23 ديسمبر، 2024 12:53 م

محنة لا انسانية اسمها : الجواز العراقي

محنة لا انسانية اسمها : الجواز العراقي

• كتبت – ذات مقال- عن سفرتي الى تونس ولا اريد الحديث ثانية عن تونس الخضراء لأنها تذكرني ب(المنطقة الخضراء) اقبح منطقة في العالم حيث المال والسرقات وضياع مصائر الناس .
لكن دعوني انقل لكم معاناة حاملي الجواز العراقي؛ ذلك الجواز الذي ما ان يراه موظفو المطارات حتى تصبح- انت بكامل غرورك الحضاري الذي يمتد الى ما قبل التاريخ- شيئا منسيا..مهملا..مريبا وقابلا للحجر والتسفير على اقرب طائرة؛ ولو كانت هناك ستوتات تطير في الجو لوضعوك عليها مع باقة من الالفاظ العطرة !
في المطارات..تحسد كل الناس؛وعلى مختلف الوان بشراتهم ولغاتهم؛وتتساءل لماذا لسنا مثلهم؟
• كان من ضمن توقيتات الرحلة ان ابقى يوما كاملا- ترانزيت- في مطار القاهرة؛ تصوروا 24 ساعة بإمكانك فيها ان ترى اصدقاءك وان تذهب للأهرام او تزور مقهى ريش او تقتحم مكتبة مدبولي او تتصفح الوجوه على اقل تقدير؛ لكن حتى الاسرائيليين يمرون امامك مرحب بهم الا انت..لأنك نحمل جوازا عراقيا!!
هذا الامر ليس في مطار القاهرة فقط ؛ وانما في كل المطارات التي يقدّر لك ان تمرّ فيها؛ عربية واجنبية؛ والسبب يعود الى ان السياسيّين لا غيرهم قد وصمونا- كشعب- بشتى الصفات السيئة والدنيئة؛ بدءا من علي بابا الى الارهابيين الى اذلاء المحتل الى الى الى؛ وتمترسوا هم وراء جوازاتهم الدبلوماسية؛ فرحين بما اعطاهم الله او الشيطان .
.. هل تجرأ مسؤول عراقي وأمر ان تعامل رعايا الدول التي لا تحترم الانسان العراقي معاملة المثل بالمثل او الندّ للند في مطاراتنا؟!!
(تخسه وتهبه) لان غالبية المسؤولين علينا من حملة الجوازات المحترمة والمعترف بآدميتها عالميا؛ ولذلك فان ايّ قرار برلماني يقضي بإسقاط الجنسية الاجنبية عن اي مسؤول في الدولة؛ يعطى(الاذن الطرشه) فلماذا يحرج الرجل نفسه وهو متأكد بانه سيغادر البلاد الى غير رجعة بعد ان تنتهي دورته في السرقات والايفادات والصفقات والرشى؛ وترتيب العقارات في الخارج .
فهل نريد او نحلم ان يتساوى المسؤول مع الدبش من امثالنا؛ او يطالب ان نتساوى مع الاوادم ؟
• انظروا الى كل السراق واللصوص الذين ادينوا بنهب المال العام؛ بدءا من  تخصيصات الحصة التموينية وانتهاء بعقود الاسلحة: اين هم الان ؟
والمضحك المبكي ان الحكومة تكلف- احيانا- الخارجية العراقية للبحث عنهم من خلال سفاراتها في الخارج؛ في حين يصرح (الكَالبون)بانهم مواطنون اجانب وليس للقضاء العراقي امر عليهم !!
• وزارة النقل لجأت الى استئجار طائرات من شركات اخرى تعمل لصالحها تخلصا من تبعات آثمة وغير معقولة لدولة جارة- وليس شقيقة فما هكذا يتعامل الاشقاء؛ واذا ارتكب مسؤول جرما بحقهم؛ فحتى القرآن الكريم يقول : ولا تزر وازرة وزر اخرى-
ولذلك اقترح على الحكومة ان تستفيد من تجربة الوزارة تلك وتستأجر لنا جوازات تصلح لسفرة محدودة وبأسعار تنافسية مع الصومال او جيبوتي او جزر القمر ؛ وبهذا تحقق امرين : الاول تأتيها اموال قابلة لعدم المساءلة النزاهية؛ وثانيا ان تسدّ افواهنا ولو بشق جواز .