23 ديسمبر، 2024 8:16 ص

محمد صالح العراقي هو مارك زوكربيرغ..!

محمد صالح العراقي هو مارك زوكربيرغ..!

لعل من اهم الاشكالات التي تداولها العلماء في العقود التي شهدت تأسيسحركات واحزاب اسلامية في القرن المنصرم, هي مبدأ السرية واخفاء القيادة,فرؤية الامام الحكيم رضوان الله تعالى عليه, والتي اقتنع بها السيد الصدر(قد) فيما بعد, ان القيادة يجب الا تكون سرية, لانها ان كانت ذكية يخافمنها, وان لم تكن كذلك فيخاف عليها, فمعرفة الجماعة للقيادة تمثل رقابةذاتية للقيادة, تحصنها من الانحراف, او تمكن الجماعة من ادراك الانحرافالذي يصيبها, عندما يكون عملها تحت الاضواء, لم تكن رؤية السيد الحكيم(قد)هذه, ناتجة من التفكير المجرد وحسب, بل نتيجة لمعايشة, وتجربةللاحداث السياسية, منذ زمن المشروطة, ومرورا بثورة العشرين وما تلاها مناحداث.طبعا هذا الاشكال كان يرد في عهود الظلم, وسيطرة الطواغيت على مقاليدالحكم, واستهدافهم للرموز, والقيادات, ورغم ذلك فالمصلحة العليا تقتضيشيئا كبيرا من المخاطرة, من اجل سلامة المنهج وحفظ مصير الامة, اما اليومفلا وارد للحديث عن هذا الامر فضلا عن تطبيقه عمليا لانعدام مبررهالمتمثل بوجود الطاغوت, أما في ظل النظام الديمقراطي وحرية التعبير عنالاراء والاتصال بالجماهير, صار استصحاب منهج السرية في قيادة الجمهور,نزر من العمل الطفولي الذي يوفر شيء من المتعة لما يستدره من شعوربالاهمية.وبناء على تقدم, تطرح اسئلة مهمة وعلى العاقل ان يتمعن بها, فمن يديرحساب محمد صالح العراقي على موقع الفيس بوك (لاحظ المهزلة), والذي ينصاعاليه جمهور التيار الصدري؟ ولو سلمنا (ولا نسلم ابدا) ان تكون قيادةالجماهير في المسائل الحساسة من خلال حساب في الفيس بوك, فما هو المبررالعقلائي من اخفاء شخص صاحب الحساب؟ ثم اليس من المخاطرة ان يتم المضيبهذا الامر الخاطئ؟وبعد ان يثبت لدينا امرين: الاول ان اغلب جمهور التيار الصدري يتعاطون معتعليمات هذا الحساب الفيسبوكي بصورة مباشرة, لامتلاكهم اجهزة وشبكةانترنيت, والامر الاخر هو اننا قوم لانملك سوى استخدام هذه التقنيات, امااسرارها وامكانية التلاعب بها ليس بايدينا البتة, بعد ان يثبت ذلك ينبثقسؤال جدير بالاهمية وهو ماذا لو ان ملاك شركة فيس بوك لسبب او لاخر وفيلحظة مصيرية من التصعيد الصدري انزلوا منشورا شديد الحساسية يتعلق بامنالناس ومصالحهم وعلى نفس هذا الحساب ؟ أليس من يقود التيار الصدري بناءاعلى ذلك هو الاخ مارك من الناحية الفعلية؟!هذه اسئلة للاسف الشديد رغم بساطتها, واهميتها, الا ان كثير من جمهورالتيار الصدري اهملها او تغافل عنها, وما ذلك الا لغياب العقل النقديلديهم, من كثرة ترديد مقولات فجة تنادي بالطاعة العمياء والتسليم المطلقلقيادة لاتمتلك ان ترى ما بين قدميها.