23 ديسمبر، 2024 5:09 م

محنة العقل العربي بين قمعية السلطة السياسية وتخلف المؤسسة الدينية

محنة العقل العربي بين قمعية السلطة السياسية وتخلف المؤسسة الدينية

يقول الفيلسوف رينيه ديكارت –العقل هو اعدل الاشياء قسمة بين الناس… ولا يكفي ان يكون للمرء عقل، بل المهم ان يحسن استخدامه.

والعقل عند اهل النظر تعريفات كثيرة… منها –ان العقل هو قوة طبيعية للنفس متهيئة لتحصيل المعرفة العلمية. والعقل ايضاً قوة الاصابة في الحكم، أي تمييز الحق من الباطل والخير من الشر، والحسن من القبيح، والعقل ايضاً هو قوة تجريد، حامل معرفة، ومركز التفكير والاحكام، وملكة متعالية شكلت التفوق النوعي للانسان بوصفه كائناً فكرياً.

وعنـدما يتحدثون عن العقل العربي اليـوم فأنهم يقصدون امـا اداة انتاج الافكار، وبلغة قـدمـاء الفلاسفـة -القوة المحركة- او الافكار نفسها، او – المعقولات-.

والعقل والعقلانية، شيء وقر في اذهان الناس على انه شيء ايجابي وواجب.

وللعقلانية مدلولان اثنان، المدلول العام وهو رد كل ما هو موجود الى مبادئ عقلية، والمدلول الخاص وهو الاعتداد بالعقل ضد الدين، بمعنى عدم تقبل المعاني الدينية الا اذا كانت مطابقة للمبادئ المنطقية والنور الفطري.

والعقلانية من ناحية اخرى، هي التيار الفكري الذي يجعل للعقل الاولوية في تحصيل المعرفة، وذلك في مقابل التجريبية التي يجعل الحواس مصدر المعرفة الاول.

ويوصف الانسان بالعقلانية عندما يسعى الى تحقيق غايات منسجمة فيما بينه، ويستخدم وسائل تتلائم والغايات المرجوة.

الكل يلاحظ في هذه الايام العربية، تزايد الدعوة الى العقل والعقلانية على انها احد المعوقات الرئيسية اللازمة لأي مشروع نهضوي قادر على انعاش هذه الامة ودفعها نحو التقدم والازدهار.

وفي دراستي هذه، سأتناول محنة العقل العربي بين الدين والسياسة وابتعاده عن التناول النقدي الهادئ للمشكلات المطروحة امامه، وصولاً الى اجوبة تظمئن الحاجات الفكرية والمادية، وتحقق ثقة الانسان بنفسه وبمجتمعه، وتكون عنوان الفهم العميق للحياة، ومعيار السلوك الحميد، غايتها الحق، ووسيلتها الصدق مع النفس ومع الاخرين، والاخلاص للحقيقة الموضوعية حتى وان كانت مرة كالعلقم.

كان الجفاء يحكم العلاقة بين العقل العربي والسلطة السياسية في اشكالها التقليدية التي نشأت وتطورت في حضن الاستعمار الاوروبي. ولكن، عموماً، لم يصل هذا الجفاء الى محاولة عرقلة حركة الثقافة والفكر الا عندما كان المفكر يتوجه بنتاجه او نقده الى الصدام المباشر مع الدولة، او السلطة الأجنبية المختلفة، او مع المؤسسة الدينية التي كانت بشكل او بآخر مسايرة وداعمة للمؤسسة السياسية الحاكمة.

في هذا المناخ الليبرالي النسبي، أمكن للعقل العربي في النصف الاول من القرن العشرين، ان يعمل وينتج ويزدهر. لكن البداية لم تكن مشجعة، فقد كان الاحتكاك المباشر للعقل العربي مع أوروبا الجديدة منذ اول القرن التاسع عشر مثقلاً بعقدة الاستعمار التي تحكم الأوروبيون من جهة، ومعاقاً من جهة اخرى بجهل وجهالة السلطة الاستعمارية العثمانية المسيطرة. وبقدر ما كانت الدولة العثمانية متسامحة مع التدخل الاوروبي في شؤونها، كانت شديدة الريبة بالمفكرين والمثقفين العرب على قلتهم لديها او في مستعمراتها. ثم جرت محاولة تتريك المستعمرات الى كارثة اعدام الصفوة المفكرة والمثقفة، في دمشق وبيروت عامي 1915 و 1916، ودون أي احترام للفكر والعقل.

