17 نوفمبر، 2024 7:29 م
Search
Close this search box.

محنة الفلوجة والعراق و خلاصهما بعين عراقية وطنية

محنة الفلوجة والعراق و خلاصهما بعين عراقية وطنية

ليس بالسهل ما جرى و يجري على الفلوجة و أهلها العزل منذ دخول الاحتلال الأمريكي و حتى يومنا هذا , فهي كباقي مدن العراق في الوسط و الجنوب و الشمال من حيث المعاناة لكن بدرجات متفاوتة كانت حصة الفلوجة منها الأعلى في حجم المأساة. و ما تشترك به الفلوجة مع باقي مدن العراق هو أن أصل مشكلتها و بلائها هم الطائفيين و الانتهازيين من سياسيين و رجال دين من السنة و الشيعة تقف خلفهم دول خارجية و الذين أجادوا استخدام الطائفية و ركوب موجتها لتأمين حصتهم من المصالح و المغانم السياسية و الإقتصادية على حساب السواد الأعظم من العراقيين الذين أصبحوا وقودا لمحرقة الطائفية كما هو اليوم حال أبناء المحافظات الجنوبية و الوسطى و الغربية و كما أشار لذلك المرجع العراقي الصرخي الحسني في محاضرته التأريخية العقائدية الثامنة و العشرون بتاريخ (7/11/2014) ((.. كما الآن مما نعيشه ألان مما مر علينا الآن مر مثله أو يقترب منه في العصور السابقة و اقصد عندما تكون الطائفية هي الحاكمة لما تكون الطائفية و شيطان الطائفة و شيطان المذهب هو الحاكم و هو المسير للأمور و هو المؤصل للقتل و الإجرام و التكفير …. لكل يبحث عن قدره و عن ما يضع في قدره و في جيبه و عما يملئ به كرشه من هذه الطائفة أو تلك الطائفة … من هؤلاء السياسيين أو من اؤلئك السياسيين … من هذه المجاميع التكفيرية أو من تلك … من هؤلاء السنة أو من اؤلئك الشيعة … الكل يبحث عن نصيبه الكل يبحث عن كعكته …. حلبة من الصراع يشترك فيها هذه الدولة أو تلك … هذه الطائفة أو تلك …. هذه المجموعة السياسية أو تلك …هذا الفكر أو ذاك .. هذه الفضائية أو تلك…)) . تلك السياسات الطائفية التي ولدت المآسي و خلفت الملايين من المشردين و النازحين و المهجرين في العراء و مثلهم ممن بقي محاصرين في مدنهم كما هي الفلوجة ما بين إرهاب و إجرام و تطرف و تكفير الجماعات الإرهابية التكفيرية و المليشيات الطائفية الإجرامية و الذين يحاول إعلام تلك المليشيات و أتباعها تحميلهم مسؤولية ما جرى و يجري و بدوافع طائفية ليعطوا لأنفسهم الذريعة في تبرير جرائمهم و عجزهم عن إيجاد الحلول الوطنية الإنسانية لخلاص العراق ككل بعد أن أيقنوا أنهم سبب مأساته . تلك المآسي و المعاناة التي مرت و تمر على النازحين و المحاصرين كانت حاضرة مع المرجع العراقي الصرخي الحسني في كل خطاباته و بياناته و مواقفه وهو ما دفعه إلى تضمين مشروع الخلاص الذي أطلقه بتاريخ (8/6/2015) و في الفقرة (2) منه الدعوة لحمايتهم و برعاية أممية دولية ((2ـ إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى .)) كما وجه في نداء آخر له إلى إغاثة الفلوجة ((فعلى كل مسلم ومسلمة العمل بما وسعه لمساعدة الفلوجة الصامدة أهلها وتقديم المساعدة العينية والمعنوية من الماء والغذاء والكساء والدواء والصلاة والدعاء ونحوها …. و أخيرا نقول على كل شريف في الأرض أن ينتصر للأبرياء في الفلوجة لأنهم لا ذنب لهم سوى أنهم جلسوا في بيوتهم خوفا من الذل الذي أصاب إخوتهم النازحين الذين نزحوا إلى بغداد وما تعرضوا له على جسر بزيبز فلابد من إمدادهم بالمساعدات وإعانتهم على العيش لحين تحرير أرضهم ….)).و يبقى مشروع الخلاص بفقراته الأحد عشر هو نقطة الشروع الإنقاذ الفلوجة و باقي مدن العراق من عرابي الطائفية و مليشيات الإجرام و جماعات الإرهاب و التكفير من السنة و الشيعة .

أحدث المقالات