23 ديسمبر، 2024 1:16 م

محمد عارف يكتب عن زهاء حديد بالروسية

محمد عارف يكتب عن زهاء حديد بالروسية

نشرت مدونة روسية متخصصة في الفن المعماري مقالا تفصيليا يقع في عدة صفحات مع صور عديدة متنوعة للمعمارية العراقية العالمية الراحلة زهاء حديد وانجازاتها المدهشة في مجال الفن المعماري , وكذلك نشرت المدونة صورة للصحافي العراقي الكبير محمد كامل عارف ( كاتب المقال ) مع تعريف واف به وبمكانته واهميته في عالم الصحافة العراقية و العربية والانكليزية , واشارت الى انه خريج كلية الصحافة في جامعة لينينغراد الروسية آنذاك ( بطرسبورغ) حاليا .
لقد شعرت ب ( الزهاء !) حقا وانا أقرأ ذلك المقال بالروسية حول زهاء حديد بقلم محمد عارف , اذ كان الاستاذ محمد كعادته (يغرٌد ! ) فعلا في مقاله ذاك باسلوبه المعروف الشفاف و المعمق و الرشيق , الاسلوب الذي تنعكس فيه دائما تلك الثقافة الواسعة والمكثفة للكاتب وذلك الحب الصوفي النقيٌ للعراق , واستطاع – وبمهارة رفيعة جدا – ربط فن زهاء حديد وابداعها المعماري بجذور حضارتنا الرافدينية العريقة من اوروك واريدو وبابل ..الخ و صولا الى المعالم العربية العظيمة لتلك الحضارة , وكل هذا المزيج المتنوع والمتناغم (اردت ان استخدم كلمة الخبطة باللهجة العراقية ولكنني ترددت ) قدٌمه لنا محمد عارف بشكل ممتع ومنطقي وعلمي , ويمكن القول – وبكل ثقة – ان هذا المقال هو كلمة جديدة للقارئ الروسي في عالم الفن المعماري وتاريخه بشكل عام, وفي عالم الفن المعماري الخاص بزهاء حديد , وبالتالي فان محمد عارف استطاع – وبنجاح منقطع النظير حقا – عبر بحثه هذا ان يقدم صورة مشرقة وجميلة جدا للعراق في ماضيه الحضاري العريق , وحاضره المرتبط بابداع الفنانة المعمارية زهاء حديد المتميز والمدهش .
قررت ان اكتب حول ذلك المقال المهم جدا في الصحافة الروسية من وجهة نظري , لاني اهتٌم بموضوعة العلاقة المتبادلة بين ثقافتنا العربية والثقافة
الروسية واتابعها دائما, واحاول ان اسجل وقائعها البارزة ودراسة تاثيراتها المتبادلة بين العالم العربي والروس بشكل عام , وبين العراق وروسيا خصوصا . وهكذا وضعت العنوان وبدأت التخطيط لكتابة هذه المقالة , وما ان بدأت بالكتابة , واذا بي اسمع وبالصدفة ( في نشرة ألاخبار المسائية في التلفزيون الروسي لذلك اليوم بالذات ) النبأ الحزين والرهيب , وهو رحيل زهاء حديد المفاجئ وغير المتوقع بتاتا, وتوقفت طبعا عن الاستمرار بكتابة المقالة تلك من هول هذا الخبر , اذ لم يكن من المناسب بتاتا الاستمرار بالكتابة .
الان قررت الرجوع الى هذه المقالة, بعد ان هدأت الخواطر قليلا , وبعد ان استقرت افكار الجميع على ان رحيل زهاء حديد هو رحيل الجسد ليس الا , وان فنها المعماري سيبقى خالدا على الارض , سواء الذي استطاعت انجازه , او الذي خططت لتنفيذه , انطلاقا من المبدأ الانساني العظيم , الذي تلخصه باعجاز مدهش الآية الكريمة – ( فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ).
ومما شجعني للعودة الى ما خططت الكتابة عنه و اكمال ما بدأت بكتابته هو مقال محمد عارف نفسه بعد رحيل زهاء , اذ نشر مقالا بعنوان – ( زهاء حديد..تحية وداع بالروسية ), والذي كتب فيه محمد ما يأتي – ( وكما يحدث مع الشخصيات التاريخية , ستؤثر زهاء بعد رحيلها بقوة أكبر مما في حياتها . فبناياتها المشيدة حول العالم لا تغيب عنها الشمس , وبنايات تنتظر الانشاء …وستكتشف الاجيال الجديدة الابعاد السياسية والفلسفية لعمارتها , التي قامت بمغامرة لا مثيل لها في تاريخ الفكر والفن والسياسة ) , ويستطرد محمد قائلا – ( … ولم أدر ان بحثي عن زهاء بالروسية ..سيكون تحية الوداع ..) , ويشير الى انه ترجم لزهاء بعض مقاطع من بحثه ذاك , وخصوصا كلمات الناشر الروسي في تقديمه لمحمد عارف , والذي يقول فيه – ( …قد يبدو اننا نعرف كل شئ عن زهاء , لكن هناك من يعرف عنها أكثر بكثير ..) , ويعلق محمد على ذلك قائلا – (
… ولا فضل لعراقي ان يعرف العراقية أكثر بكثير , فهو يعرفها بقلبه. وهل غير حدس القلب العراقي جعلني استشهد في بحثي بالروسية عن زهاء بموال / ونيٌت ونٌة حزن , جبل حمرين هزٌيته/ .)