حكومات أما تسوق الخوف من العدو الى العراقيين تشكمهم به او تسوقهم الى العدو.. عسكرا.. تكتظ بهم المقابر هاجس العدو المتربص بنا الدواهي، تغذيه الحكومات المتعاقبة على العراق، منذ إضطر الامام علي.. عليه السلام، على نقل الخلافة الراشدية، من المدينة المنورة، الى الكوفة؛ بغية السيطرة على نفور الشخصية العراقية الناشزة عن الجمع، كما وصفهم احد الخلفاء الأمويين “مفرطون حتى في الولاء”.
نزولا في تداعي التاريخ الى الدولة العباسية، التي أسمتهم “جمجمة العرب” وطاشت بهم حروبا كالتي ساقتهم اليها الراشدية وهي تسلمهم لجور الامويين يسومونهم الهوان.
وعهد الدويلات والعثمانيين والانكليز والملكية وجمهورية العسكر الفظيعة، التي أنتهت بنا الى مخالب حاضر غير معرف، أبرز ملامحه الإرهاب الدولي المتكاثف من امامنا ومن خلفنا وعلى الجنبين، وكأن زهير الدجيلي يعني الآن، في مواله السبعيني: “صوتك اسمعه يعتب من بعيد.. وجن الدنيا تبعد وأبعد وياهة وأسمعه.. يا صوت النخل بالريح يبكي ودمعي دمعه”.
شكيمة
توالت على ارض الرافدين.. السواد، حكومات أما تسوق الخوف من العدو الى العراقيين، تشكمهم به، او تسوقهم الى العدو.. عسكرا.. تكتظ بهم المقابر؛ بغية تطبيق مقولة الحجاج: “لأجعلن لكل رجل منكم شغلا في بدنه”.
لذا فالعراق بلد حروب على مر تاريخه.. حروب تفتعلها الحكومات؛ كي تشغل الشعب.. تقلقه عن تركيز صفاء فكره على نظام الحكم وتفسير إجراءاته ومناقشة بنيته؛ لربما ينقلب عليه!
وهذا ما أفصح عن نفسه.. صريحا، بالاحساس الذي إمتلأنا به، طوال أحد عشر عاما مضت.. شعرنا خلالها بان المحيط الاقليمي يكرهنا ويصدّر الارهابيين الينا يفجروننا ويغتالون ساستنا واعلاميينا واقتصاديينا واطباءنا وعلماءنا واكاديميينا وعمال المساطر الاميين.. الكادحين، يعيلون أسرا جائعة تفغر افواهها بانتظار لقمة تقوت جوعها وقطرة ماء.. حتى لو وسخة، تروي ظمأها.. “هل نحن خير أمة أخرجت للناس”؟
إستعداء
أحد عشر عاما من التفجيرات الطائفية، التي تردنا من دول اقليمية، أقنعتنا بانها دول مستفزة منا طائفيا من دون وجه حق، الى ان حقق رؤساء الجمهورية والوزراء والنواب.. د. عثمان معصوم ود. حيدر العبادي ود. سليم الجبوري.. تباعا، زيارات ناجحة في التهدئة مع السعودية وقطر والامارات وتركيا والاردن، والكويت التي أجلت تقاضي مستحقاتها هذا العام؛ كي يقف إقتصادنا على أقدامه، إتضح ان المحيط مهيأ للتحاور المنطقي مع العراق.. وانهم ليسوا اعداء، قدر ما (إستِعدوا) كما قال عادل امام، في “شاهد ما شافش حاجة”: – انتِ حَ تزعليني ليه؟
وجدنا ان الاخرين لا يكرهوننا، انما من الداخل نستعديهم إستكراها؛ بغية ان تشغل الشعب بعدو متربص به، يعنى بصد مفخخاته، التي تصنع داخليا، ولا علم لأحد من الخارج بها، سوى وهم تفتعله السلطة؛ لتشغل الشعب عن فسادها، وتصفية
منافسيها و… الى ان صحح معصوم والعبادي والجبوري الأخطاء، فتقبلنا من ظنناهم أعداءً، رحبوا بالعراق وفق تبادل المصلحة المعمول بها دبلوماسيا، من دون تأليب طائفي ولا… يحزنون.
محيط
استجابة دول المحيط الاقليمي لمحاولات العراق في تنقية الاجواء، قوبلت بالترحاب، ممن ظنناهم اعداءً كي نضعف وتقوى السلطة!
دول سيطر علينا وهم إنغلاقها دوننا لأسباب طائفية، اتضح انها سحبتها ايد من داخل العراق.. إستفزتها كي تقف متحفظة إزاء التخبط الداخلي الذي يلطم ما حوله وما يعيش في صميم وجدانه!
سقطت البراقع بمجرد ان صححت سياقات العمل الداخلية وإنفتحت بشكل ايجابي على المحيط الدولي من حولنا؛ فالفينا الاخرين ودودين وليسوا اعداءً، كما خدعنا لينهار الشعب وتقوى الحكومة.