-1-
يكفي ” داعش ” خسةً وتخلفاً وهمجيةً ، أنْ يكون الحيوان عندها مُقدّما على الانسان، فلم نسمع حتى الآن أنها أقدمت على حرق الحيوانات بينما هي تواصل عملية الاحراق للأحرار بدم بارد ..!!
وهذا ما يخرجها لا من ربقة الاسلام فحسب، بل من صحة انتسابها للمنظومة البشرية كلها .
-2-
واذا كانت جريمتها بحرق الشهيد الطيار (معاذ الكساسبة) قد حرَّكت الضمير العالمي، فوقفت الشعوب والدول – مع الاردن الشقيق ضد (داعش)، مُندِدةً بالجريمة النكراء، ومصرحةً بانحيازها مع الاردن للعمل ضد الاوباش من داعش، فانَّ شيئا من ذلك لم يشهده العراق على الاطلاق.
انّ الأحرار من العراقيين تَسوُقُهم (داعش) الى النحر والحرق، في ظل صمتٍ دولي يشبه صمت القبور ..!!
والسؤال الآن :
هل انّ الدم العراقي أصبح مباحاً لشذاذ الآفاق بحيث لم يعد مثيراً لأحد ؟
لقد أعلن مال الله العبيدي مدير ناحية البغدادي (90 كم غرب الرمادي) ان الدواعش أعدموا (150) شخصا من قبيلة (البو عبيد) حَرْقَاً ونحراً، واستهدفت تلك العمليات الغادرة، المنتمين الى سلك الشرطة، ومن خاضوا المعارك ضد تنظيم دولة الخرافة .
وقد جاءت عمليات الاعدام بعد محاولة الهرب من ناحية (البغدادي) المحاصرة الى مدينة (حديثة) .
انّ التنظيم جمع (45) مواطناً، وسكب عليهم البنزين، ثم قام باحراقهم ، لا لشيء الاّ لانهم رفضوا التعاون معه ..!!
إنّهم احرار يرفضون الخضوع للاوباش المدّنسين لأرضِهم والمتربصين بهتك عرضهم، والمسيئين لأهلهم وأحبتهم،
وكيف يتعاون أهل الايمان مع جنود الشيطان ؟
أين الأمم المتحدة مما يجري في العراق ؟
وأين منظمات حقوق الانسان الدولية ؟
وأين هي موجات الغضب الشعبي والاستنكار العارم لما يجري في العراق؟
وأين أخواننا العرب مما يحل بأشقائهم في العراق ؟
وأين اخوتنا المسلمون الغياري في كل أرجاء الوطن الاسلامي الكبير مما يحدث من مجازر رهبية في العراق ؟
إنّ داعش ليست خطراً على العراق وحده ، وانما هي خطر على الأمن والسلم الدوليين .
ولن يسلم من شرورها احد .
انّ ” داعش” عدّوة الانسان والاديان والمذاهب والحضارة .
ومن هنا وجب ان يكون التفاعل مع جرائمها في العراق بالمستوى الرادع المانع، لا بصورته الفاترة الباهتة الراهنة ..!!
-3-
ولا أدري لماذا يكثر الحديث في ” البنتاغون” هذه الايام عن الحملة المرتقبة لتحرير الموصل في الربيع القادم ؟
أليست ” المباغتة” من أهم عناصر النجاح في العمليات العسكرية ؟
لماذا يتم من الآن :
تحديد الزمان ، وتحديد أعداد المقاتلين ، والكشف عن الخطة العسكرية لتحرير الموصل من قبضة ” داعش” ؟
أليس التوجه الى انقاذ العراقيين المحاصرين من قبل عصابات داعش هو المتعيّن الأن ؟
أليس التكتم على أسرار العملية العسكرية المرتقبة لتحرير الموصل هو المتعيّن أيضا ؟
ولماذا يترك الآلاف من العراقيين يواجهون خطر الابادة بالحرق والذبح دون نجدة سريعة ؟!
-4-
ولماذا الحديث المستمر عن أنَّ القضاء على داعش يحتاج الى سنوات ؟
ان القضاء على النظام الدكتاتوري البائد تمّ بسرعة فائقة فهل انّ دولة الخرافة أقوى منه ؟!!
-5-
انّ الجهات والأنظمة الداعمة (لداعش) معلومة ، فلماذا يُترك الحبل على الغارب بنحو يمكّنها عملياً من الاستمرار في جرائمها الكبرى على حساب العراق والعراقيين ؟
-6-
ونحن لا نكف عن مواصلة الدعوة الى محاكمة المسؤولين عن دخول (داعش) الموصل دون أنْ تطلق عليهم رصاصة واحدة، وما حلّ بالعراق جراء دخولهم ، حيث لا شيء أبشع من الخيانة العظمى للشعب والوطن..
وبصراحة :
انّ المواقف من أصحاب الأخطاء والخطايا في هذا الملف الخطير ما زالت خجولة تتعثر ..
وكل ذلك يفاقم الأوضاع ويكثّف الأوجاع ..