6 أبريل، 2024 10:29 م
Search
Close this search box.

محور التحالفات المصالح الخاصة لا المصالح العامة

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل ان نبدا بالتعليق على ما يجري من مهازل مخزية لتحالفات غير مجزية ، نود ان تاخذ القارئ الكريم الى المانيا والمحادثات الجارية بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الاشتراكي الالماني ومديات الخلاف بينها وهما يسعيان منذ اربعة شهور لاقامة تحالف حكومي يسعى الى الاغلبية البرلمانية بعد ان اخفقت ماركل بالحصول على الاغلبية المريحة في الانتخابات الاخيرة ، ان اوجه التشابه بين الحزبين هو انها بالتوجه والفعل ضد حزب النازيين الجدد ، وان كلا الحزبين لم يحصلا على الاغلبية التي تمكن اي منها من تشكيل الحكومة لوحده ، وانهما متفقان ولو بدرجات مختلفة فيما يخص موقف المانيا من الاتحاد الاوربي ، ولكن وجه الخلاف وبالدرجة الاولى يتركز حول الهجرة ، والمهاجرين، وحول اسس وابعاد تنمية الاقتصاد الالماني، وان لكل من الحزبين برنامج يختلف عن الاخر ، بتعبير ادق ، ان الخلاف لا على شخصية ماركل وعلى على شخسية هلموت شوت ، اي ان الخلاف خلاف سياسات وبرامج لا خلاف اشخاص ومصالح ، كما هو قائم اليوم بين الكتل السياسية العراقية ، والمعروف في علم السياسة ان لكل طرف اهداف محددة مسبقا يفاوض من اجل تحقيقها قبل الدخول في التحالف مع الطرف الاخر ، لا كما هو جار اليوم ، فالاتفاق بين العبادي بالامس مع اقطاب الحشد انفرط بعد يوم من ذلك الاتفاق ، وبالامس خرج تيار الحكمة من تحت عباءة تحالف العبادي ،والخلاف قائم على اشده بين العبيدي واللوزي ،وغدا سينشأ خلاف بين العبادي والعبيدي ، واذا بالتحالفات تقضم الزمن بالخلافات لا بالاتفاقات على برامج واهداف تنموية او اقتصادية ، واذا اردنا من جواب على كل ما يحدث ، فان هذا الجواب لا يخرج عن دائرة ان هذه الكتل وتلك الاحزاب انما هي كتل واحزاب شخصانية كتل رأى لا كتل عقائد وبر امج كتل قائمة على المنافع الذاتية لا على الاهداف والبرامج الحيوية ، وان القاعدة في كل حياة سياسية تقول ان الاحزاب تتطور من خلال الممارسة والتجربة الا الاحزاب العراقية فانها تصاب بالخرف والتأخر كلما تقدم الزمن ، والعيب لا في القواعد وانما العيب في الاشخاص ، فحب السلطة وحب الاضواء هما من كان ولا زال يحرك الالة السياسية في العراق وسنستمر على هذا المنوال ما دمنا ندور في حلقة ذات الرجال ولا يمكن تغيير الحال الا بزوال اولئك الرجال ، وانتهاء تلك الكتل لتقام في اثرها كتل تحاكي كتل واحزاب العالم المتمدن والتي لا تقام الا على اساس كونها مدارس لها برامج ولها قواعد تتحالف وتتفاعل بها مع الغير ، وليعلم كل من تصدى للعمل السياسي في العراق انهم رغم كل ما يفعلون ، فهم خارج حسابات الشعب وانهم لا بد من ان يقعوا تحت عقوبات هذا الشعب كما وقع غيرهم من قبل ممن ادعى لنفسه انه يعرف باللعبة السياسية..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب