10 أبريل، 2024 2:07 ص
Search
Close this search box.

محو اثار محمد من جزيرة العرب…هل تحتفظ السعودية بنسخة من هبل؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كانت الكعبة مجمعا لالهة العرب وقد اختلف الرواة في عدد الاصنام ومكانها فبلغوا العدد ٣٦٠ وقالوا ان بعضها  ثبت على ظهر الكعبة واجمعوا على ان تطهير البيت من الاصنام جرى في فتح مكة (١٠ يناير ٦٣٠ بم ) وعلى العكس من قصة ابراهيم لم يستخدم النبي محمد فأسا في تكسير الاصنام بل كانت بيده قوسا يطعن بها الصنم فيخر على وجهه وتكشف لوحات فنية حول فتح مكة عن تحطيم جزئي للاصنام وهناك روايات تتحدث عن القاء بعضها في الابار ومن وجهة نظري فان مصير الاصنام اللاحق يشوبه الكثير من الغموض فلا مطاحن للحجر وقتها ولا ظهرت روايات عن سحقها واشك بقوة ان بعضها التقط كاملا او جزئيا وتم الاحتفاظ به وقبل ايام  اشتبهت الناس بوجود اصنام تعود الى الهة العرب بين معروضات ضمها معرض اثاري تنظمه المملكة العربية السعودية في الخارج لكن السلطات نفت ان تكون   التماثيل من جماعة الاصنام هبل واللات ومناة ويمكن للقاريء ان يتابع اللغط بنفسه (المعرض زار اميركا).
السعودية ايضا شاركت بمهرجان (ارت اند تور) في البرتغال شهر اكتوبر الرائح  بفيلم (الحجر…مدينة الانباط) مادة الفيلم السياحي كما هو واضح مدائن صالح النبي صاحب الناقة التي عقرها قومه وحكى القران قصة عذابهم .
ينسب للنبي محمد دعوته المسلمين المارين بهذه الاثار الى الاسراع والبكاء حتى لايصيبهم مااصاب اؤلئك القوم المعذبين بعذاب سماوي وقد سعت السعودية لتصنيف هذه الاثار كجزء من التراث العالمي.
اهمية الموضوع هي ان السعودية عاشت فوبيا المكان منذ طفولتها فهي الدولة الوحيدة التي تتاسس على مكان تخاف منه وتخوف منه ولاتخاف عليه والسؤال لماذا تخلت عن حذرها المعهود وحساسيتها المفرطة ازاء الشرك من خلال التعلق بالمكان واعمرت مدائن صالح وهي التي اخربت مدائن محمد حتى كأن الاخيرة مصداق لقول القران (وبئر معطلة وقصر مشيد)؟
الاسلام زمان ومكان اما الزمان فهو الصلاة والصوم واما المكان فهو القبلة والحج والاعتكاف والسير في الارض لرؤية اثار الماضين للاعتبار.
نعلم ان هيكل سليمان كان تاريخا بدون مكان وكنيسة المهد مكانا بدون تاريخ  فيما كانت الكعبة مكانا منحه الاسلام تاريخه فاذا قدر لك النظر باسماء العرب يتداعى لذهنك سؤال عن سبب اختفاء اسم ابراهيم ويعقوب واسمعيل وهاجر وحتى ادم وحواء ونوح من بينها الامر الذي القى بكثير من الظلال على
اصل بناء الكعبة مما اوقع طه حسين بحبائل الوهم الذي حمله على الشك بقصة بناءها من قبل ابراهيم عليه السلام.
اذا الكعبة سلخت من تاريخها وجاء الاسلام واعادها الى التاريخ واعاد العرب معها الى العمارة والهندسة حيث دخل المسجد كمكان بابعاد هندسية الى الحياة العربية  وسبقه الجبل والغار ولحقه الخندق والمنبر ثم تسنيم القبور(رفعها عن الارض بمقدار) ومع الزمن جاء المحراب والماذنة والحمى والمصر فتعددت الامكنة مع ثبات الازمنة.
لم يعرف الاسلام الاعتراض على المكان الا عندما يتعارض مع الزمان كقصة مسجد ابو عامر الراهب او مسجد الضرار فاذا وازنا بين الزمان والمكان نجد ان المكان حامل للزمان واكثر منه عددا فنحن لدينا اوقاتا للصلاة والصيام والحج والاعياد والجمعة فيما لدينا مكانيا الكعبة والصفا والمروة والجمرات وعرفة والمسجد الاقصى والمسجد النبوي والمساجد قاطبة ومقام ابراهيم.
 اذا الديانة الاسلامية غير معلقة بالهواء مثل كثير من الديانات التي لاتولي اهمية للمكان او انها تبالغ بالمكان وتهمل الزمان.
