19 ديسمبر، 2024 1:59 ص

محنة السنة العرب ..فشل نخبهم كنموذج … وخطل مشروع الاقليم – 1

محنة السنة العرب ..فشل نخبهم كنموذج … وخطل مشروع الاقليم – 1

منذ 2003 والسنة العرب في العراق يتنقلون من مركب وعر الى اخر دون ان ينجحوا في  تلمس طريقهم وسط المشهد الدراماتيكي المتغير وبالتالي لم يستوعبوا حقيقة التغيرات الحاصلة في البيئة والخطاب السياسيين ، فكانت تحركاتهم محكومة بالفعل ورد الفعل المصحوب باخطاء جسيمة في الستراتيجية والتكتيك أثرت كثيرا في موقعهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الدولة والنظام الجديدين.. ويعود سبب ذلك لجملة من العوامل المركبة :
اولا . غياب اي تنظيم  علماني او حتى سني سياسي فاعل على الارض ، في الداخل او الخارج ، لديه خطط عمل مسبقة ورؤيا متكاملة للمرحلة الجديدة وبالتالي يكون قادرا على ادارة دفة الامور في وضع معقد بحرفية  ومهارة.. ومن تصدّر الساحة بضعة اشخاص في هيكل المعارضة القائمة بصفتهم الفردية او تنظيمات سياسية كرتونية  ذات توجهات متناغمة مع منطق الاحتلال . عدا الحزب الاسلامي الذي كانت التزاماته كفرع من حركة الاخوان المسلمين العالمية ، تملي عليه مواقفه التي لا تصب تغريداتها في صالح السنة العراقيين فشهد انقسامات حادة وصراعات دموية في المناطق الغربية اضعفته كثيرا.
ثانيا . طبيعة البيئة السنية المحافظة وتدينها  ، واستهتار المحتل وممارساته المتغطرسة التي لا تنم عن فهم لتقاليد وثقافة المجتمع العراقي ، مضافا اليها حل المؤسسات الامنية والعسكرية التي هي مصدر رزق قطاع واسع من الطبقة الوسطى العراقية خاصة في مناطق الغرب والشمال ….كلها لعبت دورا كبيرا في اشعال فتيل المقاومة المسلحة ضد المحتل التي حققت نتائج هائلة جعلت الاحتلال يغير الكثير من سياساته واجراءاته واملت عليه حيزا كبيرا من قرار خروجه من العراق  ….لكن هذه المقاومة وبسبب غياب الاطر السياسية الواعية التي تحتضنها وتنظّر لها وتقودها  سرعان ماوقعت فريسة التطرف والتشدد الديني فحرفها عن مسارها وشتت جهدها باتجاه أخذ ينحى طائفيا وتكفيريا ….فتم اقصاء كل العناصر الوطنية  المقاومة المعتدلة السنية ( ثم ملاحقتها وقتلها لاحقا ) كما تم ابعاد كل مقاوم من مذهب مغاير ( في ديالى مثلا تم تسريح كل المقاومين من البعثيين والعسكريين من الطوائف الاخرى مع تسلل القاعدة للمحافظة )…
ومع سيطرة الفكر المتشدد  اصبحت المناطق السنية ( خاصة الغربية وبعض مناطق نينوى ) حاضنة للارهاب الذي اخذ يوجه ضرباته العمياء للشركاء في الوطن من السنة المعارضين ومن الشيعة والايزيديين والشبك والمسييحيين واجهزة الامن الحكومية وغيرهم اكثر مما يوجه من ضربات للمحتل ،  فّشّوه صورة المقاومة ، واصبح العراق بكامله ساحة للارهاب بما فيها مناطق الحواضن ذاتها التي عانت الامرين من احتضانها للقاعدة ومشتقاتها التكفيرية .بسبب صراعاتها الداخلية .
     هذا الوضع برر توجهات الحكومة في المضي بخطها الطائفي الواضح وساعدها  في تعزيز الاصطفاف الطائفي داخل المجتمع العراقي بتصويرها للصراع على انه طائفي : ارهاب يستهدف مكونا معينا وصورت نفسها الحامية الشرعية الوحيدة لهذا المكون ، ولم تنظر للامر على انه ارهاب مستورد ذو ابعاد داخلية يجب مواجهته بجهد وطني موحد مشترك ..فاستطاعت تحشيد جمهور لا باس به من الشيعة ورائها واطلقت يد الميليشيات المدعومة او المغطاة من قبلها لايجاد ” توازن رعب ” داخل المجتمع ، خاصة بعد احداث تفجير مرقد الامامين العسكريين .
    كان الاميركيون اذكى من الحكومة بفهمهم أن قاعدة التطرف في الانبار محدودة وهي مدانة من قبل المواطن العادي ، فاستغلوا تذمر السكان من ارهاب القاعدة بتأسيس الصحوات التي استطاعت بفترة قياسية القضاء على حواضن القاعدة في مناطقهم وتم تجفيف 75% من الارهاب في عموم العراق . وهنا يظهر قصر النظر الستراتيجي لبعض صقور الائتلاف الحاكم الذين لم يروا في الموقف الجديد فرصة قابلة للاستثمار لارساء سلام دائم في عموم القطر ومشاركة فعالة من ناس امنوا بالمشاركة في السلطة ، فدفعتهم النظرة الطائفية المغرقة في شوفينيتها وانغلاقها الى التهويل من وجود ” ميليشيا سنية مسلحة على الارض ”  ودفعها ذلك لمحاربة الصحوات ماليا والايعاز الى قوات الامن للقيام بهجمات واعتقالات ضدها بحجج باتت معروفة .. والنتيجة عودة القاعدة واصبحت الصحوات بين ناري الحكومة والقاعدة فاما القتل او الجوع او العودة التائبة الى المجموعات المسلحة ،وهو ثمن مازال العراق يدفعه غاليا .
ثالثا . سيطر الجناح الطائفي المتطرف من الاحزاب الشيعية على السلطة وخاصة الجيش والامن….ومنذ البداية وحتى الان لم يستطع التخلي عن قوقعته الطائفية فلم يتقدم سياسيا ليطور خطابه وممارساته ليكون وطنيا جامعا لكل العراقيين ، بل شدد على ايجاد قاعدة شعبية له ضمن مكونه فعمد الى الاستقطاب والتجييش الطائفي من خلال تصوير النظام السابق بالنظام الطائفي السني  وبالالتالي القاء تبعة ” مظالم ” النظام السابق على جمهور السنة  الذي تم استهدافه بتهم الارهاب الجاهزة والاعتقال التي لم يسلم منها لا المواطن العادي ولا نائب رئيس الجمهورية ولا نائب رئيس الوزراء  ..حتى ان اعدام الرئيس السابق تم اخراجه بصورة طائفية مقززة ومسيئة لجمهور لا علاقة به بالنظام السابق …… وفي نفس الوقت عملت الحكومة على سياسة ” عفا الله عما سبق ” تجاه البعثيين والعسكريين والامنيين السابقين  من الطائفة الشيعية ومعظمهم من الرتب والدرجات الكبيرة وقسم منهم كان يشغل مناصب سابقة رفيعة وحتى متهم بقمع حمهور الشيعة وجعلتهم في مناصب رفيعة على اساس ان هؤلاء كانوا ابرياء براءة الذئب من دم يعقوب عن مآسي السابق لمجرد تقديمهم الولاء للسيد الجديد وتغيير انتماءاتهم السابقة بولاء طائفي تعليه أن يثبت جديته باستشراسه في ملاحقة المنتمين الى الطرف الاخر اينما يكونوا….حتى اصبح المتندرونيسمون المادة 4 ارهاب ” بـ 4 اسنة” .
ومن الطبيعي ان مثل هكذا سياسة لا تفيد الا في تعميق الانقسام والاستعداء المتبادل  بين مكوناتى الشعب وظهور المتطرفين من الجانبين للقيام بجرائم بشعة ضد الناس مبررة في نظر الطائفيين من الطرقين مع لااستغلال الميليشيات الشيعية جرائم القاعدة للانتقام من ابرياء اهل السنة . ..ليصير السنة اكثر قناعة بانهم مستهدفون في وجودهم من قبل الدولة واجهزتها … وهنا انا لا ابرر لاي عنف قد ظهر من هذا الطرف او ذاك وانما التحليل العلمي المنطقي المتجرد لا بد منه للوصول الى الحقيقة .. فالبدايات الخاطئة لا تقود الا الى نهايات خاطئة .. هذا هو منطق السياسة ومنطق التاريخ كذلك
رابعا . عمل النظام السابق على منع تشكيل الاحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني ، لذا كانت الساحة بعد الغزو في 2003 خالية من اية شخصيات اجتماعية وسياسية مؤثرة ( وحتى شيوخ العشائر كان النظام السابق قد حدد كثيرا من تأثيرهم )…فظهرت نخب اجتهدت على العمل في هذا الوضع المعقد .. فمنهم من أدان العملية السياسية القائمة بالكامل ورفض الانخراط بها بل ومحاربتها كونها متحالفة مع الاحتلال … وذهبت فتاوي بعض رجال الدين الى حد الافتاء بحرمة انخراط شباب السنة في الجيش والشرطة فافرغ هذه المؤسسات فعليا من السنة وسهّل على الاحزاب الطائفية تعبئتها بازلامها وميليشياتها والمرتدون من البعثيين والعسكريين السابقين بعد تبديل ولاءاتهم الحزبية والوطنية لصالح الولاء الطائفي والحزبي الجديد .. وهكذا فقد السنة ثقلهم السابق في هذه الاجهزة الحساسة وهم مؤسسوها الاوائل وسمحوا للحكومة  ففقد التوازن الوطني داخلها وتم تطييف هذه الاجهزة سياسيا قاصبحت اداة قمع بيد النظام للانتقام من كل من يعده خصما له او حتى معارضا .
   وعدا قلة من هذه النخب التي شاركت في العملية السياسية  ، فقداثبت الكثيرون للاسف قلة تجربتهم  وجهلهم بالاعيب السياسة والتحالفات “والتآمرات ” التي تجيدها احزاب السلطة الشيعية المتمرسة بها من زمن المعارضة ، مما جعلهم لاعبين هامشيين في المشهد السياسي  ،او ضحية للتسقيط السياسي كالهاشمي والعيساوي … او كان ملتزما دينيا بفكر منغلق كما هو حال الحزب الاسلامي الذي تم تهميش وجوده في السلطة رغم انه عنصر اساسي من معارضة الخارج ووافق على خطة غزو العراق ..او انسان مهرج لا يعرف الف باء السياسة مثل محمود المشهداني فتمن ازالته من ثاني اهم موقع في الدولة  بجرة قلم لان مجرد ثرثرته ( وليس اي عمل اخر )  تعدت الخطوط المسموح بها، في حين لا يمكن ازالة عتاة الاجرام والفساد والاداء السيء من الطرف الاخر بسبب لعبة التحالفات التي يجيدونها .
   ومن المؤسق حقا ان نرى نخبا سنية مثقفة بدأت بداية جماهيرية ووطنية ممتازة لتنتهي اما منفية مدانة بالاعدام كطارق الهاشمي واصبح يسوّق للمشروع العثماني التركي وشاهدته اخيرا على شاشة الجزيرة في الاسبوع الماضي في برناج يروج للاقليم السني وهو الذي دخل العملية السياسية رافضا لمشاريع التقسيم … وكذا الحال مع السيد المطلك الذي كنت شاهد عيان كيف ان ابناء احدى مدن الجنوب في انتخابات 2005 ( قلعة صالح ) اعطوه مئات اصواتهم لاعجابهم بشجاعته وخطابه الوطني ( هذا طبعا قبل ان يتم تمزيق تلك الاروراق واستبدالها لصالح قائمة الشمعة والفانوس حينها ) ونراه الان يتذبذب ويتمايل في مواقفه لا يرسي على بر مما افقده الكثير من قاعدته الشعبية .
   اما الاخريون من النخب السنية المشاركة في السلطة فقد اثرت الاشتراك في مغانم السلطة مقابل السكوت عن كل مايجري من تهميش واقصاء لجمهورهم  ( بعض وزراء السنة ).. او من اعلن ولائه الطكامل واعلن مبايعته لرئيس الوزراء واصبح ملكي اكثر من الملك نفسه ( سعدون الدليمي ) … نتيجة لذلك كله فقدت النخب السياسية تأثيرها لا في جمهور السنة فقط ( الذي اعطاهم اصواته بكثافة ) وانما لدى رموز السلطة من الطرف الاخر بعد ان انكشف ثقلهم الحقيقي الهش واختلافاتهم البينية والتي جعلت قائمة العراقية تتشظى الى قوائم ضعيفة ، وسعي البعض منهم للمجد الذاتي باية وسيلة والتلطي خلف دعم مالي وسياسي خارجي مكشوف  لا علاقة له بمصالح العراق وانما يحاول ربط احداث العراق بسياسة اقليمية مرتيطة بالصراع الايراني الخليجي الذي يطلق عليه الصراع السني العربي الذي سناتي عليه باختصار …
خامسا . يبقى الجانب الاخر ذو التاثير القوي في المجتمع السني هم رجال الدين وشيوخ العشائر . ويمتاز الشيوخ عن رجال الدين انهم ” براغماتيون ” ، يشمون مصلحتهم الشخصية ومصالح عشائرهم ويسيرون ورائها ، لذا من السهل عليهم تغيير الولاءات وتبديل المواقف وفق تأشيرة  بوصلة المصلحة … الا ان هذا التذبذب لم يفد في بناء موقف واحد تجاه قضايا حاسمة ازاء الاوضاع داخل المناطق السنية او على المستوى الوطني … فنرى التناحر والمنافسة بين الشيوخ محتدمة  على قضايا وطنية ومحلية اساسية لاسباب مصلحية ومنفعية لا علاقة مباشرة لها بمصالح جمهور السنة … كما يعمل الدعم الماليمن دول الخليج وتركيا والارتباط السياسي والطائفي مع دول الجوار على تغيير التوجهات المتباينة . اما رجال الدين فهناك المعتدل فيهم وهناك الطائفي والمتشدد … وان تيار التشدد يتغلب لان سياسات الحكومة المركزية الخاطئة تغذيه وبالتالي يكسب هذا التيار المزيد من الاتباع في المناطق السنية … وفي كل الاحوال فان التيارات الدينية السنية ومتزعميها لا تخرج في تاثيراتها السلبية على المشهد العام عن التاثير السلبي لرجال الدين الشيعة وهيمنهم على السياسة واقحام الله والدين في شؤون الناس والحكم وتهميش حرية الاختيار والفتاوي ذات المصلحة الذاتية ..
    لكن الخطر الجديد في المشهد الحاضر هو ركوب موجة مايسمى ” الصحوة السنية” التي اثارتها موجات مايسمى الربيع العربي .. والتي افرزت وصول الاخوان المسلمين والسلفيين الى السلطة في تونس وليبيا ومصر ، وتحاول التغيير بنفس الطريقة في سوريا المجاورة . وبالرغم من ان علامات الثورة موجودة في بلداننا حيث يتنتشر الاستبداد السياسي والطبقي والمذهبي والفساد الاداري والاقتصاديوقمع الحريات ، لكن ظروف الثورة غير متوفرة محليا … وكل الدول التي شهدت ثورات انتقلت من انظمة دكتاتورية الى انظمة اكثر ديكتاتورية وتخلفا  … فالصحوة السنية التي ارتبطت بالربيع العربي لم تحقق اي انجاز سياسي او اقتصادي او اجتماعي حتى ان النموذج التركي الذي صار مثالا بدأ يتهاوى بفعل سياسة التشدد وفرض الراي الواحد
   لذا فقد تبيّن ان هذا الربيع قد استطاعت الرجعيات الخليجية والغرب الى تحويله الى ربيع يخدم اجندات غربية اسرائيلية بامتياز… وتحول الخطاب الوطني والقومي الى خطاب تهييج مذهبي وطائفي  لاغراق المنطقة بصراعات جديدة شيعية سنية ومسيحية مسلمة بدلا عن الصراعات الاساسية ( الصراع العربي الصهيوني وصراعات المجتمعات العربية من اجل التنمية والتحرر والتنمية ).
   أن ركوب بعض سنة العراق وبعض نخبهم السياسية والدينية موجة الصحوة السنية خاصة بعد اندلاع احداث سوريا ،هو خطأ قاتل … فهذه ” الصحوة ” المزعومة لا اساس لها في حياة اليوم وانما يتم صنعها في مطابخ مخابرات الغرب وبعض دول الخليج التي لا هم لها الا المحافظة على عروشها وابعاد نيران الثورة عنها وانهاء قضية فلسطين باختلاق صراعات جديدة تجعلنا ندور في فلكها لعشرات السنين …فالتاجيج الاعلامي والضخ المالي والتسليحي يعمل على التغرير بالبسطاء والفقراء وغير المتعلمين ليكونوا ادوات ” الثورة السنية ” .. التي لا نتيجة لها الا التدمير الذاتي للبلدان وهيمنة التيارات المتطرفى عليها لتحولها الى تورا بورا اخرى … فأي مثال يحتذي سنة العراق من هكذا ثورات … تسندها فتوات رجال دين تكفيريين ويمولها ويسلها ويدعمها الغرب واميركا بالتحالف مع مشايخ الخليج ؟ لا يدفعن اليأس بالبعض الى ركوب مركب جديد اكثر صعوبة ونتائجه اكثر كارثية مما سبق .. 
   هذا هو حال التشرذم في الوسط السني … الذي ينعكس في عدم وحدة مواقف الاطراف المختلفة ازاء القضايا المتعددة وبالتالي ضعف موقفهم التصارعي والتفاوضي  في آن واحد مع الحكومة … هذه الحالة المتشرذمة تغري الائتلاف الحاكم بنجاهل مطالب الجمهور والاستمرار بسياسته التجاهلية و الانتقائية تجاه مطالب المناطق السنية ، وهي متوالية تدفع الى مزيد من التطرف والارهاب في الجانب الاول .فينفخ النافخون في اتون الطائفية من الجانب الثاني وهكذا تكر السبحة… والسبب غياب العقل والتعقل لدى الطرفين … اما البعض الذي ينادي بالحل في انشاء الاقليم السني فسنفرد له دراسة جيوسياسية في الجزء الثاني .  
 غالبا مايقرن ” الربيع العربي ” بـ ” الصحوة السنية “‘ ذلك بعد ان نجح الغرب وحلفائه المحليون ( وتحديدا دول الخليج وتركيا ” بتحويله من ثورة عفوية من اجل التحرر والديمقراطية ومحاربة الفساد والفقر والاستبداد تاى مجرد هياكل باهتة  لانظمة جديدة تدور في فلك الاخوان المسلمين ومشتقاتهم الذين لا يملكون اي برنامج صالح لبناء حياة جديدة ، وجلّ مايشغلون انفسهم فيه هو التفقه في المحللات والمحرمات ، بل والاخطر من ذلك تحويل الصراعات في المنطقة من صراعات مع العدو الصهيوني الغاصب ، والصراعات من اجل الحريات والمساواة الاجتماعية والتمية ومحاربة الفقر والفساد ، الى مجرد صراع ” مصيري ” شيعي – سني ، من شانه أن يقضي على ماتبقى من أمل لدى مجتمعاتنا بغد افضل وتمزيق النسيج الوطني للدول اللعربية واشغاله بحروب داخلية عبثية لا تبقي ولا تذر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات