18 ديسمبر، 2024 10:54 م

محنة النظام الايراني

محنة النظام الايراني

هناك قلق متزايد في داخل الاوساط الحاکمة في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من المواقف الدولية المتشددة منها وبالتالي إزدياد عزلته الدولية، ولاسيما وإن سلسلة الاحداث والتطورات الاخيرة والتي کان آخرها إعدام روح الله زم، قد فاقمت ليس من عزلة النظام فقط بل وساهمت في تصاعد الکراهية ضده والنظر إليه وکأنه نظام خارج على القوانين أو”قرووسطائي” کما تصفه منظمة مجاهدي خلق في أدبياتها، لکن أکثر مايقلق النظام الايراني هو إن دور ونشاط مجاهدي خلق على الصعيد الدولي صار مقلقا للنظام ولاسيما عندما يصل الى حد التأثير على الکونغرس الامريکي بإصدار القرار 374، الداعم لمواقف وتوجهات المنظمة ضد النظام.
ليس من السهل أبدا المرور بسهولة وبساطة على الذي کتبته صحيفة “مستقل” الايرانية يوم الثلاثاء 15 ديسمبر الجاري، عندما إعترفت بالاوضاع الداخلية المتوترة وحالة الصراع والاختلاف والانشقاق داخل النظام قائلة”في هذه الأيام، هناك اضطراب سياسي في إيران بسبب نتيجة الانتخابات الأمريكية والتشكيل المحتمل لحكومة بايدن. تياران لهما موقفان مختلفان، لكل منهما حل لإخراج البلاد من المشاكل، دخل في صراع مع بعضهما البعض.” وتضيف الصحيفة لتقول محذرة:” في هذه الأيام التي وصلت فيها الخلافات السياسية حول الاتفاق النووي وقرار البرلمان إلى ذروتها في البلاد، نرى نشاطات مكثفة لمجاهدي خلق التي هيأت الأرضية لإجراءات واسعة للكونغرس ضد النظام لسنوات عديدة. لم ننس أن غالبية أعضاء مجلس النواب الأمريكي (221 صوتا إيجابيا) من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في يوليو / تموز من هذا العام، أصدروا القرار 374، بينما رسموا خطوطًا عديدة ضد الجمهورية الإسلامية معلنين عن دعمهم لمجاهدي (مريم رجوي) واستراتيجيتهم الشريرة (لإسقاط النظام).” وتذکر الصحيفة بنفس نبرتها التحذيرية:” لنعلم أن للكونغرس الأمريكي دور جاد في صياغة إستراتيجية الحكومة وخاصة في السياسة الخارجية. ومن الواضح للغاية الاتجاه الذي سيتخذه الكونغرس تجاه إيران.”، وتستطرد الصحيفة بأنه:” كما نشهد توترات بين الفصائل المختلفة هذه الأيام، والتي تزداد خطورة كل يوم، وبالطبع وصلت إلى نقاط مفزعة، في حين يواصل مجاهدوخلق في أوروبا نفوذهم على البرلمانات والمراكز السياسية والقضائية ضد النظام.” وتخلص الى القول بأن:” أوضح مثال على ذلك هو المحاكمة التي أقيمت في أنتويرب، ببلجيكا، للدبلوماسي الرسمي للجمهورية الإسلامية، السيد أسدالله أسدي. في هذه المؤامرة، ولأول مرة في تاريخ أوروبا، يحاكم دبلوماسي رسمي في الخدمة بتهمة الإرهاب الزائفة.”! وبطبيعة الحال فإننا لو دققنا فيما بين هذه الاسطر لوجدنا أن محنة النظام الايراني من دور وتأثير مجاهدي خلق على مختلف الاصعدة بصورة عامة وعلى الصعيد الدولي بصورة خاص، هي محنة ليست بعدها من محنة!