العقل العربي بعد حركة نشيطة في الترجمة والاطلاع، بدأ عملية هضم وانتاج وتأليف ترافقت مع ظهور وتألق نخبة من كبار وعباقرة المفكرين والمثقفين والادباء. والاهم ان الحركة الفكرية الحديثة لم تهمل التراث، فبينما توجهت في لبنان الى نفض الغبار عن كنوز الادب العربي القديم وصولاً الى ايقاظ المشاعر القومية للامة العربية، ركزت النخبة المفكرة في مصر على المزاوجة بين التراث الديني السياسي والاساليب الحديثة في التأليف والتحليل، وقدمت بشكل خاص الدولة الاسلامية الاولى في نموذجها المثالي في عصر النبي العربي الكريم والخلفاء الراشدين.

كانت التجربة الفكرية المصرية مثيرة. فقد اجتاز اولئك الرواد، وفي مقدمتهم عباس محمود العقاد ومحمد حسين هيكل وطه حسين، الامتحان الشاق بنجاح باهر، دون ان يفقد العقل لديهم مكانته امام الدين، ودون ان يفقد الدين قداسته مع البحث والتحليل العقلانيين.

في هذه الظروف الليبرالية النسبية في النصف الاول من القرن العشرين عاش العقل العربي وفاقه شبه المستقر مع السلطة السياسية ومع المؤسسة الدينية السلفية التقليدية التي لم تكن قد تسيست بعد. وكان هذا الوفاق لصالح جيل عربي عريض تفتح وتربى حتى نهاية الاربعينيات على هذا التنوع في الثقافة، وعلى هذا التجديد في التراث. وكان الفكر العربي الحديث ذكياً في معرفته حدود المرحلة، وعارفاً بطاقة الاحتمال عند المؤسستين السياسية والدينية، فلم يشتط في اجتهاده الديني، لا عن خوف، وانما عن ايمان بالدين عميق.

العقل العربي الحديث في انفتاحه على الفكر الاوروبي وابهاره به، لم يفقد قناعاته الدينية، ولم يكن الفكر العربي في تياره العام مشككاً او ملحداً فقط، بل نظر الى الشريعة وبنائها الفقهي الاجتهادي بمهابة واحترام واعتزاز كجزء لا يتجزأ من اصالته وقناعاته الفكرية والعقلانية، بينما النهضة الاوروبية الحديثة قامت الى حد بعيد على التحلل والانعتاق من اسر الدين، ولم يستكمل العقل الاوروبي انطلاقه الا عندما هدم سلطة الكنيسة عليه وعلى مجتمعه، فتم الطلاق بين الدولة والكنيسة، وحتى المجدد الديني مارتن لوثر كان يصرخ – ان العقل هو العدو الاعظم للايمان- .

-لماذا تعايش العقل العربي الحديث مع الايمان الديني في هذا القالب من التسامح الديني الذي انطوى عليه الجيل السابق، فزاد في انفتاحه وتنوع ثقافته وتجربته وحيويته وفعالية حركته الاجتماعية والسياسية؟

الجواب يعود الى التاريخ. انه يكمن عند المؤسسة الدينية في فجر وعصر الاسلام التي اعتمدت على العقل بعد القرآن والحديث، في الاجتهاد الفقهي. هذا الانفتاح الديني كفل للعقل العربي ان يرتاد آفاق الثقافات الاجنبية الاخرى، فأقبل بشكل خاص على الفلسفة الاغريقية على الرغم من تعدد آلهتها امام وحدانية وتفرد الله عند العرب.

والاهم، ان العقل العربي كان مخلصاً وموالياً ووفياً لدينه في بحثه آثار العقل ونتاج الفكر عند الآخرين، كان الهدف من الاقبال على الفلسفة الاغريقية هو وصل الجسور بين الدين والعقل في الماضي، وكان الهدف من الاقبال على الفكر الاوروبي الحديث وصل الجسور بين الدين والعلم في الحاضر.

كان هم النشاط الفكري والعقلاني عند ابن رشد فيلسوف العرب الكبير اثبات تسامح ومساندة الشريعة للتأمل والتفكير والتحليل، وبالتالي فالدين عنده ليس ضد العقل والفلسفة. وكان كل هم وحركة ابن خلدون في اول لقاء على يديه مع التجربة العلمية الحديثة، هو تحليل الواقع الاجتماعي المعاش بالتأمل والمشاهدة والمقارنة، وعلى يديه ولد علم الاجتماع والنهج المادي في البحث، بلا مبالغة وبلا تحيز، وان انكر حقه العقل الاوروبي في نهضته الحديثة لمجرد كون ابن خلدون عربياً ومسلماً.

لكن في المرحلة التي بدأت اوروبا تلتقط ثمار احتكاك وتعامل العقل العربي مع الدين والفلسفة والعلم، وتبني منهجها التجريبي الذي صاغ العرب اشكاله الاولى، كان الاجتهاد الديني الاسلامي قد اغلق على نفسه الابواب منذ قرون، فلا جديد في ظنه بعد الذي اجتهد فيه الاجداد.

بعد خمسة قرون زاهية متألقة بالحركة الفكرية الدائبة، بدأت المؤسسة الدينية مع جمودها تضِّيق على العقل العربي وتضيق به. وترافق ذلك مع متغيرات سياسية وسلطوية مهمة، فقد سقطت السلطة العربية الموحدة للدولة الاسلامية، فتوزعتها الايدي الاعجمية.

التجزئة ايضاً قمعت العقل، وتحالفت السلطة السياسية مع المؤسسة السلفية في ارهابه، فآثر السلامة بالارتداد الى قوقعة الجمود. وبينما كان العقل الاوروبي يرتاد بجرأة الافاق اللامحدودة للعلم محطماً امامه كل القيود، كان العقل العربي في خموله يكتفي بالنقل والنسخ والتقليد للسلف الصالح، ويرهق نفسه في شرح وتفسير الشروح والتفاسير السابقة. وكان لا بد ان تنعكس حالة الوهن العقلي في تخلف اجتماعي وسياسي مريع ادى الى تعاقب انواع مختلفة من الاستعمار على الامة والوطن.

ان العقل العربي –كما اسلفنا- بدأ احتكاكه المباشر مع النهضة الفكرية الاوروبية منذ اوائل القرن التاسع عشر، واستمر هذا الاحتكاك والتعامل مع كل ما اثمر من ثراء للعقل واساليبه في تناول قضاياه بما فيها قضية التراث، الى منتصف القرن العشرين، دون تناقض اساسي مع الاعتقاد والثوابت الدينية من جهة، ودون صدام يذكر مع السلطة السياسية وحليفتها المؤسسة الدينية التقليدية من جهة اخرى.

لكن العقل العربي الحديث بدأ منذ منتصف القرن العشرين، يواجه حالة عدائية من السلطة السياسية الوطنية الوليدة بعد انطواء مرحلة الاستعمار الاوروبي، فقد وقعت اغلب هذه السلطات من العقل والفكر مواقف متناقضة.. ففيما جهدت لمنح الانسان العربي الجديد فرصته في التربية والتعليم، كانت هذه الفرصة امتداداً على السطح دون غور في العمق. انتشر التعليم ولكن تدهورت الثقافة. صحيح ان هذه السلطات انسجمت مع الوجدان الوطني والقومي في تطالعاته نحو تأسيس مشروع نهضوي حضاري متكامل.. الا ان هذا التطلع واكبته ظاهرة خطيرة تمثلت في محاولة التدخل الرسمي لقولبة العقل العربي وصياغة مفاهيمه بعيداً عن شرط اساسي لتفتحه وازدهاره، وهو شرط الحرية.

كانت الصدفة شديدة للعقل والفكر امام طغيان انماط هشة من الثقافة السياسية الرخيصة الموجهة، وعاش من بقي من رواد الفكر والنهضة سنين مع اغلب هذه الانظمة.. لكن بما يشبه الصمت. فقد كانوا قد اعطوا كل ما عندهم. وعندما غابوا افتقد العقل العربي عمالقته وجرأته في ارتياد افاق المعرفة متسلحاً بليبرالية الانظمة السياسية السابقة لها.. وسكوت المؤسسة الدينية التقليدية عنه.

لم تكن بعض هذه السلطات جاهلة، كانت اغلبها نصيراً للثقافة بحكم كون بعض قادتها ورموز دولتها قراء ممتازون. لكن انغلاق انظمتهم وآلتهم البيروقراطية اشاعتا انتهازية سياسية جنت بدورها على حرية العقل العربي، ونصبت الاجهزة نفسها وصية عليه تغذيه بما تشاء، وتمنع عنه ما تشاء. وشاركت في التضييق على العقل العربي الحديث الحركات السياسية الاخرى، وفي مقدمتها اليسارية ممثلة باتجاهاتها الماركسية واحزابها الشيوعية. فبينما حثت الجيل العربي الحديث على دراسة الثقافة اليسارية السياسية، مارست غوغائية دعائية ضد العقل العربي واحتكاكه وتعامله مع العقل الغربي، بحجة ان الثقافة الغربية استعمارية كلها وعدائية كلها للعرب، مع ان الافكار اليسارية ذاتها نشأت وترعرعت في احضان الغرب الاوروبي ولا يمكن فصلها عن التيار العام للعقل الاوروبي الغربي الحديث، وان تبناها بعد ذلك الشرق الاوروبي، فاوروبا هي اوروبا مشرقاً ومغرباً في قضايا الفكر والثقافة وفي صياغة المفاهيم والمكونات الاساسية لعقلها الحديث.

ظروف التجزئة السياسية والهزائم العسكرية ايضا لعبت دورها في النيل من التيار الاصيل للعقل العربي. فقد حدث للعقل العربي منذ اوائل السبعينات من القرن العشرين، ما هو امر وادهى، فقد عمدت السلطات السياسية في اغلب اقطار الوطن العربي الى تضليل العقل بانفتاح زائف على الحرية والديمقراطية. وانخدع بهذا التمويه ادباء ومفكرون كبار سايروا هذه السلطات عندما وقعت بعضها في تناقض مع الضمير القومي عبر صلحها مع اسرائيل، وحلل لهذه المصالحة اللاعقلانية مفكرون وادباء… وقفوا موقفاً سلبياً او محايداً من بعض السلطات العربية الرافضة للصلح مع اسرائيل بحجة انها مقيدة لحرية العقل العربي.

الاهم من ذلك، ان المؤسسة الدينية السلفية التقليدية في الوطن العربي تحركت لتضغط على المؤسسة السياسية للحد من آخر هامش للحرية يعمل فيه العقل العربي، معتمدة على الهيئة السلفية في الشارع الشعبي العام بعد تراجع مد المشاعر القومية بفعل الهزائم العسكرية في المواجهة مع اسرائيل ونتيجة للنزاعات الدموية التي مزقت الحركة السياسية القومية.

واستفادت المؤسسة الدينية السلفية والحركات الاصولية الراديكالية المسيسة في الشارع العام، من تسيس المؤسسة السلفية الايرانية ووصولها الى مواقع السلطة في بلدها ثم من هجمتها الشعوبية على العراق وغزوتها للبنان وامتداداتها في البحرين واليمن وسوريا.. فتناغمت معها في المسعى والجهد لضرب مرتكزات العقل والفكر العربيين وتعطيل مفاصل الحوار والالتقاء مع الفكر والثقافة العالميتين.

في الوطن العربي اليوم، ولاول مرة منذ بواكير النهضة العربية الحديثة، حلف مقدس مكتوب بين المؤسستين السياسية والسلفية ضد العقل العربي، وضد حريته وحقه في التأمل والبحث والانتاج والتعامل مع واقعه الاجتماعي والسياسي ومع تراثه ومع الثقافات العالمية الاخرى.

