11 أبريل، 2024 12:15 م
Search
Close this search box.

محنة الرفحاويين

Facebook
Twitter
LinkedIn

الى الاخوة الرفحاويين الحقيقيين مع وافر الاحترام
.اوجه كلامي اليوم لكم باللهجة العراقية واعتذر من الاصدقاء الاخوة العرب ؛واحاول اختصار الكلام جهد الامكان .
قلت الرفحاويين ( الحقيقيين ) مقصودة وانتم وكل العراقيين تعرفون القصد .
انا أخوكم موظف متقاعد خدمت العراق 32 سنة عجاف ؛ من ضمنها 8 سنوات الحرب بين العراق وايران وحرب احتلال الكويت وحرب الحصار المفروض. أحلت على التقاعد في سنة 2000 براتب فلس ونص كما نقولها بالعراقي ؛ فأضطررت للعمل بعقد مؤقت تم فسخه في 2003 بعد سقوط حكم البعث.
راتبي التقاعدي الان وبعد كل التحسينات والزيادات 500 الف دينار عراقي؛ مع اني حاصل على شهادة بكلوريوس في علوم الادارة العامة من كلية الادارة والاقتصاد / الجامعة المستنصرية . طبعا يوم كانت الجامعات جامعات حقيقية والشهادات شهادات حقيقية !. أقول حقيقية لأني رأيت بعيني دكتورة باللغة العربية خريجة جامعات هذه الايام من 2003 فصاعدا؛ نعم دكتورة تدرس اللغة العربية لاتميز بين المبتدأ والفاعل ؛ والمضاف اليه …وتخطأ في املاء كلمات بسيطة!.وانا ليس خريج فرع لغة عربية واكتب المقالات المتنوعة والشعر بلا اخطاء نحوية او لغوية او املائية .
نعود لموضوعنا الرئيسي يا اخوة مخيم رفحا موضوع الراتب ؛ نعم مع كل تلك الخدمة المديدة؛ والشهادة الحقيقية السديدة؛ وسبعة افراد عائلة غير سعيدة.راتبي التقاعدي 500 الف دينار .
فلماذا تعترضون وتتظاهرون كون راتبكم خفض الى الحد المعقول ؛ومع انه بعد التخفيض صار ثلاثة اضعاف راتبي ؟!. مع انكم تمتعتم طيلة السنوات الماضية برواتب خرافية لا تصدق .فاذا كنتم عانيتم في مخيم رفحا عدة سنوات فقد عانينا الحروب والحصار والعوز وما زلنا نعاني لحد الان .
على الاقل انتم تنعمتم في بلدان المهجر عدة سنوات ؛ولم تعانوا الحصار والحروب والرعب ؛ ومازال بعضكم يتنعم بتلك الاجواء والهدوء والحياة الرغيدة والنظام والامتيازات اضافة لما تحصلون عليه من ميزانية العراق .
ستقولون ان ضحايا حلبجة وموظفو الاجهزة السابقة يستلمون رواتب مثلنا ولم تخفض رواتبهم . أقول
1- ضحايا حلبجة والانفال ظلموا مثلكم ورواتبهم ليست خرافية مثلكم ..رواتبهم لشخص واحد ممن تبقى من تلك الاسر وليس لجميع افراد الاسرة مثلكم ولا يصل عدة ملايين .
2- موظفو الاجهزة السابقة خدموا كأي موظف – مع اختلافنا في ادائهم ونوع وظائفهم – سواء كانوا اجهزة استخبارية او امنية وحتى فدائيو صدام هم موظفون – وسواء كانوا راضين راغبين او مضطرين لاجل الحصول على عمل ؛ ومعظمهم من ضباط ومراتب الجيش وصدرت اوامر بنقلهم الى تلك الاجهزة – وبالتالي هم اصحاب عوائل واطفال ويتقاضون راتب واحد. نعم اذا اارتكب احدهم جرما مشهودا مثبتا فيحال الى القضاء ولا علاقة لراتب عائلته بالموضوع .
3- رواتب الاجهزة المنحلة هي راتب واحد لرب الاسرة او عائلته بينما رواتبكم يا اخوة رفحاء من الطفل الرضيع الى اكبر فرد في الاسرة ؛ وبعض العوائل الرجل متزوج 4 نساء وكل زوجة انجبت عدة اطفال وقد يتجاوز عدد افراد العائلة اكثر من 20 فرد فيكون راتب العائلة ميزانية مؤسسة او دائرة حكومية . فضلا عن ذلك خصص لكل فرد منكم وعوائلكم مبلغ 60 الف دينار يوميا !. وهذا ما اثار نقمة الناس عليكم وبغضها لكم وللمسؤولين الذين شرعوا هذه القوانين والذين يتقاضون اكثر من راتب . وصارت الناس تخرج تظاهرات ضدكم وضد المسؤولين الفاسدين !.
ومثلما كان العراقيون يتمنون ويسعون لازالة صدام وحكمه بسبب ظلمه وتبديده لثروات العراق في حروب عبثية وترف وبذخ لحاشيته ؛ بينما كان العراقيون يعانون ضنك العيش والحصار والعوز ؛ مثل ذلك صاروا يتمنون الزوال لهذه الطغمة الفاسدة بأي صورة كانت وحتى لو على يد الشيطان الرجيم .
طبعا اللوم واللعنات على المسؤولين الذين اساؤوا استخدام السلطة ؛ وبددوا ثروات البلد ؛ واستحوذوا المال العام ؛واجحفوا في وضع قوانين فاشلة لم تجرؤ سلطة صدام على وضعها .
فيا أخوتي الرفحاويين احمدوا الله واشكروه على ما انتم عليه من نعمة مضاعفة ومتميزة عن غيركم وخاصة بعضكم الذين يعيشون في المهجر .. نعم احمدوا الله كثيرا فان البطر يزيل النعم ؛ واحسنوا مداراة النعمة فانها وحشية اذا ذهبت لا تعود / كما قال الامام علي عليه السلام .وحاولوا ان تكفوا عن الاعتراضات والتظاهرات والصدامات والاعتصامات ؛ وان تستعيدوا رضا ومحبة اخوتكم العراقيين .. فكل العراقيين عانوا اشد المعاناة ..كونوا على ثقة حتى المنعمين والمقربين للسلطة السابقة كانوا يعانون الخوف والرعب الدائم رغم ترف العيش والملذات .
انا ضربت لكم مثلا بنفسي ومعظم الموظفين المتقاعدين مثلي اللهم الا القادة والمدراء العامين السابقين فرواتبهم قد تكون مثل رواتبكم لااكثر .
كلمة أخيرة : وحتى لا تقولوا هذا كاتب بعثي او من ذيول احزاب معينة او مستفيد من الاوضاع الحالية انا أخوكم سيد حميد اشهد الله اني لم انتم لحزب البعث طيلة خدمتي الوظيفية السابقة رغم تعرضي للاستجوابات والمضايقات والتهديدات بصورة دائمة ؛ولم ارتبط الان باي حزب او حركة او تنظيم وان عملت في مؤسسات اعلامية فاعمل بصورة كاتب صحفي مستقل والله على ما اقول وكيل .
واذكركم حتى لا تشتموني مثلما شتمتموني في كتابات سابقة على صفحات التواصل الاجتماعي …اذكركم بأني عراقي الانتماء والتوجه؛ مرجعي التعبد ؛ سيستاني الهوى.. جدي رقم 40 هو الحسين سيد الشهداء وعمي هو ابو الفضل قمر بني هاشم العباس . اجعلهما خصم لمن يشتمني او يتجاوز علي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب