أذا كان طريقك نحو مدينة الصدر, وتمر أجبارا بشارع الداخل, فاعلم انك تعيس, فهو ليس بشارع, بل تحول إلى جزء من محلات الحدادة, ومكاتب المواد الإنشائية, وما بقي منه تحول, إلى بركة من الماء الآسن, مع حفر وتخسفات لا تعد, وهو ممر مهم نحو مدينة الصدر, لذا يكون مزدحما اغلب أوقات اليوم, والمحنة الحقيقية إذا كنت مرتبط بعمل, والوقت يداهمك, أو إن مريض أهله مسرعون به, نحو مستشفى الداخل, فهنا الحكاية تتحول لمأساة.
الشارع ومنذ 2003 أجريت له أعمال صيانة كثيرة, وكانت مجرد أوهام لسرقة المال العام, خصوصا مع غياب الرقابة, فلا احد يصل للشارع العجيب, ويقيم ما ينجز! ثم توقف ومنذ ثلاث سنوات حتى الأمور الشكلية, لتتبخر الأموال مباشرة للجيوب العفنة.
قبل سنوات حاولت القوات الأمنية, تغيير الوضع ورفع التجاوزات, التي خنقت الشارع, لكن أيام ويعود الوضع لما هو عليه, إلى أن ترك الأمر على ما هو عليه اليوم, من وضع مزري ومخجل جدا, لمدخل مدينة كبيرة ومهمة لعاصمة العراق, والسبب البرود الذي يعيش السادة المسئولين, فيلجئون إلى اللامبالاة, كأسلوب عمل, أمام القضايا التي تحتاج لجهد, والمهمة للناس.
شارع لا قانون فيه ولا مرور ولا امن, مع أن مديرية بلدية الصدر, لا تبعد عن الشارع أكثر من ربع ساعة, ما بين ساحة مظفر ونهاية منطقة الداخل, لكنها لا تصل أليه, ولا تفكر بمعالجته ورفع التجاوزات, لأنها ضعيفة أمام جماعة من الحدادين, الذين يشكلون اليوم قبيلة مخيفة, متفقة برأي واحد, وهو عدم المساس برزقهم, وهو الشارع المستغل من قبلهم.
محنة حقيقية لكل من يمر بالشارع العجيب, الذي يشابه شوارع القرون الوسطى, حفر وطين وبرك ماء أسن, وبضائع الحدادين من شبابيك وأبواب, ليتحول لممر ضيق للمساكين.
ننتظر التفاتة حقيقية من السادة المسئولين, ليقوموا برفع التجاوزات, وتأهيل الشارع, فهذه مسؤولية في أعناقكم, فقد طال زمان تقصيركم.