23 ديسمبر، 2024 1:35 م

محمد.. رسول الإنسانية والخُلق العظيم

محمد.. رسول الإنسانية والخُلق العظيم

عدد هائل من الأنبياء والرسل، تناوبوا على هداية البشرية، و بعثوا لنصح وارشاد الناس، الى الطريق المستقيم، وفي أحيان كثيرة، تواجد أكثر من نبي في آن واحد، مثل ماحصل مع موسى وأخوه هارون، وايضا يعقوب ويوسف، ويذكر التاريخ أن أكثر من ستة عشر ألف نبي بعث للبشر منذ هبوط آدم إلى النبي الخاتم.
من يتتبع آيات القرآن الكريم، يجد أن الأنبياء والرسل، منهم من أخطأ، ومنهم من أذنب، وهنا اهل التخصص يوردون درجات وطبقات الذنب وفيه شرح مفصل نتركه لاهل الاختصاص.. كان عز وجل يخاطبهم باسمائهم الصريحة، (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ)(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ)(وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ).
كذلك ينطبق الأمر على عيسى ويحيى وباقي الانبياء والمرسلين، إلا نبي واحد، تعاملت السماء معه بطريقة خاصة، ودرجة مختلفة عن سائر الرسل والأنبياء، وأعطته خصوصية لم يخاطب بها أي مبعوث سابقا، الجميع يعلم أن القرآن نزل على صدر الحبيب المصطفى محمد (عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم) ومن يبحث بين آيات الكتاب العزيز، لم يجد إسم النبي محمد إلا أربع مرات فقط! وهذه المرات كانت مع قرينة تعظمه وتمجده، في حين ذكر موسى 131 مرة، وإبراهيم 63 مرة ونوح 50 مرة ويوسف 26 مرة وعيسى 25 مرة ويعقوب 16 مرة ويحيى 8 ويونس وأيوب كلا منهما أربع مرات.
عندما خاطب الله عز وجل آدم(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ…) وعندما خاطب عيسى(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ …) وعندما خاطب نوح(قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ …) لكن عندما خاطب الحبيب مصطفى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ…)(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ …)(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ…) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ…)(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا).
لو ناتي إلى الآيات الأربعة التي ذكر فيها اسم حبيب الله محمد(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ …) جاءت مع قرينة الرسول، (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ …) ايضا وردت قرينة الرسول، (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ …) هنا افرد بالذكر مع انه داخل فى الايمان والعمل الصالح ؟ للاشعار بسمو مكانة هذا المنزل عليه (ص) وبعلو قدره، (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ …) أيضا هنا وردة كلمة الرسول قرينة لاسم النبي محمد(عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم).
من خلال ما تقدم، أن الله عز وجل كان يخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بنوع من التعظيم والاجلال، والتقدير لما يحمله هذا الإنسان من صفات عظيمة وأخلاق لا يعرف مقامها البشر إلا شخص واحد، خاطبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم (يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا الله و أنت ولا يعرفك إلا الله وأنا).
كثيرا ما كانت السماء تهذب المسلمين على كيفية مخاطبة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتأمرهم أن يخفضوا أصواتهم(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ).
رغم أن النبي محمد صلى الله عليه واله، كان قبل نزول الوحي ينعت بالصادق الأمين، ومتحليًا بكل خلق كريم، مبتعدًا عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأنصحهم وأفصحهم لسانًا، وأقواهم بيانًا، وأكثرهم حياءً، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق والعفاف، جاءت السماء لتبين عظمت هذا الانسان، قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم، واصفا نبيه العظيم (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).
ليأتي جمع من المنافقين المحسوبين على الأصحاب، وبكل وقاحة وقلة ادب يصف الرسول العظيم بأنه (يهجر)، عندما دعا إليه عليا بقرطاس وقلم، ليكتب إليهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا! وأنه يعلم أن الأمة سوف تضل من بعده، ولن تتمسك بسنة النبي وال بيت الرسول، والقرآن، الذي قال فيهما(إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) .
1400عام تقريباً على شهادة النبي الاكرم، ونحن نعيش اليتم على فراقه، والأمة التي انقلبت على أعقابها، ما زالت تتجرع كاس الذل، على أيدي شراذم الخلق من ال سعود وحليفتها بنو صهيون و ذيول اعراب الخليج، الذين عاثوا بالأرض فسادا، وقتلوا الحرث والنسل، لعنتهم السماء في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب عظيم.