الكثير منا يحمل الدولة مسؤولية سلسلة الازمات التي يمرفيها البلد والتي باتت واضحة ان هذه الازمات هي تحصيلحاصل لمخططات تأمريه تهدف في ما تهدف الى تدمير البلدوزرع الفتنة فيه وخصوصا بين أبناء المكون الواحد…لكن من حقناالقول وان نتساءل:
هل هناك دولة لكي نحملها المسؤولية؟!
يكاد الجميع يتفق انه لا يوجد في البلد مفهوم اسمه دولة بمعنىالدولة…
صحيح موجوده حكومة! لكن هذه ليست حكومة دولة إنما حكومةاحزاب او التسمية الصحيحة هي مجرد ادارة لشؤون الأحزابالتي نصبتها تحقق رغبات هذه الأحزاب وتشرف على تقسيمموارد البلد على الاحزاب وتدير الفساد بينهم لذلك فهي ليست أكثر من حكومة لصوص وفاسدين..واللصوص والفاسدين هم من يقفون خلف الستار يحركونها يمينا وشمالا، وهي مقيدة بقيود لاتستطيع ان تتخلص منها..فكل ما يصدر عنها هو تلبية لمتطلباتهذا الحزب او ذاك…فوزارات هذه الحكومة ما هي إلا واجهاتحزبية يكاد يكون عملها واحد بغض النظر عن تسمياتها، فوزارةالزراعة لا علاقة لها بالزراعة وكذلك الصناعة والتجارةوغيرها…كلها تدار حزبيا ويتحكم فيها الحزب التي وقعت الوزارةمن حصته!
فتح الحدود أمام البضائع رغبات ومصالح حزبية
وغلقها ايضا لرغبات ومصالح حزبية
تخفيض الدينار رغبات حزبية
فتح منافذ حدودية غير مركزية رغبات حزبية..
صرف مليارات للإقليم رغبات حزبية
تعطيل ميناء الفاو رغبات حزبية
توزيع ارصفة الموانئ على الاحزاب رغبات حزبية
وجود جيوش من العاطلين عن العمل رغبات حزبية
تهريب النفط رغبات حزبية
عقد الاتفاقيات المذلة رغبات حزبية
وغيرها الكثير الكثير
وهذه الرغبات ليس مجرد رغبات انما تعني فيما تعني ملياراتمن الدولارات تصب في صناديق هذه الأحزاب
لذلك الاحزاب غير معنية بسرعة تشكيل الحكومة طالما ادارةشؤون الأحزاب الحالية التي تسمى حكومة تصريف الأعمالتلبي كافة متطلباتها…لكن هذه الاحزاب سيئة الصيت تخشىفي ما تخشاه ردود فعل الشعب عن الكم الهائل من الظلم الذييتعرض له لذلك تجدها تسارع في العزف على وتر الشارعوالرقص على مفردات الفقر والجوع وكأنها ليست هي المتسببة بهوكان اخرها حفلة الخيار والطماطم حيث لاحظ الجميع سرعةالاحزاب في ركوب الموجه وراحوا يتفاخرون في وسائل الاعلامويسوقون نفسهم انهم حققوا نصرا كبيرا وكأن القدس قدتحررت…
وهم يعلمون جيدا ان الشارع يرفضهم كونهم هم الاساس في دقاسفين الفقر والجوع وانتشار المخدرات وتردي الوضع العام ثمجاءت بعد ذلك فتنة جماعة الصرخي…فانتفص الشعب انتفاضةضد هذه الفتنه المخطط لها من خارج الحدود…فركبت الأحزابالموجة من جديد فهي اي الأحزاب تملك خبرات متراكمة في ركوبالموجات واصدرت البيانات تلو البيانات وكأنها لا تعلم بالقضيةوشيء جديد قد طرأ…أين كانت هذه الأحزاب من هذا الكم منالمساجد والمكاتب المنتشرة في محافظات الوسط والجنوب والتيتروج لهذا الفكر الوهابي المنحرف باجماع عموم المسلمين…يقولخالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء المسلمين على احدىالقنوات الفضائية “ان هذه المجموعة الشاذة وغيرها محمية منقبل بعض الأحزاب السياسية في العراق“…وهذا هو واقع الحالفالشعب كله يعرف ان هذه المجموعات وبهذا الكم من المساجدوالمكاتب والعمل بكل حرية وفي قلب النجف الاشرف وكربلاءالمقدسة وبقية المحافظات الوسطى والجنوب وفي قلب العاصمةبغداد لو لم تكن مطمئنة على أن هناك غطاء حزبي يحميها…لكنانتفاضة الشارع بهذه الطريقة جعلها تسارع لركوب الموجة وكأنهاتخلي مسؤوليتها عن المتسبب في تواجدهم…في الحقيقة هم لايضحكون على الشعب، فالشعب يعرف جيدا السلوك القذر لهذهالاحزاب ويعرف جيدا انها لا تعترف بأي ثوابت تلتزم بها فكلشيء بالنسبة لها متحرك يخضع للعرض والطلب فعند ما يُدفعالثمن المطلوب فإنها تتخلى عن كل ثابت والشواهد كثيرة وكثيرةجدا ويعرفها الشعب بالتفصيل، الفارق الكبير بين اغلب ساسةالشيعة وساسة بقية مكونات الشعب العراقي هو ان ساسة بقيةالمكونات لا يجدون حرج في القول بأن جميع الساسة فاسديناللابس قاط واللابس عمامة كما ورد على لسان احد النواب فيمقابلة متلفزة ولم يجد حرجا عندما يقول اخذت رشوة في سبيلالتغاضي عن ملفات فساد…ونائب اخر تجده يقول إننا ذاهبونلهذا البلد لتدميره لا اعماره حسب ما قالوا له…وشخًص النائبالجهة التي طلبت منه تدمير العراق…المشكلة ان هذه الجهة تملكمؤسسة إعلامية تبث السموم صباحا مساءً على قناتها والفضاءمفتوح امامها داخل العراق بكل حرية…لا بل الادهى من ذلك انساسة الشيعة يتوسلون بصاحب هذه القناة لكي يستضيفهم فياحد البرامج الحوارية التي تبثها القناة حتى لو كانت هذه المقابلةعلى شكل إعلان مدفوع الثمن من قبل ساسة الشيعة…كما اناحد ساسة السنة لم يجد حرج القول اننا ندعم داعش وندعمالارهاب داخل العراق…ليقف بعد ذلك احد ساسة الشيعة ويصفهبأنه إنسان وطني…كما ان الكورد لم يجدوا حرجا من رفع علمبني صهيون في شمال العراق ولم يجدوا حرجا في منع العراقيمن الدخول الى الشمال في المناطق التي يسيطرون عليها إلا بعدمروره باجراءات مشددةً ولم يجدوا حرجا في توفير ملجأللخارجين عن القانون داخل العراق ولم يجدوا حرجا في ضربقرارات المحكمة الاتحادية اذا لم تتناغم هذه القرارات معسياستهم وكان آخرها ضربهم عرض الحائط قرار المحكمةالاتحادية عندما الغت قانون النفط والغاز في ما يسمى اقليمكوردستان.
أما أغلب ساسة الشيعة فهم يسوقون انفسهم على إنهم حماة الديار وصوت الفقراء والمظلومين وإنهم ممثلين عن المكون الأكبر في العراق وانهم يستحقون الفوز بالغنيمة الكبرى من العراق لكن لو سلطنا هذه الحالة على ارض الواقع سوف نجد إن كل ما أصاب العراق بعد السقوط يتحمل هؤلاء الساسة المسؤولية الكاملة لما اصاب العراق والشيعة بالخصوص جراء فشلهم الذي اعترفوا به في بناء الدولة العراقية نوجز بعضها:
ضياع أكثر من 1000 مليار دولار وتبخرها وراحت هذه المليارات تتكاثف في جيوبهم حتى اصابتهم التخمة مما جمعوا من الاموال السحت الحرام.
إشاعة الفوضى داخل العراق وتكريس مبدأ الطائفية من خلال تشريعهم لدستور أقل ما يقال عنه إنه دستور لا يرتقي لكي يكون دستور دوله وبعد ذلك سمحوا بإضافة مواد تخدم المكون الكوردي بعد أن صوت عليه الشعب ووصلت عدد المواد المضافة إلى 5 مواد كما سمحوا في التلاعب بنصوص مواد أخرى كل ذلك حدث بعد التصويت وقبضوا ثمن ذلك.
القفز على مواد الدستور عندما تتعارض هذه المواد مع مصالحهم ومصالح احزابهم حتى لم يعد للدستور أية تأثير فجميع مواده متحركة حسب مصلحة هذا الحزب أو ذاكز
التنازل لدول الجوار عن أراضي تدخل في صميم السيادة العراقية حيث إن مفهوم السيادة بالنسبة لهذه الاحزاب كذلك مفهوم متحرك يعتمد على مقدار الراشاوى التي تقدمها هذه الدول لهم
أجتياح داعش لما يزيد عن ثلث مساحة العراق بتغطية كاملة من قبل هذه الاحزاب والتسبب في ابشع المجازر التي ارتكبت بحق الشعب العراقي حتى بيعت نساء العراق في اقذر اسواق النخاسة…وعندما تحركت المرجعية في فتوتها الشهيرة وإستجاب الشارع الشيعي لتلبية هذه الفتوى، سارعت الاحزاب التي تسببت بالكارثة ركوب موجة الفتوى وكلا راح يدعي الوصل ب ليلى واستثمروها في عشرات بل مثات الالاف من الفضائيين حيث حققوا ارباح من خلال اجترار الاموال المخصصة لهم وهذا ما أعترف بها رئيس وزراء الاسبق..فهذه الاحزاب متفننة كما قلنا سابقا في ركوب الموجات التي تحقق لهم أرباح على حساب المواطنيين.
جولات التراخيص سيئة الصيت والتي تسببت ولا تزال تتسبب في ضياع نصف ثروة العراق النفطية إلى الشركات وتصل المبالغ التي حققتها هذه الشركات من العراق إلى اكثر من 500 مليار دولار واصبح العراق مديون لهذه الشركات كما خسر شباب العراق أكثر من 150 الف وظيفه في المنشآت النفطية وحلت العمالة الاجنبية محل العمالة العراقية وبرواتب خيالية يدفعها العراق.
تدمير كل ما يمكن تدميرة في العراق من صناعة إلى زراعة إلى صحة وتعليم ولم يشهد العراق تدميرا من قبل كما يشهدة اليوم من خلال سياسات هؤلاء الساسة وكل ذلك مقابل اثمان بخسة يتلقنوها…
لو أردنا ان نسهب في ما سببه الساسة الشيعة بحق شعبهموبالتفاصيل لم تكفي مئات الصفحات لكي تؤرخ هذه الحقبة المظلمة الذي يعيشه وطن كان يوما يسمى عراق..وكان أخرها مهزلة خط العقبة المخزي والمفروض من قبل المحتل…
بعد كل هذا الدمار والفقر والظلم من قبل ساسة الشيعة المطرودين من قبل المرجعية ضد الشعب يعيش المكون الشيعي اليوم في محنة حقيقية ويتلمس الطرق للخلاص منهم وسوف يكون يوم الخلاص قريب وقريب جدا بعد خسارتكم للدنيا والاخرة وخسارتكم للشارع الشيعي ومثلكم في ثلك يا اغلب ساسة الشيعة مصداق للآية 18 من سورة إبراهيم : بسم الله الرحمن الرحيم
مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيد.