17 نوفمبر، 2024 5:35 م
Search
Close this search box.

محنة الدكتور صاحب الحكيم

محنة الدكتور صاحب الحكيم

أن تكون اميراً وتعيش فقيرا، فهذا قابل للتحمّل.
ان تكون شريفاً وتعيش متّهماً فهذا ايضاً قابل للتحمل.

ان تكون عاقلا ويراك الآخرون مجنوناً فهو الاخر ايضا قابل للتحمل.

لكن أن تكون مظلوما ويراك الناس ظالماً،  فهذا ظلم عظيم، لا يتحمله الا صاحب الحكيم.

لقد دفع صاحب الحكيم ضريبة كونه انسانا متديناً، ودفع ضريبة انتمائه لحزب الدعوة، وضريبة انتمائه الى العراق…سجن وعُذّب زمن البعث، أُغلقت عيادته وصودر ملكه الوحيد (منزله الشخصي) في النجف، كما قـُتل اخوه مسموما من قبل النظام البعثي…طورد فهاجر، وعُرضت عليه الدنيا فأعرض عنها لأنه لم يرَ أغلى من قضيته التي لم يساوم عليها ولم يبِعْها – كما باعها كثيرون – بثمن بخس: مال او  سلطة او شهرة.

 

كان بإمكانه ان يستثمر اسم عائلته فلم يفعل.

 

وكان بإمكانه أن يستثمر ماضيه الجهادي فيحصل على بدل خدمة جهادية، او انتماءه العائلي فيتسنم منصباً في المجلس الاعلى الذي رأسه في كل مراحله رجلٌ من آل الحكيم.

 

كان بإمكانه أن يعيش كما يعيش اي طبيب اسنان لم يكتف بالتخرج من الكلية بل واصل دراسته في الجراحة فنال شهادة عليا تدر عليه – لو استثمرها- اموالا طائلة.

 

لم يضيّع وقته في بناء حاضره او مستقبله الشخصي أو الاسري، بل وضع كل قابلياته في خدمة شعبه فنذر نفسه قبل سقوط النظام البعثي في الكفاح ضد هذا الوحش المفترس عن طريق منظمات حقوق الانسان وقام بفعالياتٍ لم يقم بها عراقي غيره على الاطلاق في هذا المجال، فسافر الى كل مكان، والتقى بكل من استطاع الوصول اليه من الشخصيات العالمية المهتمة بحقوق الانسان… من أحمد بن بلّه في الجزائر، الى البابا يوحنا بولص السادس في الفاتيكان، الى سيدة البرتغال الاولى في لشبونه، الى بينظير بوتو في كراجي الى مدام ميتران في باريس، الى القس دزموند توتو في كيب تاون….وغيرهم كثير كثير، وكل ذلك موثق بالصور والتواريخ .

 

طاف بكل العواصم، وقابل كل الشخصيات وهو يحمل قضية واحدة: حقوق الانسان في العراق…كل إنسان عراقي مهما كان دينه وعرقه، مهما كان مذهبه وطائفته، مهما كانت مدينته وعشيرته.

 

تحرك من موقع استحقه بجدارة : سفير السلام العالمي ومفوض حقوق الانسان الذي منحته اياه الامم المتحدة.

 

عاد الى العراق وسعى لاستعادة بيته المصادر مدة اربعين عاما، فلم يفلح، وبقي بيته مصادراً حتى هذه اللحظة.

 

حاول ان يحصل على هوية أحوال مدنية تثبت ان الدكتورة بيان الاعرجي هي زوجته، فلم يتمكن.

 

أعرض عن كل هذا، كما اعرض عن كل المناصب والمكاسب التي كان يستطيع ان يغرف منها ما يشاء لو  أراد.

 

قلت له: لماذا لم تستعن بعمار الحكيم لاستعادة بيتك المصادر وإصدار هوية احوال مدنية لك مثل باقي الناس، فهذا حقك، ولن تزاحم عليه احدا؟

قال: اريد ان احصل على حقي بدون واسطة… ماذا يفعل من لا يملك واسطة؟ ماذا يفعل من لا ينتمي الى حزب او مجلس او تيار أو عائلة مرجع؟

 

يريد ان يصبر على ضياع حقه حتى يتمكن كل صاحب حق من استعادة حقه.

 

لم يؤذه ما عاناه على يد نظام البعث

ولم يؤذه الحرمان من حقوقه المدنية على يد نظام المحاصصة.

يؤذيه -أشدَّ ما يؤذيه- ان يكون مظلوماً مهضوماً والناس يعتبرونه مستفيدا؛ لا لشيء الا لأنه من آل الحكيم!

 

آخر مشاريعه التي يعمل على انشائها: مشروع مكافحة الفساد… ليس مشروعا دعائيا ولا سياسيا، ولا استثماريا ولا ربحيا، بل مشروع علمي عملي يقوم على التوثيق ويتحرى الطرق الشرعية الممكنة لملاحقة الفاسدين واسترداد حقوق الشعب منهم وتقديمهم للمحاكمة داخل العراق او خارجه.

 

مشروع كبير ويحتاج الى جهود متخصصين واكاديميين قانونيين ومهنيين من مختلف الاختصاصات، يلاحق الفاسدين من كل العوائل والاحزاب والتيارات والكتل والقوائم؛ بما فيها المجلس الاعلى الذي يعتقد البعض ان الدكتور صاحب الحكيم ينتمي اليه، و يرى اخرون انه يتجنب الاشارة الى فساد رئيسه بسبب الانتماء العائلي، وهم جميعاً واهمون.

 

الدكتور صاحب الحكيم يؤشر على فساد كل الفاسدين مهما حملوا من اسماء عوائل، ومهما كان دينهم ومذهبهم وعرقهم.

 

هو ينطلق من كون الفساد انتهاكا لحقوق الانسان العراقي.

 

مشروعه الرائع يواجه عقبة اعتقاد البعض أنه يتغاضى عن فساد من يحمل اسم الحكيم…

 

سوف يكتشف هؤلاء ان صاحب الحكيم سوف ينشر أول وثائق الفساد عن آل الحكيم…بشرط ان تكون وثائق، وسوف يتعامل مع أية وثيقة فساد في حق اي فاسد كائنا من كان دينه او مذهبه او محافظته…بشرط ان تكون وثائق تصلح للاثبات، لا اقاويل ترفضها محكمة عادلة.

 

هذا عنوانه فجرّبوه

https://www.facebook.com/profile.php?id=100001212097928&fref=ts

 

أحدث المقالات