من الاسئلة الواجب طرحها لتكون مدخلا لفض الاشتباك الحاصل بين المسلمين بسبب التداخل بين الزمان والمكان هو طريقة الدفن في حياة العرب قبل الاسلام.
الراجح ان العرب لم يعرفوا في حياتهم المقبرة بمعنى المكان المخصص للدفن دون سواه ويبدو انهم كانوا يقبرون اينما حل بهم المكان واللغة هنا ربما ساعدتنا كثيرا فالعربية فيها اسماء متعددة للقبر لكن اسم المقبرة اقل ظهورا اما النص القراني الهكم التكاثر حتى زرتم المقابر فيعني القبور لان المقبرة لغة القبر وليس مجمع القبور.
المقبرة بمعنى المكان المحدد ظهرت مع الاسلام حيث خصص البقيع لدفن موتى المسلمين وحش كوكب لدفن غير المسلمين اذا لم اكن على خطا فيما يخص الثاني.
الاستثناء حصل مع الشهداء الذين يدفنون باماكن شهادتهم ومع النبي محمد الذي دفن في مسجده.
لم يكن في حياة المسلمين الاوائل خوف من شرك المكان وماموجود من اعتراضات انما هي تطال الاموال التي تنفق في اعماره وفي قصة جذع النخلة الذي تحول عنه النبي محمد بعد بناء المنبر وحنينه بصوت مسموع ومجيء النبي محمد اليه واحتضانه حتى سكن دليل على ان الحياة وقتها كانت تمضي بدون تعقيدات عقائدية.
الخوف من المكان والتخويف منه دخل الاسلام متاخرا جدا ودخل من قبل فرد اتخذته احدى الاسر نواة لمشروعها السياسي وقد جرت عملية ممنهجة
لمحو الاسلام المكاني لاتقع دوافعها ضمن دوائر روح البداوة وصفاء التوحيد الصحراوي او اعادة التوازن بين الزمان والمكان في الاسلام فمقابل محو بيت محمد بمكة وازالة شعب ابي طالب وهدم قبة قبر خديجة واخراج زمزم من الحرم المكي والقائها بالشارع واهمال غار حراء والتحريض عليه وتهديم طريق بني هاشم  وتحويل مقبرة البقيع الى سجن يفتح باوقات ومحو الخندق تماما ومحاصرة مسجد الفتح والمساجد السبعة عنده واكثر من ذلك سجن قبر حمزة وقبور شهداء احد داخل سياج مرتفع لايبلغ علوه الاالطائر ولاحيلة معه لنظر الناظر ثم الكرة على جبل الرماة والشق الجبلي الذي اوى النبي محمد  بعد معركة احد وتم طمس معالم
معركة بدر وضيع قبر الصحابي ابو ذر الغفاري وبالطبع تتعرض قبور الشخصيات المحورية في قصة الاسلام الى التعمية.
الاف الامكنة التي تحكي قصة الاسلام وكانت تعيش امنة الى جانب الزمان وعبره تم الهجوم عليها وتدميرها حتى ان الواصل للحجاز ونجد او السعودية الحالية يتبادر الى ذهنه كل امر الا ان تكون قصة الاسلام دارت على هذه الارض.
لماذا تم محو خطوات محمد؟
تلزم الديانة الاسلامية معتنقيها بالدفن التام بعد مراسم غسل وحنوط وتكفين ولحد ورفع مستوى القبر بمقدار مع صلاة على الميت فيما هناك ديانات تحرق الموتى وتنثر رمادهم او تطعم الجثث للنسور في اعالي الجبال بعد تقطيعها فهل يعقل ان نصلي على الميت ثم نعتبر زيارة قبره شركا او نعطي مناسبة الموت كل هذا الاهتمام ثم يتلبسنا الخوف من الشرك بسبب القبور؟
ترتفع الابراج في الرياض وتتوزع قصور الامراء على رؤوس الجبال معلنة بقصدية علوها على الكعبة وهناك ملاعب لكرة القدم الدين الذي تسيطر حماه على البشرية وهناك كما حكينا التركيز السعودي على اظهار الاهتمام برعاية مدائن صالح.
لماذا مكان دون اخر؟
الحق هو انه تم قتل الاسلام المكاني لكي يفقد الاسلام الزماني معناه.
ارث مكاني يتعلق بمليارات البشر على مر العصور وهو محط انظار البشرية كلها بسبب اممية الدين الاسلامي تم شطبه من قائمة الوجود.
ان الذي حصل هو  تضييع المكان كمفتاح لمعرفة الزمان.
لم يعد بالامكان دراسة الاسلام مكانيا والغريب ان اهل الديانات الاخرى ينقبون عن اديانهم في باطن الارض بينما تتم ازالة الدين الاسلامي
من فوق الارض تحت سمع المسلمين وبصرهم ولا من صوت يرتفع.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب