون في الآخرة ,وحكمه بالايمان أما ابن العربي فيرى عكس ذلك تماما عافانا الله، حيث قال ‘قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق، فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث، لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام، والإسلام يجب ما قبله’) فصوص الحكم (ص 178 و188 ) وذهابه إلى أنّ النظر إلى الغلمان الحسان الوجوه له مدخلية في السلوك إلى الله، وهو مذهب جماعة من المتصوّفة يبتدؤون سيرهم وسلوكهم بالتأمّل في صفات الصبيان والغلمان ذوي الوجوه الحسان ولايختلف الامر في مسألة النبي موسى عليه السلام ! وأن موسى إنما أنكر على هارون لكون هارون نهاهم عن عبادة العجل] انظروا إلى قلب الحقائق، فقد جعل التوحيد شركاً والشرك توحيداً، وجعل إنكار موسى لهارون كأنه قال لهارون: لماذا لم تتركهم يعبدون العجل؟ وهذا مخالفة صريحة لصريح القرآن، فهل بعد ذلك متأول لمثل هذا الرجل؟ سبحان الله! [وأن موسى إنما أنكر على هارون لكون هارون نهاهم عن عبادة العجل؛ لضيق هارون، وعلم موسى بأنهم ما عبدوا إلا الله تعالى الله عما يزعمون، يعني: حينما عبدوا العجل ما عبدوا إلا الله، هذا مذهب ابن عربي؛ وايضا يرى ابن العربي ان اهل النار ينعمون في النار وكأنهم دار نعيم لادار جحيم واما اهل النار فمالهم الى النعيم ولكن في النار إذا لابد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون بردا وسلاما على من فيها وهذا نعيمهم, وأما المطاعن على إبن العربي من أقواله في كتابه الفتوحات المكية فكثيرة جداً ولكننا نكتفي بما أورده المحدّث الحر العاملي أعلى الله مقامه في كتابه القيّم الموسوم ما ذكره في فتوحاته حيث ادعى فيه أنه أسرى به إلى السماء تسع مرات في كلام طويل يتضمن كيفية الإسراء ويظهر منه أنه يدعي المزية ناهيك على انه رأى الخليفة ابو بكر على العرش بعد أن كان يراى في كل سماء واحدا من الانبياء فكانت مرتبة ابو بكر بزعمه هي اعلى المراتب، ما ذكره فيها من أن الشيطان خدع الشيعة خصوصا الإمامية أنه ينبغي محبة أهل البيت حتى تجاوزوا الحد فأبغضوا بعض الصحابة وسبوهم وتوهموا أن أهل البيت يرضون بهذا , وايضا ما نقله عنه شارح الفصوص من أنه جلس تسعة أشهر في الخلوة لم يأكل طعاما وبعدها أمر بالخروج وبشر بأنه خاتم الولاية المحمدية ،التتبع لطريقته وكتبه وآثاره فإنه يظهر منها مباينته لمذهب الشيعة الإمامية وخروجه عن طريقتهم بالكلية والنزاع في شخصية ابن عربي لايقل ضرورة بالنزاع عن ارائه وزعم البعض انه من كبار اولياء الله بل قال بعظهم انه خاتم الأولياء , ومن العلماء من ادعى أنه ناصبي ملعون كافر زنديق ووصف باكثر من ذلك ومع ذلك فنحن واقعين بين امرين بين هذا وذاك , اما رأي الشيعة في اراء وشخصية ابن العربي فهي متفاوته وغير متفقة على وصف ثابت وننقل بعض هذه الاراء لما لها من اهمية فعلماؤنا غير متّفقين في تقييم هذا الرجل؛ فبعضهم يرفعه إلى مصاف الأولياء الصالحين، وفيهم: السيّد الخميني، والسيّد محمّد حسين الطهراني، وبعضهم يهبط به إلى مصاف النواصب المنحرفين، ويسمّيه بـ(مميت الدين)، كالشيخ أحمد الأحسائي وجميع تلامذته وأقطاب مدرسته، وبعضهم متوقّف فيه، متحيّر في أمره، كبعض فقهائنا المتأخّرين امثال السيد الشهيد محمد باقر الصدر واية الله الخوئي قدس الله ارواحهم الطاهرة ،وكان الملا صدر الدين الشيرازي صاحب كتاب ( الاسفار الاربعة ) من اوائل من احس الضن بأن العربي , اما رأي السيد السيستاني في عرفان ابن العربي وكانت الاجابة بمايلي ( انا بخصوص المعارف الاعتقادية على منهج تكابر علماء الامامية قدس اسرارهم الذي يكون مطابقا لآيات القران الكريم وروايات اهل بيت العصمة عليهم السلام ولا اؤيد المنهج المذكور اعلاه ) هذا جانب يسير من رحلة طويلة تكللت عن مفارقات وعرفان ونهج محي الدين ابن العربي الذي شغل العالم الاسلامي واحدث مواقف متشنجه لدى الفريقين منهم من اتهمه بالضلال والكفر والاخرى بسيد المجتهدين .

أحدث المقالات