7 أبريل، 2024 7:30 م
Search
Close this search box.

محمود درويش القصيدة وجع وغربة

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ ان قرأت ولاول مرة قصيدة احمد الزعتر عندما كنت طالبا في الثانوية شدني الى كلمات هذا الشاعر اسلوبيته في تناول الموضوع وبناء القصيدة وبالطبع ليست على النمط التقليدي الشائع انذاك.

أي صورة شعرية جميلة تلك التي تنطوي عليها القصيدة هي مزيج من اسقاطات الذات, وجع والم رافق هذا الشاعر عبر فترة طويلة من حياته فالغرية والبعد عن الوطن السليب فلسطين شكل ملامح القصيدة الدرويشية المتميزة بحس الانتماء الصادق المختلف عن كل ما عرفناه. الوطن قيمة حاضرة في اغلب اعمال محمود درويش فهو يعبر عنه ويصوغ هذا التعبير باسلوب متفرد يكاد ان  يصل احيانا الى التغريب للقصيدة وكانها مسرحية شعرية تحتاج الى من يخرجها من اطارها التقليدي الى سلايدات مرئية تعرض حالات عدة للقصيدة بصورة حلمية مطلقة تاخذ المتلقي الى عوالم غريبة وعجيبة وكأنها لوحة تشكلية رسمها الفنان بالوان جميلة متعددة الاطياف تحتاج الى التأمل والتركيز.

يطرح محمود درويش بقصيدته كل ما عاناه من الم وعذاب الفراق عن من احب ,الاهل , الاصدقاء كل هذا شكل جرحا عميقا في نفس شاعرنا الكبير وحمله معه اينما ما سافر في ترحاله المتعدد المحطات.

بقي محمود درويش يأن في قصيدته ويحن الى ذاكرة المكان والزمن الذي فارقه وشكل حيزا في تركيبته النفسية , انه طير مهاجر هاجر بعيدا عن عشه وقد حمل في صدره وطنه وحبه .

المفردة في القصيدة عند درويش هي مدخل للعديد من المعاني والثيمات التي رشحت في ذاكرة هذا الشاعر المثقل بتراكمات عدة مزيج من الحب , الموت والحنين الى جذره الذي استاصل عنوة, الحنين لخبز امه الذي ظل يتذوقه عن بعد في المنافي والمحطات البعيدة في ضباب المدن وفي رحلات القطارات المهاجرة التي قال عنها ( اكلما اخيت عاصمة رمتني بالحقيبة ) .

للقهوة الفلسطينية ورائحتها  تاثير في نفس الشاعر لا ينفك ان يحن لها ولجلسات السمر مع احبته واهله وقد غمرتهم رائحتها . الحنين عند محمود درويش لم بقف عند حد معين فهو بقي يحلم بالعودة والرجوع الى ارضه والى طرقات حارته التي لعب فيها مع الصبية واصدقائه .

في الحقيقة الحديث عن محمود درويش قد يأخذ منا مساحة اكبر واوسع لما يحتله هذا الرجل في حياتنا الادبية والشعرية والانسانية ولكني تناولت في دراستي المقتضبة هذه ابرز الملامح الشعرية التي بنيت عليها قصائد محمود درويش , فهي زخارف لفظية وموسيقية عليك ان تتأملها جيدا لكي تدخل الى عالمها المعبر عن كل التفاصيل والمواقف التي مر بها شاعرنا الكبير والتي هي بالنتيجة شكلت هوية هذا الرجل  الادبية الشعرية واكسبته التميز في سماء الابداع الشعري , رحل محمود درويش وبقيت عبارات قصائده وكلماته تزين ذاكرتنا كأنها طيور حلقت في سماء غاب عنها ورحل مودعا محطات ترحاله الى الابد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب