17 نوفمبر، 2024 11:35 م
Search
Close this search box.

محور اعتدال إقليمي !!

محور اعتدال إقليمي !!

تنسجم  التحليلات الصحفية مفاهيم  سياسة المحاور الإقليمية، وتظهر في الصحافة العراقية  ما بعد زيارة رئيس الوزراء  المصري  هشام  قنديل  وما نتج عن هذه الزيارة من اتفاقات اقتصادية تتجه الى  نقل محور العلاقات  الإيرانية  السورية اللبنانية  إلى محور جديد  ، جعل العراق الجسر الرابط  ما بين  طهران  والقاهرة عبر بوابة التعاون  الاقتصادي الذي يمثل مساعدات  عينية أكثر مما هي فائدة لطرفي  الاتفاقية  .
  ولان عراق اليوم فيه من يختلف مع مفهوم النفوذ الإيراني  في العراق وامتداداته  نحو البلدان العراقية في الشرق الأوسط  الكبير ، او يتفق معه ويدافع عنه ، فان هذه التحليلات  نسجت لها أنموذجها  في  وصف هذه الاتفاقات  بين المالكي  وقنديل ، على أساس  تكوين ما يوصف بمحور الاعتدال العربي  باتجاه  القبول  بالسياسات الإيرانية  الإقليمية  ، مقابل  محور محافظ  عرف بعلاقاته  الواسعة  مع الولايات  المتحدة الأميركية الرافضة لهذه السياسات  الإيرانية ، لأسباب تتعلق بعلاقاتها  مع  واشنطن  وأيضا  لمخاوفها  مما عرف بقوس الهلال  الشيعي .
يضاف الى ذلك بروز  تركيا  كقوة إقليمية تسعى للاحتفاظ بقواعد  علاقاتها  العربية  وربما الإسرائيلية  ايضا ، فيما توصف  قوى عراقية السياسة التركية في المنطقة حيال الأزمة السورية  والخلافات  بين الفرقاء العراقيين بكونها ” تدخلات فجة ” في الشؤون الداخلية  لدول اخرى ، ولا يستخدم  مثل  هذا الوصف على النفوذ الإيراني  في  المنطقة  .
ولان هذه المنطقة توصف استراتيجيا  بكونها ” صٌرة العالم ” ومنها يتزود الجميع بموارد الطاقة، فان الاتحاد الأوربي  وروسيا  والصين  لكل  منهم  مصالحه في  حلبة الصراع الدائرة على  تكوين المحاور  الإقليمية ما بعد موجة  الربيع العربي العالية  وما نتج  عنها  من حكومات اسلاموية ، يرى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية بانها “نتاج  لرياح الثورة الإيرانية المباركة “، وتوصف عراقيا بانها  نتيجة تساقط  قطع الدومينو بداية بسقوط تمثال صدام حسيبن في ساحة الفردوس، في مقابل تحديات كبيرة تواجه هذه الموجات المتصاعدة من  التغيير السياسي جعلت هذه الدميقراطيات الحديثة أمام استحقاقات وطنية، حجمت دورها الإقليمي والدولي، وان كانت محاولات  الدول الكبرى اللعب  على اوتار  هذه المتغيرات .
  ما يهمنا اليوم ،حقيقة ظهور محور الاعتدال العربي، وهل يكون فعلا قوة إقليمية بيد إيران  لتجعله ورقة ضغط على طاولة  مفاوضاتها  لدول 5+1 ، وكيف سيكون رد  الولايات المتحدة  وحلفاؤها في المنطقة  على مثل هذا الانسجام  بين دولة  عربية  كبرى مثل  مصر  مع  النفوذ الإقليمي  الإيراني  ؟؟
  ربما  يكون من المبكر  الحديث  عن فرضيات إستراتيجية  لتمحور مصر الأخوان المسلمين  الجدد  مع إسلام الثورة الإيرانية  من خلال  المعبر العراقي ، لكن الحاجة المصرية  للخروج  من عنق زجاجة  المساعدات الأميركية  تحتاج الى  فعاليات  اقتصادية  واسعة  من بينها  مثل هذه المناورة التي قام  رئيس الوزراء  المصري  خلال  زيارته للعراق  ، ولعل أفضل تعبير عنها  رده على دعوة عمار  الحكيم  زعيم المجلس  الإسلامي  الأعلى بأهمية  زيارة  شيخ الأزهر للعراق ولقائه  مع مراجع الدين الشيعة في النجف الاشرف  ، بما يؤكد ان درب  هذه المساعدات النفطية  التي  تصل الى 4 ملايين برميل يوميا ، وتكرير  4 آلاف  برميل  منها لصالح العراق  ، لم تأت  من فراغ  إيراني  .
وقد تسعى الدول  العربية النفطية الى مد يد المساعدات الاقتصادية  لمصر في هذه المرحلة ، وهناك  حديث  واسع  عن علاقات  متميزة مع  السعودية  وقطر ، الا ان هذه  الأحاديث  لا تقاوم  الإغراءات العراقية   لسحب  القوة المصرية الى محور الاعتدال  العربي مع إيران ، من بوابة  اقتصادية  واسعة ، ليس باستطاعة اي  من هذه الدول القيام بها  لاسيما وان هناك أحاديث  تدور في  كواليس السياسة العراقية بان  قيمة الملايين الأربعة  لبراميل النفط العراقية تصل نسبة التخفيض فيها  ما بين  25-50%  من  دون أية تأكيدات رسمية بالطبع   والسؤال من يستطيع  حساب الفارق النقدي  لقيمة برميل النفط ، سيعرف  حجم المعونة التي  قام العراق بطرحها على  طاولة المفاوضات السياسية مع قنديل وهو يتجول على مراكز القرار العراقي، واغلبه  يدور مع الفلك الإيراني .

أحدث المقالات