في الوطن العربي اليوم قيود على النتاج الفكري والثقافي العربي. هناك اسر لحرية انتقال الكتابل والثقافة. هناك اهانة لجمالية الشكل الفني للنتاج الفكري والادبي الحديث والقديم.

في الوطن العربي اليوم استعانة بالقانون لاضطهاد النتاج الادبي والفكري بحجة ان لاصحابه مواقف سياسية معينة. ماذا سيقول التاريخ الفكري العربي عن مرحلة يوضع فيها النتاج الرفيع الرائع لبعض مفكرينا على القائمة السوداء!!

حرية الموقف السياسي ملك للاديب والمفكر. وعليه يجب الفصل تماماً بين الموقف السياسي للاديب او المفكر ونتاجه الفكري. فهذا النتاج لم يعد ملكهما، انه ملك للعقل العربي، وجزء لا يتجزأ من حياته وفكره، ومجتمعه وحركته، وسيخلّد ايضاً كجزء لا يتجزأ من تراثه، كره القانون السلطوي ام رضي. وبالتالي فمصادره نتاجاتهم المعرفية وحجبها بقوة القانون عن محيطهم الاجتماعي والثقافي والسياسي، اهانة للثقافة العربية وليس عقباً لهؤلاء الادباء والمفكرين.

من الانصاف القول، ان النظام السياسي العربي لم يكن مسلماً امام الهجمة السلفية، ولم يكن كله انتهازياً في تملقه الشارع السلفي الاصولي. صحيح ان نظاماً كنظام صدام حسين سقط في حملته الايمانية منقاداً بانتهازيته التي قفزت به تدريجياً من موقفه اليساري العلماني المعلن لتنتهي به في غيبوبته المقصودة مع اصحاب التكايا والمزارات… ولم تنفعه تقواه الزائفة في تأخير سقوطه.

لكن هناك انظمة عربية تعاملت بتؤده وذكاء مع المحاولات السلفية للحجز على حرية العقل العربي، مستندتاً في ذلك الى قطاع عريض من الرأي العام الشعبي المثقف والمتعلم المؤمن بالعقل قدر ايمانه بالدين.

الخلاصة، العقل العربي اليوم في محنة، ازمة… انه يعيش محنة ومأساة في غمرة الاتجاه المتزايد لدعم زواج المصللحة بين النظام السياسي/ السلطة والمؤسسة الدينية التقليدية السلفية وحركتها الاصولية. هناك محاولة ضخمة اليوم تبدأ من ايران وتسري في جنبات وطننا العربي لادانة العقل العربي وتسفيهه ومحاسبته على انتفاحه ومعاقبته على مسايرته للمد العروبي والقومي او الوطني، وتكفيره على اشاعاته قيم التحرر السياسي والانفتاح الثقافي والتسامح الديني.

هناك جهود حثيثة لاسباغ شادور السلفية على كل نواحي الحياة العربية، في الفكر، في الثقافة، في الفن، في الاقتصاد، في السياسة، في العائلة، في المدرسة، في العمل.. ثم دفع الدولة والنظام السياسي لتقنين هذه الجهود وادراجها في صلب التشريع الدستوري.

انه من الظلم للدين وضعه في مواجهة العقل. واستهانة بروح ومبادئ الاسلام كحركة اصلاح وثورة وتحرر، ان يُحمى الدين بالقانون وعصا النظام من محاولة الاقتراب منه بالعقل والحوار وحرية الرأي والفكر والكلمة.

لكن لمن تقول ومن تخاطب والمؤسسة السياسية تدراً خطر العقل عليها بخطر التحالف مع قوى الجمود، ظناً انها في ذلك تحمي مصالحها وتصون مكاسبها وتثبت انظمتها؟

* المراجع

1- عبد الوهاب محمود المصري- العقلانية… منهجاً اسلامياً، مجلة الفكر السياسي (دمشق)، اتحاد الكتاب العرب، العدد 20 (خريف/2004/السنة السابقة).

2- غسان الامام- مأساة العقل العربي بين الدين والسياسة، مجلة الوطن العربي (باريس)، العدد 480 (25/نيسان- 1/ايار- 1986).

[email protected]